بيان الشيوعي السوداني حول مجازر الدعم السريع stars
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً بعنوان «حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر» جاء فيه:
أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني بياناً بعنوان «حول مجازر مليشيات الدعم السريع في بارا والفاشر» جاء فيه:
يستمر الصراع الداخلي في السودان بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع في التصاعد، مُلحِقاً دماراً واسعاً بالبنية التحتية وحياة المدنيين، وسط تطورات خطيرة تهدد باشتعال إقليمي أوسع. وقد برزت خلال الأسابيع الأخيرة ثلاثة محاور رئيسية للتوتر:
يمثل اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي منعطفاً خطيراً في نزاع ممتد منذ عام 2011، حيث تتصادم طموحات الأطراف حول ما إذا كان المشروع نعمة تنموية، أم تهديداً وجودياً. فبينما ترى إثيوبيا في السد رمزاً للسيادة والانطلاق نحو الاكتفاء الاقتصادي، تعتبره مصر والسودان خطراً يمس أمنهما المائي، لا سيما في ظل غياب ضمانات قانونية تحكم ملء السد وتشغيله.
بعد شهرين من الهجوم الكبير الذي شنّه الجيش السوداني، والذي تمكّن خلاله من استعادة مواقع استراتيجية عديدة من قبضة قوات الدعم السريع، وإعلان عودة الحكومة إلى العمل من الخرطوم، ما زالت الحرب لم تنتهِ. بدلاً من ذلك، تحوّلت إلى صراع أكثر تعقيداً، حيث لجأت قوات الدعم السريع إلى تكتيكات جديدة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإعادة رسم خريطة القوة.
أعلن الجيش السوداني، يوم الثلاثاء 29 نيسان، مقتل 41 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وإصابة عشرات آخرين، جراء قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، يوم الاثنين 28 نيسان.
أعلن قائد ميداني في قوات الدعم السريع، في مقطع مصوَّر يوم الأحد، 27 نيسان، أنه أصدر أوامر أدت إلى تصفية العشرات في منطقة صالحة، جنوب مدينة أم درمان، بالعاصمة السودانية الخرطوم، بتهمة الانتماء للجيش.
تتجدد المخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في جنوب السودان، الدولة التي لم تعرف سوى القليل من السلام منذ استقلالها عن السودان في عام 2011. تشهد تصاعداً خطيراً بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، مما يهدد اتفاق السلام الموقع عام 2018 الذي أنهى حرباً أهلية دامية خلفت 400 ألف قتيل.
تدخل الحرب السودانية عامها الثالث وسط تصاعد العنف وتفاقم الكارثة الإنسانية التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم مدنيون، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 15 مليون شخص وانتشار المجاعة والأمراض. الصراع الذي اندلع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل 2023، تحول إلى أزمة متعددة الأبعاد تهدد استقرار البلاد وتؤثر على المنطقة بأسرها.
أفادت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين 14 نيسان، بأن أكثر من 300 مدني صُرعوا نتيجة القتال العنيف بإقليم دارفور المضطرب في السودان، خلال اليومين الماضيين.
يشهد الملف السوداني تطورات ملموسة على صُعد مختلفة، فبعد مرور ما يقارب العامين على اندلاع الصراع على السلطة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، تدخل هذه المواجهة فصلاً جديداً، سِمته الأساسية تقدم ملحوظ للجيش السوداني ميدانياً في ظل بناء تحالفات جديدة على المستوى الإقليمي والدولي.