المعرفة كمشاعٍ عام: نحو العلم والتكنولوجيا الشاملَين

يتتبّع كتاب «المعرفة كمشاع عام» المسار التاريخي نحو خصخصة المعرفة، ويضع العلم والتكنولوجيا وظهور الدول الحديثة في إطار تاريخي أوسع. ويتساءل المؤلف برابير بوركاياستا: هل احتياجات المجتمع هي التي تحفّز العلم والتكنولوجيا؟ أم أنَّ التطورات في العلم والتكنولوجيا توفّر القوّة المحرّكة للتاريخ؟ هل تغيّرتْ هذه العلاقة بمرور الوقت؟ يُظهِر لنا بوركاياستا أنّ رأس المال، مع كون الرِّبح هو هدفه الوحيد، يدّعي امتلاك المعرفة البشرية ومنتجاتها، ويحيطها ببراءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية. لقد أنشأت المؤسسات الليبرالية الجديدة وإملاءات السياسة من الغرب نظاماً عالمياً يجعل المعرفة، ذلك المورد اللامحدود، نادرةً بشكل مصطنَع - في حين يتم التعامل مع الموارد المحدودة مثل الماء والهواء النظيف كما لو كانت لا نهائيّة.
ويقول في معرض حديثه عن التقدم التكنولوجي السريع، من إدخال المستحضرات الصيدلانيّة إلى الإلكترونيّات: ينبغي أنْ تكون هناك فرصة لتقديم علاجات أسرع، وإمكانية الوصول إلى العلوم بأسعار معقولة، والتعاون العالمي في إنتاج المعرفة. يدرس بوركاياستا عواقب هذه الخصخصة على الجامعات، والرعاية الصحية، والعدالة التوزيعية، والسياسات الداخلية للدول النامية، وآفاقها في مواجهة الغرب.
وتحدّث فينيتا بال من المعهد الوطني للمناعة، بومباي؛ عن برابير بوركاياستا قائلاً: «إنّ كتابات برابير بوركاياستا تربط بين العلوم والتكنولوجيا والقضايا المجتمعية من خلال التأكيد على المخاوف بشأن مشاركة المعرفة، وليس احتكارها، وجذب الناس لامتلاك هذه المعرفة».
أمّا راما راماسوامي، الأستاذ الزائر في قسم الكيمياء، في المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي، فيقول: «هذا الكتاب المهم الذي ألفه برابير بوركاياستا، والذي تمّت كتابته بشكل جيّد بشكل غير عادي، يغطّي الكثير من المجالات - العديد منها جديد - حول الدور الاجتماعي للعلوم والتكنولوجيا في الهند».
والكاتب برابير بوركاياستا هو مهندس في مجالات الطاقة والاتصالات والبرمجيات، وعضو مؤسس في منتدى دلهي للعلوم ومحرّر موقع Newsclick.in. وهو ناشط علمي، وهو اعتباراً من أواخر عام 2023 مؤلِّف مشارك مع فيجاي براشاد لكتاب «انفجار إنرون: الرأسمالية المؤسَّسية وسرقة الموارد العالمية المشتركة» (LeftWord 2002).