عرض العناصر حسب علامة : العلم

فلسطين واستحالة «الحياد» في الدَّوريات العلمية

تشكِّلُ القضايا الكبرى، وخاصة في أوقات الأزمة الشاملة، محكّاً كاشفاً واستقطابيّاً ليس في السياسة العلنيّة أو المباشَرة فقط، بل وتخترق في قوّة مغنَطتِها حتّى أكثر الجهات التي تُصَوَّر تقليدياً على أنّها «حياديّة» لأنّها «عِلميّة»، بينما الحقيقة هي أنّ من الخطأ الشائع اشتراطُ أن يكون العلمُ «حيادياً» اجتماعياً وسياسياً كي يُعتَبَر «غير زائف»، وهو وهمٌ ينبع من مطابقةٍ خاطئة بين مفهومَي «الموضوعية» و«الحيادية»، ووفق هذا المعيار الخاطئ يصنِّف بعضُ النقّاد البرجوازيين الماركسيةَ «علماً زائفاً» لأنّها منحازةٌ للطبقة العاملة والكادحين والشعوب المُضطَهَدة والمُستَعمَرة.

حول «البربرية» وعلم وظائف الدماغ

من المفيد في نقاش مسألة البربرية واتجاه اللاعقلانية وانهيار العقل، كتعبير عن اتجاه في أقصى التطرف في الحفاظ على المجتمع الطبقي المنقسم عبر التاريخ، إضافةً إلى النقاش الفلسفي العام، أن نأخذ بمقولات علم وظائف الدماغ، وللدقة، فرع علم النفس العصبي في علم النفس، وأحد أعلامه الرئيسية ومؤسِّسيه، السوفييتي ألكسندر لوريا.

حول تيّاري الوحدة والتفكّك: العلوم نموذجاً

إن اتجاهاً عاماً نحو توحّد الظواهر في الواقع كما في انعكاسها الواعي هو تعبير عن قانون وضرورة تاريخية عمليّة في المرحلة الراهنة. والاتجاه نحو الوحدة يتّضح بشكل جلي في تعاظم تيار الدفع نحو التفكيك. وفي هذه المادة نعالج هذا التناقض بين التيارين في ميدان العلوم.

البحوث العلمية الزائفة والمجلات المفترسة stars

تتزايد الضغوط على الباحثين في كل العالم مع تزايد قيمة معيار أساسي للنجاح العلمي والترفيع الأكاديمي ألا وهو النشر العلمي، وتستغل عدد من الجهات هذه الضغوط المتزايدة التي تعطي قيمة لعدد الأبحاث مع غض الطرف عن قيمتها العلمية الحقيقية إلى حد كبير.

الفن والعلم.. تأمل ضروري (2/2)

من أجل أن نفرق بين فن صحيح - فن غير صحيح. «لا بد قبل أي شيء أن نتوقف عن النظر إليه كوسيلة للمتعة، وأن ننظر إليه كشرط من شروط الحياة البشرية» (1). (تولستوي). وهذا لا يعني إلغاء خاصِّيَّة المتعة في ظاهرة الفن، إنما يعني فقط إعادتها إلى مكانها الطبيعي، عندما يتعلق الأمر بتناول حقيقة الفن. وقد تقف أمامنا عقبات، أثناء محاولات الكشف عن المقصد الفني، وعليه نقترح التمعن بهذه العناصر الثلاثة، المحتوى ومادة البناء والشكل. من دون تفضيل واحدة على الأخرى، «فلا يمكن فهم الشكل في استقلال عن المحتوى وعن طبيعة مادة البناء وعن الاستعمالات التي تتحكم فيها، إذ يرتبط الشكل من جهة بالمحتوى، ومن جهة أخرى يرتبط بخصوصيات مادة البناء وكيفية الاشتغال التقني التي تستدعيها». (2). (باختين).

الفن والعلم.. تأمل ضروري (2/1)

سِمَة المرحلة الانتقالية من عالم قديم إلى عالم جديد، تكمن بأنها «صلة وصل» تعبر عن الجانب الخاص من ديالكتيك المعرفة، فإن المَأْلُوف أو الاِعْتِيَاديّ يتحول إلى غَيْر مَأْلُوف أو غَرِيب، وعليه تظهر «حالة مركّبة» تدفع بحركة التطور ضمن اتجاهين متعاكسين وغير متضاربين، فمن جهة تهبط إلى منابع، مصادر، وجذور العالم القديم، ومن جهة أخرى تستمر بالصعود نحو العالم الجديد، رويداً رويداً تتشكل في الأجواء غيوم متفرقة وافرة في إمكانيتها، وكلما استطاعت تلك الأخيرة أن توحد من صفوفها، وتعمل على تنظيم نفسها، كلما اقترب زمن هطول خيراتها المعرفية.

«تسلا» منتقداً احتكار الكهرباء ومبشِّراً بالشيوعيّة

«ستكون الكهرباء مجّانية كالهواء»، بحسب العالِم والمخترع الصِّربي نيكولا تسلا في مقال كتبه بتاريخ 8 آذار 1896 في مجلة «الأحَد العَالمي» الأمريكية، بعنوان «كهرباء الأرض للقضاء على الاحتكار». حيث اعتبر أنّ تشغيلها لصالح الإنسانية «سيضع نهايةً للاحتكارات القمعية والابتزازية في مجال البخار والهاتف والتلغراف والاستخدامات التجارية الأخرى للكهرباء، وسيتعيّن على أصحاب الملايين الجشعين، الذين حَلَبوا جيوب الشعب بالأصابع الكهربائية طوال عقدين من الزمن، التخلّي عن احتكارهم». ورغم مسحته الطوباوية، يظهر المقال النزعة التقدّمية لدى تسلا، في وقتٍ كانت فيه الرأسمالية تلج طورها الإمبريالي نحو مزيد من الاستغلال وإغراق العالَم بظلام الحروب والدماء.

احتكار المعرفة والاقتصاد الرّيعي

شهد القرن العشرون ظهور الجامعات والمؤسسات التقنية الممولة من القطاع العام، في حين تركز تطوير التكنولوجيا في مختبرات البحث والتطوير في الشركات الكبيرة. لقد انتهى عصر المخترع الوحيد– أديسون وسيمنز وويستينجهاوس وغراهام بيل– مع نهاية القرن التاسع عشر. «قيل بأنّ المخترع الوحيد الأخير هو فيلو تي فارنسورث، مخترع التلفاز، والذي حارب ضدّ قوة الشركات التي يملكها ديفيد سارنوف، أقوى شركة في مجال البث في حينه». كان القرن العشرون يدور حول مختبرات البحث والتطوير القائمة على الصناعة، حيث كانت الشركات تجمع بين كبار العلماء وخبراء التكنولوجيا لخلق تكنولوجيا المستقبل. في هذه المرحلة كان رأس المال لا يزال يُوسّع الإنتاج. وعلى الرغم من أنّ رأس المال المالي كان مهيمناً بالفعل على رأس المال الإنتاجي، إلا أن الدول الرأسمالية الكبرى كانت لا تزال تتمتع بقاعدة صناعية قوية.

«أثير» أينشتاين وخطأ الفصل بين المادّة والحركة (2)

ذكَر أينشتاين في محاضرته التي ألقاها في جامعة لايدن الهولندية عام 1920 بأنه: «يمكن افتراضُ وجودِ أشياء فيزيائيّة ممتدَّة بحيث لا يمكن أن تنطبقَ عليها فكرة الحركة». ولكن هل يوجد «شيء» في الواقع، أثيراً كان أو غيره، ساكنٌ بالمطلق! وكيف لعديمِ الحركةِ الأينشتاينيّ المفتَرَض أنْ يؤثِّر أو يتأثَّر في متحرّكاتٍ مادّية؟