الصراع مع الثالوث اﻻمبريالي
ترجمة : قاسيون
ترجمة : قاسيون
تمر معظم التحليلات السياسية المتابعة لما يحدث في ليبيا بشكل عابر وسريع على ما يمكن اعتباره موضوعياً منعطفاً حاسماً في تاريخ العلاقة بين سلطة القذافي والشعب الليبي، ونقصد هنا مجموعة الصفقات التي أبرمها « الأخ القائد» أو «زعيم ثورة الفاتح» مع الأنظمة الإمبريالية بُعيد احتلال العراق، أملاً في إطالة عمر سلطته التي خشي عليها من أن يصيبها ما أصاب نظام صدام حسين،
لم تغادر فكرة الفوضى الخلاقة يوماً أذهان أسياد البيت الأبيض، واليوم نشهد في كل ساحة من ساحات العالم تجلياً ما لتطبيقات هذه الفكرة.
أمام الهجمة الإمبريالية- الأمريكية التي تستهدف منطقتنا الواسعة، يزداد البحث بين دول وشعوب المنطقة عن الطريقة الفضلى لمواجهة هذه الهجمة وإحباطها.. ومنطق الأمور يقول إن هذه الهجمة تخلق نقيضها الذي يتبلور خلال الصراع الجاري نفسه، وبدأت ترتسم ملامحه الأولى، ويؤكد ذلك ما صرح به الرئيس الإيراني في زيارته إلى لبنان حول «المشرق الجديد»..
لقد جاء في الموضوعات البرنامجية للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، التي صدرت في 14/5/2010 ما يلي حرفياً: «إن الحل الوحيد أمام شعوب الشرق العظيم، القاطنة من قزوين إلى المتوسط جغرافياً، والمتآخية عبر التاريخ، والتي تجمعها مصالح اقتصادية عميقة لكونها تشكل فضاءً اقتصادياً متكاملاً.. هو تعميق أواصر التحالف والتآخي والنضال المشترك على مختلف المستويات لإفشال المخططات الإمبريالية القديمة والجديدة.. وصولاً إذا لزم الأمر وسمحت الظروف، لتشكيل اتحاد إقليمي يتجاوز حدود الدول القائمة ليوحدها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.....».
تتداخل عوامل داخلية وخارجية في صنع مستقبل العالم، ولعل إحدى أخطر الأدوات السلبية هي ما يسمى الأتبوريين، هنا ترجمة لجزء من نص المقابلة مع لوك ميشيل مؤسس حزب الجماعة الوطنية الأوربي "PCN-NCP" حول حركته المضادة للأتبوريين.
في عالم اليوم الذي تنخر الليبرالية الجديدة في عظامه حتى النخاع، ويتغول فيه رأس المال المالي المدعوم بالمجمع الصناعي العسكري، ويوغلان معاً في أراضي ودماء وأرواح شعوب وأمم لا ذنب لها إلا أنها قالت لهما «لا» في يوم ما، أو احتضنت أراضيها كنزاً طبيعياً (نفط، غاز، يورانيوم، الماس، ماء…الخ) أو اشتقت أو تحاول اجتراح طريق تطورٍ وتنمية مغاير للنموذج الغربي اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا، تلوح إشارات هنا وهناك، تبعث الأمل في أفق كفاح البشرية المتطلعة إلى التحرر والانعتاق من كابوس الإمبريالية الصهيونية وعبودية رأس المال.
عندما تكون الأوضاع جيدة، وعندما يشهد الاقتصاد العالمي توسعاً في إنتاج فائض القيمة الجديد، يظل الصراع الطبقي مكتوماً، دون أن يختفي. وطالما كان مستوى البطالة منخفضاً، والمداخيل الحقيقية للفئات الأدنى في تصاعد، حتى وإن كان ذلك بمقادير صغيرة،
يشهد العالم الآن حراكاً واسعاً للشعوب في مواجهة نتائج الأزمة الرأسمالية العميقة التي راحت تضرب الأطراف وتنهكها بعدما ضربت المراكز الإمبريالية وأحدثت بها هزّات كبرى، هذه الأزمة التي وصلت محاولات حلها إلى طرق مسدودة في إيجاد مخارج تنقذ المنظومة الرأسمالية من الانهيار الحتمي الذي ينتظرها بسبب التناقضات العميقة التي تتفاعل داخلها والتي لها صلة ببنية النظام، إذ على امتداد الثلاثين سنة الأخيرة أخذ رأس المال بالانصراف نحو تحقيق الربح الأقصى من خلال المضاربات المالية هذا من جهة، ناهيك عن استمرار تناقض الرأسمالية مع مصالح الشعوب والطبقة العاملة من جهة أخرى، الشعوب التي اكتوت ومازالت تكتوي بنار السياسات الاقتصادية الليبرالية للرأسمالية التي تحاول حل أزمتها المستعصية على حساب الطبقة العاملة والشعوب الفقيرة على امتداد المعمورة.
يُروّج في أوساط الأمم المتحدة، وفي أوساط غربية، أنّه من الممكن للأمم المتحدة، في حال عدم نجاح دي مستورا في تشكيل اللجنة الدستورية قبل نهاية العام، أن تتخلى عن الملف السوري معلنة عجزها عن حلّه.
(هذا المقال هو ترجمة بتصرّف لورقة قدمتها الكاتبة1 خلال حوارية عقدت في تشرين الثاني 2017 في جامعة (CUNY) في نيويورك، شارك فيها أيضًا أستاذ الجغرافيا والأنثروبولوجيا ديفيد هارفي. تستند الورقة إلى كتاب لفريزر وراهيل ييغي سيصدر الصيف المقبل بعنوان «الرأسمالية: حوار في النظرية النقدية»).