بالنسبة للروس... انتهى وقت أنصاف الحلول
في روسيا، كأيّ مكان آخر في العالم المهيمن عليه رأسمالياً، تؤدي المرحلة التي وصلنا إليها من حدّة التناقضات بين مصالح الشعب والنخب الرأسمالية المرتبطة حتمياً بالغرب إلى تغييرات سريعة وجذرية في بعض الأحيان. من هنا تبدو أهمية أن يظهر أشخاص يوصّفون بشكل مباشر هذه التناقضات، ولو كان ذلك في بعض الأحيان بكلمات غير مكتملة. إليكم ضمن هذا السياق ما كتبه الفيلسوف والعالم السياسي المقرّب من دوائر صنع القرار في روسيا، ألكسندر دوغين. ربّما الأكثر بروزاً فيه هو الحديث المباشر عن أنّ الدولة الروسية في صراع ليس فقط مع الغرب، بل أيضاً مع طبقة الانتهازيين داخل روسيا التي ولدت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. يقول: «المشكلة الرئيسية اليوم هي في طاقتنا الكامنة، والتي تعود جذورها إلى المجتمع. في غياب الإيديولوجيا وفي الواقع الذي فرض علينا بعد الهزيمة والاستسلام في التسعينيات، نحن نجني ثمار الاحتلال العقلي النموذجي لروسيا... إنّ منتجات هذا التخريب طويل الأمد هم ممثلون عن النخبة التي تطورت في التسعينيات السوداء، وهذه القمامة مصممة لضمان عدم انتصار روسيا في أصعب مواجهة مع عدو وحشي...».