معضلة الكهرباء في مدينة التل
«مدينة الظلام» هذا ما يطلقه أهالي مدينة التل على مدينتهم بعد غياب الشمس، فالمدينة تعاني من انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ حلول فصل الشتاء، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 23 ساعة يومياً!.
تحدَّثت مصادر في وزارة الكهرباء عن بدء التقنين المتساوي 3 بـ3، ثم ما لبثت أن عدلته إلى 4 بـ2 في الريف، ولكن مع ذلك لم تلتزم مؤسسة كهرباء التلّ ببرامج التقنين المحدد، وبحسب زعم مدير كهرباء ريف دمشق فإنَّ «حوامل الطاقة لا تستوعب حجم الاستجرار الكبير».
أضرار ومتضررون
التردي في التيار الكهربائي أدى إلى حدوث أعطال في الكثير من الأدوات الكهربائية، وفي ظل هذه الظروف فإن أكبر المتضررين هم طلاب الجامعات والثانوية، حيث لا يستطيعون الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى البرد الشديد بسبب عدم توفر مازوت التدفئة.
فمن المعلوم أن مدينة التل تعد من المناطق الباردة جداً، حيث لم يتم توزيع سوى 100 ليتر مازوت على بعض الأهالي، وهي بالكاد تكفي أياماً معدودة فقط، أما الغالبية فلم يسجلوا على مادة المازوت بسبب عدم قدرتهم على دفع ثمنه بسبب تدهور الوضع المعيشي العام.
وكذلك الانعكاسات السلبية لانقطاع الكهرباء على المحال التجارية، بالإضافة إلى السلبيات على بعض الحرف والمهن في المدينة، ما أدى إلى توقف الكثير منها، وبالتالي تردي بعض الخدمات، مع ارتفاع أسعارها وأجورها أيضاً.
ناهيك عن توقف عمل بعض المؤسسات الحكومية في المدينة عن تقديم خدماتها للمواطنين بسبب انقطاع الكهرباء في المدينة، وعدم وجود مولّدات كهربائية فيها، مما أدى إلى تعطل مصالح المواطنين وأعمالهم.
تصرَّف رسمي غير مفهوم
أما الأكثر فجاجة على المستوى الكهربائي والإنارة في المدينة، فتمثل بقيام مجلس المدينة خلال الفترة القريبة السابقة، بإزالة أعمدة الطاقة الشمسية التي كانت تنير الطرقات ليلاً، والتي وضعت بتمويل من بعض المنظمات الدولية منذ أقل من عام.
فقد قام مجلس المدينة، وفي خطوة مفاجئة وغير مفهومة، باستبدال أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية بإنارة عادية، وهو ما جعل الطريق العام في المدينة في ظلام دامس ليلاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يتسبب في وقوع بعض الحوادث.
أمّا لماذا تمت عملية الاستبدال هذه، وأين أصبحت الأعمدة العاملة بالطاقة الشمسية، فهي أسئلة ما زالت مطروحة دون إجابة؟!.
تساؤلات غاضبة
يتساءل أهالي المدينة: لماذا الكهرباء في مدينة دمشق أفضل حالاً من الريف، رغم أن عدد السكان أكبر، والضغط على المحولات أعلى، والاستجرار أكثر وأوسع؟ عدا أن هناك أحياء في العاصمة لا يطبق عليها التقنين سوى ساعتين في اليوم فقط!، مع تأكيدهم على حق الجميع بالتزود بالطاقة الكهربائية 24/24.
وبحسب الأهالي، إن مؤسسة كهرباء التل ملتزمة الصمت تماماً، فلا هي تقدم الحلول، ولا هي تقدم أية إجابات حول الوضع المزري للكهرباء في المدينة، وهؤلاء يطالبون مدير المؤسسة بتحمل مسؤولياته تجاه المدينة، أو ترك منصبه!.
فأين العدالة في توزيع الكهرباء؟ ولماذا يتم التمييز بين الريف والمدينة؟ ولماذا تتم معاملة الريف وكأنهم مواطنون درجة ثانية؟ وهل هناك من يتعَمَّد إشعال الريف ثانية من خلال هذا الضغط والنمط من التعامل غير العادل معهم، ليس على مستوى الكهرباء فقط، بل على مستوى الكثير من القضايا الخدمية الأخرى؟! كلها تساؤلات متداولة على ألسنة الأهالي في المدينة، بانتظار الإجابات الشافية، والأهم من ذلك الوصول إلى الحقوق، والمحاسبة الجادة للمقِّصرين والفاسدين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 944