لافروف: نعيش نقطة تحوّل لحقبة ستكون طويلة ولا فائدة من إبقاء دبلوماسيّينا في الغرب
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء اليوم الثلاثاء 18 تشرين الأول، أثناء حديثه إلى خريجي الجامعات الذين تم قبولهم كمستجدين في الخدمة الدبلوماسية، إنه لا فائدة من الحفاظ على الوجود الدبلوماسي السابق في الدول الغربية، حيث يعمل الدبلوماسيون الروس هناك في ظروف يصعب وصفها بالبشرية.
وقال لافروف: «دون مبالغة، نعيش نقطة تحول، أو بالأحرى حقبة - ستكون فترة طويلة. وفي ظل هذه الظروف، من المهم الدفاع ليس فقط عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية للبلد والمواطنين، ولكن أيضاً عن الشعور بالفخر الوطني والشرف وحماية التراث التاريخي».
وأكد أنّ «روسيا تحذّر منذ سنوات من عدم القبول بخلق تهديدات لأمننا ليس على بعد 10 آلاف ميل، ولكن مباشرة على حدودنا، للأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم روساً ويريدون أن يبقوا جزءاً من العالم الروسي».
وشدد لافروف على أن نظام كييف بقي لسنوات عديدة يضطهدهم، وحظر اللغة الروسية والتعليم والإعلام والثقافة وأكثر من ذلك بكثير.
وتابع: «طيلة ثماني سنوات طويلة قُصفت دونباس، وقُتلت النساء والأطفال. ولم يكلف أحد من زملائنا الغربيين عناء النطق بكلمة دفاعاً عن أولئك الذين تعرضوا للقمع من قبل مرتكبي الانقلاب المناهض للدستور في أوكرانيا. أما الصحفيون الغربيون فلم يكلفوا أنفسهم مرة واحدة خلال هذه السنوات الثماني بأن يزوروا دونباس، ربما كان هناك استثناء صحفي أو اثنان، لكنهم غطوا حصريا من موقع كييف».
وجاء في تصريح لافروف: «ليست هناك فائدة ولا رغبة في الحفاظ على الوجود السابق في الدول الغربية. يعمل موظفونا هناك في ظروف يصعب وصفها بالبشرية. يتم خلق المشكلات باستمرار بالنسبة لهم؛ فهم يواجهون تهديدات بالاعتداءات الجسدية. والأهم من ذلك، هناك لا يوجد عمل يجب القيام به منذ أن قررت أوروبا الانغلاق علينا وقطع أي تعاون اقتصادي. لا يمكنك الإجبار على الحب».
وأشار كبير الدبلوماسيين الروس إلى أنّ الولايات المتحدة «استعدّت بنشاط» وأنّ أوروبا «قبلت بإخلاص» الانقلاب في أوكرانيا، الذي «تم تنفيذه تحت شعارات نازية».
وتابع لافروف: «هذا يعني شيئًا واحدًا: الغرب انحاز إلى أولئك الذين يريدون إحياء النازية. نحن ننطلق من هذا حتى الآن. كل يوم نرى العديد من التأكيدات على تقييمنا».
واختتم بقوله: «في ظل هذه الظروف، سننقل مركز الثقل إلى الدول المستعدة للتعاون معنا بشروط متساوية ومفيدة للطرفين والبحث عن مشاريع مشتركة واعدة».
وشدد الوزير على أنّ وزارة الخارجية الروسية تقوم الآن «بإعادة توجيه جغرافي للأنشطة في الخارج وفي المكتب المركزي».
وتابع بأنّ «بلدان ما يسمى بالعالم الثالث (في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية)، على العكس من ذلك، تحتاج إلى مزيد من الاهتمام. يتم الاتفاق على العديد من الخطط على أعلى المستويات وعلى أعلى المستويات التي تتطلب الدعم الدبلوماسي، بما في ذلك الأعمال التجارية والثقافية المشتركة، والمشاريع التربوية والتعليمية الإنسانية».