التقنين في مدينة التل

التقنين في مدينة التل

مع قدوم فصل الخريف بدأت وعود وزارة الكهرباء بشتاء دافئ بالتلاشي، ومع دخولنا في فصل الشتاء تبين تماماً مدى مصداقية تلك الوعود، حيث تعاني غالبية مدن الريف الدمشقي من التقنين الكهربائي، ولكن أشدها ربما في منطقة التل ومعربا حيث يصل التقنين إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم مع انقطاعها المتواصل أثناء قدومها بحجة الأعطال.

ما يزيد الطين بلة أنه لا يوجد برنامج واضح للتقنين، بل التقنين عشوائي، لا يعلم المواطن متى تأتي الكهرباء ومتى تنقطع، وهذا ما يسبب إرباكاً أكثر للمواطنين وتعطل أعمالهم وخاصة المهن التي تعتمد على الكهرباء.
عدا عن مشكلة المياه، حيث يتسبب انقطاع الكهرباء بتوقف وصول المياه إلى المنازل أثناء ضخها، وهذا ما يجعل الكثير من العائلات تؤجل أعمالها المنزلية كتعبئة المياه والتنظيف إلى وقت متأخر من الليل حين يستقر وضع الكهرباء نسبياً، من الثانية ليلاً وحتى السادسة صباحاً فقط.
طرقات المدينة تغرق في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء ويتحول السير في الطرقات كالمشي داخل المقابر، وهذا ما جعل أهالي المدينة يطالبون وزارة التربية بإلغاء الحصة السابعة في المدارس بسبب قدوم أطفالهم ليلاً وفي الظلام، إضافة إلى عدم استفادة الطلاب من هذه الحصة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم قدرتهم على الرؤية داخل صفوفهم.
وجُلّ ما استطاعت مديرية الكهرباء في المدينة تقديمه هو الخروج إلى بعض مناطق المعدمين في معربا، وقامت بقمع مخالفات الكهرباء، وقطع الكهرباء عنهم، بحجة أنهم السبب في زيادة ساعات التقنين، ومع ذلك زادت ساعات التقنين بدلاً من تخفيضها.
إذا كان لا بدّ من التقنين وهناك ظروف موضوعية تبرره، فلماذا لا يطبق التقنين في المدن والمناطق كافة بنفس السوية؟ لماذا هذا التمييز بين الريف والمدينة؟ وبداخل المدن وبين أحيائها أيضاً؟ مثل أحياء دمشق مثلاً، ولِمَ لا تعتمد وزارة الكهرباء برنامجاً ثابتاً للتقنين، حيث يكون المواطن على علم بمواعيد انقطاع الكهرباء وقدومها ليتسنى له تنظيم وقته وأعماله؟
أسئلة المواطنين واستفساراتهم كثيرة، ولكن أهمها ما قاله أحد المواطنين: عن أية أزمة يدّعون أنها انتهت؟ فإذا كانت الحكومة لا تستطيع تأمين أبسط احتياجاتنا للحياة، فهذه هي الأزمة بعينها! فلا يوجد لدينا لا كهرباء ولا غاز ولا مازوت للتدفئة، فعلى الأقل ليوفروا لنا إحدى هذه الوسائل ولماذا كل هذه الأزمات؟ أين يذهب فائض الكهرباء؟ وهناك العديد من المناطق لم تصلها الكهرباء بعد، مع العلم أن معظم حقول الغاز ومحطات الكهرباء عادت إلى سيطرة الدولة!