عن ثنائية الانتصار وملء الفراغ stars
بغض النظر عن الشكل الذي تم به إخراج عملية إسقاط السلطة، بات واضحاً أنها كانت ثمرة توافق إقليمي ودولي، ولا سيّما أنّ المعارك العسكرية التي سبقتها كانت أشبه بعملية استلام وتسليم... وعليه، لا يحق لأحد احتكار هذا (الانتصار) والاستناد إليه في فرض رؤاه وشروطه على سورية والسوريين، فهذا الانعطاف الكبير ليس صناعة جهة واحدة لوحدها، بل هو نتيجة تراكمات وعلى مدى عقود من النشاط دفع الكثيرُ من السوريين ثمنه من أجسادهم وأرواحهم اعتقالاً وتعذيباً وملاحقة وتخويفاً وتهديداً وإجراءات تعسفية منذ ما قبل تفجّر الأزمة عام 2011، ومن ثم قتلاً ودماراً وتهجيراً ونزوحاً بعد انطلاق الحركة الاحتجاجية وتحولها فيما بعد إلى أزمة وطنية شاملة. بمعنى أوضح، إن الإسقاط هو نتيجة حراك ورغبة عموم السوريين، ولا يحق لأحد استغلال الشكل الذي تم به والاستناد عليه في التحكم لوحده باتجاه تطور الوضع في البلاد، وتوظيفه لغايات لا تعبر عن مصالح سورية والسوريين.