«ينبغي فقء الدملة»..! جميل: من يدفع ثمن تأخير تنفيذ بيان جنيف1 هو الشعب السوري من دمائه ومن ثرواته

«ينبغي فقء الدملة»..! جميل: من يدفع ثمن تأخير تنفيذ بيان جنيف1 هو الشعب السوري من دمائه ومن ثرواته

أجرت قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية مساء الاثنين 18/5/2015 لقاءً عبر الأقمار الصناعية من مدينة جنيف مع د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية الذي كان قد التقى ووفد الجبهة قبل ظهر اليوم ذاته مع السيد ستافان دي ميستورا المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ضمن ما بات يعرف بمشاورات جنيف حول سورية.
وفيما يلي نص الحوار: 

د.قدري لاتزال المشاورات بين دي مستورا والممثلين عن القوى السياسية والمدنية السورية مستمرة ولكن خلف الأبواب المغلقة.. هلا تطلعنا على ما يجري؟ أين وصلت المشاورات، وهل ثمة أي خرق حتى اللحظة؟

اليوم صباحا اجتمع وفد الجبهة مع السيد دي مستورا، وكان اللقاء طويلاً ومعمقاً جداً. السيد دي مستورا أراد أن يعرف رأينا بطريقة تنفيذ بيان جنيف واحد، وما قلناه، أولاً: هنالك كارثة إنسانية كبيرة في سورية، وهناك إرهاب واسع في سورية ولذلك إذا كانت الأمم المتحدة نفسها تعترف أن الكارثة الإنسانية الموجودة في سورية هي الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، وإذا لم تستطع أن تجد حلاً لهذا الموضوع، فما هو الدور الوظيفي للأمم المتحدة؟
وقلنا للسيد دي مستورا أن الأمم المتحدة مدعوة لتطبيق بيان جنيف واحد، ولذلك فإنه مطلوب وبأسرع وقت ممكن إلزام جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية بتنفيذ هذا البيان، لأن من يدفع ثمن ذلك، وثمن تأخير تنفيذ بيان جنيف واحد- الذي يعني بنهاية المطاف إيقاف الكارثة الإنسانية ووضع حد لخطر الإرهاب- هو الشعب السوري من دمائه ومن ثرواته.


وهذه المرجعية ليست جديدة، لكن السؤال الآن د.قدري هل هناك رغبة دولية حقيقية لوضع حد لهذا المشهد السوري الدائم؟

هذا ما تناقشنا به مع السيد دي مستورا. قلنا له إننا لمسنا بالمؤتمر الصحفي الأخير بين وزير الخارجية الأمريكي والروسي في سوتشي مؤخراً، أن هناك أجواءً جديدة، وترتسم بالأفق إمكانية قيام توافق لحل الأزمة السورية، لذلك يجب الإقلاع فوراً.. يجب عدم الانتظار.. الشعب السوري شبع مشاورات، وشبع «حكي»..! المطلوب خطوة عملية واحدة وأساسية وهذه الخطوة ستغنينا عن عشرات البرامج المطروحة اليوم.


لكن كيف د.قدري، وموقف الائتلاف السوري بات معلناً، ويعود بنا إلى المربع الأول من شروط مسبقة؟ هل التعويل ما زال على الحل العسكري، ولاسيما أن تصريحات جاءت عقب انتصارات ميدانية واسعة للنصرة؟

تناقشنا بهذه النقطة أيضاً، وما قلناه أن مصير الشعب السوري لا يجوز أن يبقى بيد 200 أو 300شخص من السياسيين،  من هذا الطرف أو ذاك. مصير الشعب السوري يجب أن يحل رغم الأمزجة والسياسات المختلفة التي تتعرض لأهواء مختلفة وتتأثر بها. لذلك لا يجوز لطرف ما بحد ذاته أن يمنع حل الأزمة السورية. الأزمة السورية ليست أزمة سياسية فقط، بمعنى قوى وأحزاب وبرامج.. الأزمة السورية هي كارثة إنسانية. هناك 200 ألف ضحية حتى الآن أو أكثر، هناك الملايين من السوريين المهجرين، هذا ما يجب أن يكون الشغل الشاغل للسياسيين  السوريين.


الآن بالتزامن مع ذلك د.قدري تشهد موسكو مشاورات حول الأزمة السورية بين خبراء روس وأمريكيين، وسبق ذلك لقاء مهم بين كيري وبوتين في سوتشي، هل هناك تقارب بين الجانبين بهذا الملف؟ وبأي اتجاه، حسب ما رأيتم؟

أعتقد أنه بعد أربع سنوات من الأزمة ينبغي أن تكون الأطراف جميعها قد وصلت إلى قناعة بأنه لا حل عسكرياً. الكل يقول ذلك، وأن الحل سياسي فقط لا غير. لذلك على الجميع الذين اقتنعوا بنهاية المطاف- لحسن الحظ وبعد تأخير، ولكن أن يأتوا متأخرين أفضل من أن لا يأتوا أبداً- على كل هؤلاء ومن الأفضل لهم أن يجلسوا على طاولة الحوار، وأن يجري البدء بالتنفيذ الفعلي لبيان جنيف.
بيان جنيف البعض يختصره بتشكيل الهيئة الانتقالية، وأنا أقول الهيئة الانتقالية قضية هامة وبجوز أن تكون أساسية، ولكن بيان جنيف فيه 20 نقطة أخرى تخص الوضع الإنساني والقضايا المختلفة.


لكن بشأن هذه النقطة تحديداً، وهي النقطة الخلافية الأساسية، د.قدري هل تم كسر الفجوة الكبيرة بين الحكومة والمعارضة السورية؟

أعتقد أن عند الطرفين، وعند الأكثرية الساحقة بالمعارضة وعند الحكومة السورية، - فإن ما نلمسه هو- وجود رغبة بالاتجاه نحو حل، ونحو إيجاد قواسم مشتركة، لذلك يجب وضع الأمر على الطاولة. هل تصدقون أن هذا أمر لم يبحث ولا مرة واحدة بين الأطراف المعنية حتى هذه اللحظة..! يجب أن تفقأ هذه الدملة.. يجب أن يوضع هذا الموضوع، موضوع الهيئة الانتقالية، على بساط البحث.


لماذا لم يبحث هذا د.قدري؟

لأن العراقيل توضع من الأطراف جميعها بهذا الاتجاه. اجتماع جنيف2 كان مطلوباً منه حل هذه القضية، ولكن طريقة تشكيل وفد المعارضة منع ذلك عملياً. واليوم صار عندنا عملياً أجواء جديدة، يمكن أن تسمح باتجاه إحداث اختراق، والذهاب نحو حل المسألة السورية.

لـ«سبوتنيك»: فرص التسوية قد ارتفعت..!

وكان د.قدري جميل أدلى بعد لقاء وفد جبهة التغيير والتحرير مع السيد ستافان دي مستورا مباشرة بتصريح للموقع الإنكليزي لوكالة «سبوتنيك» الروسية، نورد فيما يلي ترجمة له حسبما ورد في الموقع المذكور:
«ينبغي على الأمم المتحدة أن تمارس دوراً أكثر فاعلية في تسوية الأزمة السورية، وإنّ غياب هذا الدور هو ما جعل المعارضة السورية في مواجهة «الفراغ» في عملية التسوية». ففي تعليقه على التشققات الجارية في صفوف المعارضة السورية، قال د.قدري جميل: «هنالك فراغ أحدثه غياب فاعلية الأمم المتحدة. وإذا فشلت المنظمة الدولية في أخذ زمام المبادرة، فإن قوى المعارضة ستستمر بالتبعثر، ولن تنتهي أبداً المشاورات المتنقلة بين عواصم متعددة».
وأضاف جميل: «إن سمعة الأمم المتحدة هي على المحك الآن، فحين تصف الأزمة السورية بأنها ثاني أكبر كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية، فإنّ فشلها في اتخاذ خطوات ملموسة باتجاه تسوية هذه الأزمة سيعني فشل هذه المؤسسة في أداء دورها ووظيفتها». وتابع: «وبوجود إمكانية عالية لتوافق روسي- أمريكي حول الأزمة السورية، فإنّ فرص التسوية قد ارتفعت، وخاصة بعد زيارة جون كيري الأخيرة إلى روسيا. وإذا تمكن هذان الجانبان من التوصل إلى اتفاق، فإنّ حلاً للأزمة السورية سيكون موجوداً».
يشار إلى أن الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات إلى الآن كانت إحدى القضايا المفتاحية التي أثيرت خلال زيارة كيري (مؤخراً) إلى المنتجع الروسي في مدينة سوتشي.
وأبلغ كيري الصحفيين بعد لقاء مغلق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أنّ واشنطن تولي اهتماماً كبيراً لحوارها مع روسيا بشأن قضية ذات أهمية قصوى مثل الأزمة السورية. وقال أنّ الجانبين كليهما وافقا على استكمال المفاوضات حول إنهاء الصراع في سورية خلال الأسابيع القليلة القادمة.
سبوتنيك

آخر تعديل على السبت, 09 كانون2/يناير 2016 20:45