رُفعت العقوبات؟
لم يشعر السوريون حتى اللحظة بانعكاسات إيجابية للحديث عن رفع العقوبات... وبمجرد أن يحتج أحد السوريين على الواقع القاسي الذي نعيشه، تنهال عليه العبارات التطمينية من نمط «الخير والاستثمارات جاية!»... لكن من حق السوريين أن يعرفوا حقاً: «إيمتا بالضبط جاية»؟ فالمشكلة أننا حتى اللحظة لا نملك خطة وطنية واضحة ومعلنة حول كيفية خروجنا مما نحن فيه، والأخطر أن تكون الخطة هي ألا نعرف وألا نشارك في مشروع إنقاذ شامل.
حتى اللحظة، يبدو التعويل الأساسي مرتبطاً بقدوم مستثمرين ورؤوس أموال من الخارج لتنفيذ مشاريع مختلفة، لكن السوريين يعرفون أنه في سورية اليوم هناك عالمان مختلفان تماماً، واحدٌ للأغنياء وآخر بائس ومظلم لـ 90% من السوريين الفقراء، الذين تعوّدوا لعقود أن كل ما بنته «الاستثمارات» لم يكن إلا أبنية ضخمة حجبت عنهم الشمس، ولم تقدّم لهم أي شيء آخر!
يحتاج السوريون اليوم إلى تأمين غذائهم وتعليم أبنائهم وتأمين رعاية صحية مجانية، وهم بحاجة لمئات الآلاف من الشقق السكنية لا تشبه تلك التي جرى ويجري الحديث عن بنائها سابقاً بأسعار تبلغ مئات الآلاف من الدولارات! كما ويحتاج الصناعيون السوريون إلى بيئة داعمة لهم بدلاً من إغراق الأسواق ببضائع لا يمكنهم منافستها… وغير ذلك الكثير! ويعلم أبناء هذا البلد أن كل ذلك لا يمكن تحقيقه في أسبوع أو سنة! ولكن أبسط حقوقهم أن يعرفوا كيف ومتى سيتم إجراء ذلك، والأهم أن يجدوا القنوات الضرورية للإسهام في وضع وتنفيذ خطة وطنية شاملة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000