معضلة الكهرباء في مدينة التل
«مدينة الظلام» هذا ما يطلقه أهالي مدينة التل على مدينتهم بعد غياب الشمس، فالمدينة تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ حلول فصل الشتاء، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 23 ساعة يومياً!.
«مدينة الظلام» هذا ما يطلقه أهالي مدينة التل على مدينتهم بعد غياب الشمس، فالمدينة تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ حلول فصل الشتاء، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 23 ساعة يومياً!.
منذ أن بدأ تطبيق نظام البطاقة الذكية في محافظة ريف دمشق (مدينة التل) زادت معاناة سائقي السرافيس والمواطنين على حد سواء، فقد انخفض عدد السرافيس العاملة على الخطوط بشكل عام، وتسبب ذلك في ازدحام كبير على المواصلات نتيجة لعدم قدرة جميع السائقين على التعبئة.
من يدخل إلى مدينة التل يعتقد نفسه وكأنه دخل قرية نائية في صحراء بعيدة مهمشة، فرغم الاكتظاظ السكاني فيها، إلا أن خدماتها وبنيتها التحتية لا تشي بأنها مدينة.
مع قدوم فصل الخريف بدأت وعود وزارة الكهرباء بشتاء دافئ بالتلاشي، ومع دخولنا في فصل الشتاء تبين تماماً مدى مصداقية تلك الوعود، حيث تعاني غالبية مدن الريف الدمشقي من التقنين الكهربائي، ولكن أشدها ربما في منطقة التل ومعربا حيث يصل التقنين إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم مع انقطاعها المتواصل أثناء قدومها بحجة الأعطال.
حسم مجلس مدينة التل الجديد موضوع المشكلة المثارة حول بيع بعض الأراضي في المدينة لإحدى الجمعيات السكنية، حيث قرر المجلس بتاريخ 18/11/2018: «طي قرار بيع العقارات (السكن الشعبي) وإرسال كتاب إلى محافظة ريف دمشق مشفوعاً بدراسة قانونية وفنية حول أسباب قرار الطي».
لا شيء يذكرك في مدينة التل بوجود الدولة، سوى الحواجز الأمنية، أما على مستوى الخدمات فحدث ولا حرج
تفتقر منطقة الريف الشمالي لدمشق، وجود أي مشفى حكومي فيها، والسبب الأساس يعود إلى أعوام عدة من الترهل واللامبالاة والتقصير وانعدام المحاسبة، كانت ضحيتها مشفى التل، وبالتالي المرضى من أبناء هذا الريف الكبير.
بعد طول انتظار، وعلى إثر الحديث عن إقامة اعتصام، تم الإعلان عن إعادة التغذية الكهربائية لمدينة التل من قبل وزارة الكهرباء.
أهالي منطقة التل، وبعد استقرار الوضع الأمني والعسكري فيها، وبعد أن استعادت المؤسسات الخدمية دورها المناط بها، افتراضاً، وبعد زيارة محافظ ريف دمشق إليها، ووعوده بعودة الخدمات، واستكمالها من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، ما زال الأهالي بانتظار تنفيذ الوعود حتى الآن.
مضى أكثر من شهر على تاريخ تنفيذ المصالحة بمدينة التل، وعلى الرغم من ذلك ما زال أهالي المدينة والنازحون إليها، المقيمون فيها، يعانون من نفس تبعات الحصار عليهم، وخاصة ناحية الخدمات وتأمين متطلبات الحياة، من غذاء ووقود وأدوية وغيرها.