عرض العناصر حسب علامة : الحرب في أوكرانيا

في أوكرانيا … على الغرب أن يقبل الهزيمة!

ساد خلال الأيام الماضية حديث كثيف عن إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام شامل ينهي الحرب الأوكرانية، وتحديداً بعد القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا 15 آب الجاري، واللقاء الذي تلاها بين ترامب والقادة الأوروبيون بحضور فولوديمير زيلينسكي، إلا أن التفاؤل بتوقيع الاتفاقية خفت وارتفعت حدة التصريحات مجدداً، ما أعاد طرح جملة من التساؤلات عن حقيقة ما جرى في ألاسكا وبعدها!

حصاد 6 أشهر من تصريحات ترامب حول أوكرانيا... جاءت لحظة الحقيقة؟

بدأت تظهر مؤخراً وبشكل متزايد مؤشرات تدل على محاولة أمريكية للتنصل من الملف الأوكراني، والأمر ليس جديداً؛ حيث إن أول إشارة صريحة لذلك كانت في 1 أيار الماضي، حين قالت تامي بروس، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي، «يريد الرئيس في كل خطوة نتخذها كأمة أن نتبع نهجاً دبلوماسياً؛ وهذا واضحٌ من خلال التزامنا به. ومع ذلك، فهو يعلم أيضاً أن هناك جزءاً آخر من العالم، عالماً بأكمله، يحتاج إلى بعض الاهتمام. وقد أوضح الوزير أيضاً أنه بينما سيتغير أسلوبنا، ستتغير منهجية مساهمتنا في هذا، حيث لن نكون وسطاء. هذا ما ذكرته يوم الثلاثاء، وطبيعة التغيير هي أننا– بالتأكيد ما زلنا ملتزمين به– سنساعد ونبذل قصارى جهدنا. لكننا لن نسافر حول العالم في لمح البصر للتوسط في اجتماعات، فالأمر الآن بين الطرفين، والآن هو الوقت المناسب لتقديم وتطوير أفكار ملموسة حول كيفية إنهاء هذا الصراع. الأمر متروك لهم».

أوكرانيا باتت نقطة صراع غربية - غربية

يُبدع الغربيون كل حين حيلاً وذرائع وآليات تهدف لشيء واحد فقط في أوكرانيا، وهو إدامة الاشتباك وجعلها «حرباً أبدية»، وذلك بعد خلافات سياسية بعضها صحيح، ومعظمها مسرحيّ مرتبط بتوجيه الرأي العام.. وكان من آخر هذه الإبداعات هو الإعلان عن صندوق جديد لتمويل أوكرانيا ودعمها عسكرياً.

تداعيات الهزيمة الاستراتيجية الغربية في أوكرانيا على تركيا والسعودية والعراق

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تجاوزت تبعاتها حدود أوروبا. إذ إنّ «الهزيمة الاستراتيجية الغربية» باتت واضحة المعالم – بمعنى عجز الولايات المتحدة وأوروبا عن تحقيق أهدافهما المُعلنة ضد روسيا – سيكون لها صدى في جميع أنحاء العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط أكثر من غيرها. فالقوى الإقليمية بدأت فعلاً بإعادة ضبط مواقفها الأمنية، وتحالفاتها الدبلوماسية، واستراتيجياتها الاقتصادية استجابةً للتحولات في ميزان القوى العالمي.

زيلينسكي مستعد لقمة مباشرة مع بوتين.. ولكن؟

يستمر الغربيون بالمضي في مناوراتهم وحيلهم البائسة والمفضوحة حول الملف الأوكراني، ليخرج الرئيس فولوديمير زيلينسكي معرباً عن رغبته بعقد جولة ثالثة من مفاوضات السلام الروسية– الأوكرانية، بل واستعداده لعقد قمة مباشرة على مستوى الرؤساء، بعد أسبوعين حافلين من التصعيد والاستفزازات السياسية بما فيها عقوبات أوروبية جديدة، وتسليح أمريكي– أوروبي جديد، والتهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على روسيا وشركائها التجاريين، التي تعني وتهدف عملياً لنسف مفاوضات السلام.

أمريكا تبيع.. أوروبا تدفع.. وأوكرانيا تخسر: لعبة الاستراتيجية الفريدة للغرب

ترامب لا يحب أوكرانيا. في حملته الانتخابية صرّح بوضوح أنّه سيوقف الدعم عنها، وبعد عودته إلى البيت الأبيض صار الأمر مليئاً باللف والدوران، ما جعل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في قلق دائم. الآن، تغيّر الحال فجأة: الولايات المتحدة أجرت انعطافة بمقدار 180 درجة، واستأنفت تزويد أوكرانيا بكميات كبيرة من السلاح. لكن المساعدات العسكرية تحوّلت إلى مبيعات سلاح. أمريكا تبيع، أوروبا تدفع، والنقطة الأبرز الآن هي صواريخ الدفاع الجوي «باتريوت».

أي دول الاتحاد الأوروبي ستدفع فاتورة الحرب؟

كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا، اتسعت شروخ الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي. فقد كشف الأسبوع الماضي عن مرحلة جديدة من تصاعد تضارب المصالح، تقودها دول من شرق أوروبا، باتت ترفض بوضوح تحمّل أعباءٍ إضافية، وتشكو من تهميش مصالحها في رسم الاستراتيجية الأوروبية الجماعية. وفي الخلفية، تؤكد الولايات المتحدة أن على القوى الأوروبية التي تطمح لنفوذ استراتيجي في النظام العالمي المقبل، كألمانيا وفرنسا، أن تدفع الثمن مالياً وسياسياً (أو تجعل غيرها يدفع)! الأمر الذي يزيد الصراعات البينية الأوروبية حول من سيدفع الثمن..

رحلة ترامب من إنهاء الحرب الأوكرانية... إلى التورط فيها أكثر

وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية «خلال يوم واحد فقط»، ولكن بعد قرابة 6 أشهر من استلام إدارته للبيت الأبيض، وجد نفسه عالقاً بشبكة وعقدة المعركة، وبات يبدو أن الحرب الأوكرانية هي من ستنهي الولايات المتحدة وأوروبا.

محادثات روسيا أوكرانيا.. تقدّمٌ جديد فرضه الميدان

عقدت أول جولة من المحادثات المباشرة بين وفدين ممثلين عن موسكو وكييف بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، وذلك في مدينة إسطنبول التركية يوم الجمعة 16 أيار الجاري، في خطوة هي الأولى من نوعها بإطار إنهاء الحرب وتحقيق السلام.