في التل خرج المسلحون ولم ينته الحصار!

في التل خرج المسلحون ولم ينته الحصار!

مضى أكثر من شهر على تاريخ تنفيذ المصالحة بمدينة التل، وعلى الرغم من ذلك ما زال أهالي المدينة والنازحون إليها، المقيمون فيها، يعانون من نفس تبعات الحصار عليهم، وخاصة ناحية الخدمات وتأمين متطلبات الحياة، من غذاء ووقود وأدوية وغيرها.

 

تم تنفيذ اتفاق المصالحة في مدينة التل بتاريخ 2/12/2016، والذي كان للأهالي الدور الأساس والأبرز فيه، من خلال الضغوط الشعبية التي مارسوها على المسلحين في المدينة من أجل الخروج منها، حيث خرج الأهالي بالعديد من المظاهرات بوجه هؤلاء، كما مارسوا الكثير من الضغوطات عليهم، من أجل تيسير عملية تنفيذ بنود الاتفاق.

وعود تذروها الرياح!

الأهالي، وبعد خروج المسلحين من مدينتهم، كانوا يتوقعون أن تعود حياتهم إلى مجراها الطبيعي، وأن يمارسوا دورهم بإعادة التعافي لمدينتهم، على  المستويات كافة، وخاصة الاقتصادية والاجتماعية، وتحديداً بعد الوعود التي قطعها لهم محافظ ريف دمشق أثناء زيارته للمدينة، بعد خروج المسلحين منها بتاريخ 10/12/2016، على مستوى الخدمات العامة، من ماء وكهرباء وصرف صحي وغيرها، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن!.

على سبيل المثال؛ ما زال وضع الكهرباء على حاله من قطع وعدم انتظام، وفي تصريح أخير لمدير كهرباء ريف دمشق بتاريخ 2/1/2017 قال: «العمل مستمر على إعادة عمل المحطة وتزويد مدينة التل بالكهرباء بشكل جيد، إلا أن المدة طالت عن الشهر بسبب كثرة التخريب الحاصل»!.

وبالمقابل، ما زال الأهالي بانتظار الفرج في إصلاح هذا التخريب!، والحال كذلك على مستوى بقية الخدمات العامة، حيث ما زالت الوعود والتصريحات هي سيدة الموقف، دون أي تغيير يذكر على أرض الواقع، بما ينعكس بشكل إيجابي على حياة هؤلاء ومعيشتهم.

أساسيات الحياة محتكرة!

الأهم بالنسبة للأهالي، هو: واقع دخول المواد الغذائية وبقية الاحتياجات الأساسية للحياة المعيشية اليومية، حيث ما زالت هذه المواد والاحتياجات بحكم المحتكرة من قبل أحد المتنفذين،  وعلى مرأى ومسمع من المسؤولين بالمدينة كلهم، هكذا.. علماً بأن الأهالي كانوا قد التزموا بما عليهم، من حيث إزالة البسطات داخل المدينة، والتي كانت تؤمن بعض هذه المواد والاحتياجات، ليصبح هذا الاحتكار بالنتيجة، أشد وطأة على الأهالي من كل إجراءات الحصار السابقة كلها.

تغاضٍ من المتنفذين

يتساءل الأهالي، عمن يقف خلف هذا الشخص من المسؤولين والمتنفذين، بظل هذا التغاضي عن دوره وممارساته الاستغلالية، خاصة وأنه يتقاضى هوامش ربح عالية على المواد المباعة من قبله، بظل الاحتكار المفروض من قبله، وبحكم الأمر الواقع على الأهالي، في استغلال مباشر لحاجاتهم المعيشية اليومية، ومتطلبات حياتهم الضرورية الأخرى، حيث ما زالوا ممنوعين من إدخال أية مواد إلى المدينة حتى الآن، كم ما زالت عمليات التفتيش جارية على قدم وساق على الحواجز المحيطة بالمدينة، والتي أصبح جزء منها داخل المدينة أيضاً.

استياء واستهجان

الأهالي والمقيمين بالمدينة من النازحين إليها، باتوا أكثر استغراباً واستياءً  واستهجاناً، من استمرار هذه الإجراءات بحقهم، بعد كل ما كابدوه من تداعيات الحصار طيلة السنوات الماضية، وبعد كل ما مارسوه من ضغوط من أجل استعادة حياتهم على مستوى المواجهات المباشرة مع المسلحين، والتي أدت بالنتيجة إلى خروجهم من المدينة، حيث ما زال واقع الخدمات على حاله من ترهل وتوقف، وخاصة الكهرباء والماء والصرف الصحي وقطاع الصحة والطبابة وغيرها الكثير، كما ما زال الحصار قائماً على مستوى تأمين الاحتياجات الأساسية اليومية، كما ما زالت الإجراءات الأمنية على الحواجز كما هي دون أي تبديل أو تغيير يذكر، على مستوى التعامل السيئ في بعض الأحيان من قبل بعض الحواجز أثناء الدخول والخروج.

ولسان حال الأهالي يقول: متى ننتهي من إجراءات الحصار الذي أصبح اشد ظلماً، ومن المستفيدين منه، والصامتين عليه، استغلالاً لحاجاتنا؟!.

مع الإشارة إلى أن الكف عن هذه الممارسات ليس حقاً طبيعياً لأبناء البلدة فقط، بل هو ضرورة أيضاً من جهة ترسيخ وتعزيز، لمثل هذا النموذج الشعبي، في مواجهة المسلحين وإضعاف دورهم وتأثيرهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
792