هل سترى مدينة التل النور بعد العتمة الطويلة؟
بعد طول انتظار، وعلى إثر الحديث عن إقامة اعتصام، تم الإعلان عن إعادة التغذية الكهربائية لمدينة التل من قبل وزارة الكهرباء.
سبعة أشهر متواصلة من قطع الكهرباء عن مدينة التل، كانت نتيجتها استنفاذ إمكانات المواطنين عبر اضطرارهم لشراء البدائل، من مولدات وبطاريات وليدات وشواحن وغيرها.
مصالح ومنافع
محطة تحويل التل الكهربائية كانت قد تعرضت للكثير من الأضرار بنتيجة الاعتداء المتكرر عليها طيلة فترة الحرب والمعارك والحصار، والتي دفع ضريبتها الأهالي وحدهم، ظلاماً وعتمةً وفقراً وعوزاً واستغلالاً.
يشار إلى أنه سبق وأن تم الإعلان عن أن المحطة تم إجراء أعمال الصيانة للمحطة، حيث تم إصلاح الأضرار التي أصابتها، وذلك منذ عدة أشهر، كما تم اختبار تشغيلها لأكثر من مرة خلال هذه المدة، حسب الأهالي، ولكن لم يتم وصل التغذية للمدينة، لأسباب مجهولة، عزاها الأهالي إلى مصلحة أصحاب محلات بيع البدائل الكهربائية، ومن خلفهم من حيتان المال والفساد، الأمر الذي استوجب منهم المزيد من الضغط من أجل إعادة التغذية الكهربائية للمدينة، بدءاً من المطالبة المتكررة والملحة للمسؤولين عن قطاع الكهرباء، أو لكل من المسؤولين الذين يقومون بجولات تفقدية للمدينة، ولكن دون جدوى، حيث لم تصل التغذية، وما زال الاستغلال سائداً على مستوى تأمين هذه الخدمة.
موقف استباقي
في منتصف شهر أيار بدأ الحديث والتعبئة من أجل إقامة اعتصام للأهالي، على أن يتم ذلك قبل قدوم شهر رمضان، بغاية إيصال صوتهم ومطلبهم المحق بعودة التيار الكهربائي للمدينة، وذلك بعد أن فاض بهؤلاء الكيل من جور الانقطاع الدائم والمستمر منذ ما يزيد عن سبعة أشهر متواصلة، مع ما يرافقه من استغلال متزايد من قبل محتكري قطاع الطاقة البديلة في المدينة.
على ما يبدو أن أولي الأمر، قاموا بمسعى استباقي عبر الإعلان عن عودة التغذية الكهربائية للمدينة، بعد إنجاز الورش أعمال الصيانة كافة وإصلاح الأضرار التي لحقت بمحطة تحويل التل، وذلك بتاريخ 18/5/2017، الأمر الذي كانت نتائجه إيجابية على الأهالي، الذين انتظروا مشاهدة الإنارة في منازلهم على إثر هذا الإعلان.
الأهم ألا تكون «إبرة بنج»!
اللافت كنتيجة هو أن المحطة كانت جاهزة فعلاً منذ أشهر، حسب ما أفاد به الأهالي، وأن في أمر استمرار القطع «إنّ»، وما يثبت ذلك هو أن بعض المناطق في المدينة وصلت إليها التغذية الكهربائية مباشرة بعد الإعلان، ولو كان ذلك بعض الدقائق فقط، ما يؤكد بالشكل العملي، مع كل الإشارات السابقة أن مسألة استمرار القطع طيلة المدة المذكورة كانت غير مبررة، بالحد الأدنى من الناحية الفنية.
وما يهم الأهالي حالياً وعملياً ومستقبلاً، هو ألّا يكون الإعلان المذكور عبارة عن «إبرة بنج» ما تلبث أن يزول تأثيرها، وتستمر حالة القطع، فقد ملوا وتعبوا من كثرة المطالبة بما هو حقّ لهم، كما لغيرهم من السوريين، بهذه الخدمة العامة، بعيداً عن مصالح التجار والسماسرة، ومن خلفهم من متنفذين وفاسدين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 811