«هوس الجزئيات».. إنكار من نوع آخر!
ترسم نشرات الأخبار اللوحة بأدق تفاصيلها: مقاتل يظهر في كادر الصورة، يختلف انتماؤه حسب سياسة الوسيلة الإعلامية، يظهر تحت سلاحه مديراً ظهره للكاميرا ومتمترساً مستعداً لاستكمال المعركة وللانتصار.
ترسم نشرات الأخبار اللوحة بأدق تفاصيلها: مقاتل يظهر في كادر الصورة، يختلف انتماؤه حسب سياسة الوسيلة الإعلامية، يظهر تحت سلاحه مديراً ظهره للكاميرا ومتمترساً مستعداً لاستكمال المعركة وللانتصار.
مع تتالي سقوط المدن والبلدات في الآونة الأخيرة بيد التنظيمات الفاشية الجديدة، بدءاً من محافظة إدلب وصولاً إلى تدمر، ارتفعت حصة «التحليلات» الميدانية في إعلام الأطراف المتشددة في موقعي الصراع، لتصب جميعها في طاحون التشويش على تحضيرات الحل السياسي، التي تتصاعد وتيرتها بنحو موازٍ
يتسارع العمل مؤخراً على جملة من «مؤتمرات المعارضة» وفي مقدمتها القاهرة والرياض وغيرهما. ورغم التمايزات العديدة بين هذه المؤتمرات، إلا أنها تشترك بالمسائل التالية:
مؤتمر آستانا، مؤتمر القاهرة، مؤتمر الرياض، ولا ندري ربما نسمع بعد قليل عن مؤتمر في الموصل «عاصمة دولة الخلافة» ولِمَ لا؟ طالما أن كل الأحصنة بدأت تتروض في حلبة التوازن الدولي، وأن الكثير من كركوزات السياسة والثقافة باتت مكرهة بالرقص على اللحن الجديد، لحن الحل السياسي، بعد ان اضطر المايسترو أن يوقف المارش العسكري، بينما كان المرء يكاد لايرى حتى بالبحث المجهري كياناً سياسياً، يتحدث عن إمكانية الحل السياسي قبل أشهر، بل على العكس، كان الحديث بالحل السياسي تجديفاً بـ«الثورة»، أو بـ«الوطن» في عرف الرؤوس الحامية من هنا وهناك، أو على الاقل أمراً غير واقعي، وغير ممكن حسب منطق ووعي «حمائم» الأزمة، البكاءون والندابون كلما تحدثوا عن التراجيديا السورية..
استضافت إذاعة «ميلودي إف إم» يوم الأحد الماضي ضمن برنامجها «إيد بإيد» الرفيق علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وتناول الحوار آخر تطورات ومستجدات مسار الحل السياسي، وفيما يلي بعض النقاط التي تم التركيز عليها..
شهد الأسبوع الماضي تقدماً إضافياً لقوى الفاشية الجديدة ممثلة بـ«داعش» في كل من سورية والعراق، فسقطت الرمادي وسقطت تدمر، بعد إدلب وقرى ونواح عدة فيها على التتالي. وهذا يعيد التأكيد، بما يتعلق بالحالة السورية، وبدم الشعب السوري للأسف، على أنّ كلّ تأخير إضافي في الذهاب نحو الحل السياسي الشامل والناجز لم يؤد، ولن يؤدي، إلاّ إلى الأمور التالية:
استقبل السيد ستافان دي ميستورا، وفريق عمله، في قصر الأمم، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، عند الساعة العاشرة، بتوقيت المدينة السويسرية، من صباح يوم الاثنين 18/5/2015، وفد جبهة التغيير والتحرير، ضمن المشاورات التي يجريها المبعوث الدولي إلى سورية مع مختلف أطراف الصراع السوري حول سبل إنهائه.
أكدت موسكو أن المشاورات الروسية-الأمريكية التي جرت على أرضها الاثنين 18 أيار كانت مفصلة وصريحة، وأن الأمريكيين أبدوا اهتماماً باستئناف المشاورات مع روسيا لحل الأزمة السورية.
أجرت قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية مساء الاثنين 18/5/2015 لقاءً عبر الأقمار الصناعية من مدينة جنيف مع د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية الذي كان قد التقى ووفد الجبهة قبل ظهر اليوم ذاته مع السيد ستافان دي ميستورا المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ضمن ما بات يعرف بمشاورات جنيف حول سورية.
وفيما يلي نص الحوار:
تشهد الأوضاع الميدانية في البلاد تطورات مأساوية، حيث أحرزت قوى الفاشية الجديدة تقدماً في مدينة تدمر، بما تعنيه من أهمية عسكرية ميدانية، وبعدٍ ثقافي وحضاريٍ، وذلك بالتزامن مع تقدم هذه القوى في الساحة العراقية، مما يعني بأن القوى الدولية والإقليمية الداعمة لـ«داعش» تريد تعميق الفوضى، والمزيد من خلط الأوراق، لإجهاض الحل السياسي كهدف مباشر، أو فرض خرائط جديدة على أسس طائفية وغيرها، إن استطاعوا إليه سبيلا كهدف لاحق.