هل بدأت حرب «الكثافةالمنخفضة» لقمع المقاومةالعراقية؟
تواجه القوات الأمريكية، منذ احتلالها لبلاد الرافدين مأزقاً شديداً، يصعب عليها الخروج منه، فهي لم تحقق نصراً سريعاً وسهلاً، كما كانت تتوقع، بل وجدت نفسها تخوض حرباً طويلة مخططاً لها مسبقاً.
تواجه القوات الأمريكية، منذ احتلالها لبلاد الرافدين مأزقاً شديداً، يصعب عليها الخروج منه، فهي لم تحقق نصراً سريعاً وسهلاً، كما كانت تتوقع، بل وجدت نفسها تخوض حرباً طويلة مخططاً لها مسبقاً.
شهدت دمشق يوم 29/11/2003 تظاهرة بمناسبة ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين، واحتجاجاً على العدوانية الامبريالية الأمريكية الصهيونية، وقد شارك في التظاهرة عشرات الرفاق من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، إضافة الى العديد من القوى والفعاليات السورية والفلسطينية.
وقد حمل المتظاهرون العديد من اللافتات التي تندد بالعدوانية الأمريكية والصهيونية، كما حملوا الأعلام السورية والفلسطينية، ورددوا الهتافات المعادية لهما. كما أحرق المتظاهرون الأعلام الأمريكية والاسرائيلية.
إذا كانت البلبلة في العراق قد فاجأت القادة المدنيين في الولايات المتحدة، فإنّها كانت متوقعة بالنسبة لزمرةٍ عسكرية معينة. فالقادة السابقون لعمليتي فونيكس وكوندور كانوا يحضّرون أنفسهم منذ ثلاث سنوات لتجريب طرائق جديدة لقمع المقاومة في العراق. وإذا كان الانسحاب الجاري لجزءٍ من قوات التحالف يتوافق مع رغبة القادة المدنيين في التخلّص من المأزق العراقي في فترةٍ انتخابية، فإنّه في واقع الأمر يترك المجال مفتوحاً أمام تقنيي «الحرب ذات الكثافة المنخفضة».
دخلت الإدارة الأمريكية في سباق مع الزمن في سعيها المحموم لاحتواء التداعيات السياسية السلبية لتدهور الوضع الأمني في العراق، على المعركة الرئاسية المقبلة، وعلى الرئيس بوش ذاته ـ بعد أن تزايدت اعترافات عدد من المسؤولين الأمريكيين بأن القوات الأمريكية في العراق عاجزة عن وضع حد للمقاومة، وأقروا بصعوبة الوضع الأمني في العراق، مما يدفع الرئيس بوش وبطانته لبذل جهود محمومة «لضبط» الوضع وخفض حجم الخسائر في صفوف جنودهم.
عادت شعوب العالم وقواها الخيرة لتنهض من جديد وتعبر عن غضبتها على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والاحتلال الأمريكي للعراق، وذلك من خلال تظاهرات صاخبة، وتعلن تضامنها مع نضال الشعبين الشقيقين من أجل الحرية والاستقلال.
بلغت حصيلة ضحايا العنف والفوضى في العراق كإحدى النتائج الكارثية للاحتلال الأمريكي له خلال شهرين نحو ستة آلاف مدني وفقاً لإحصائية أعدتها بعثة المساندة التابعة للأمم المتحدة الموجودة في العراق.
إن تردي أوضاع قوات الاحتلال الأمريكي للعراق، نتيجة تصاعد المقاومة الشعبية عمقاً وامتداداً ضدها، والتي بلغت قتيلين يومياً، اسفرت عن تفاعلات أخذت تتصاعد وخصوصاً داخل الولايات المتحدة، حيث أخذ الكثير من الأمريكيين يفصحون عن شكاواهم عبر المؤسسات والمنظمات الأهلية، من جراء تردي حياة الجنود الأمريكيين في العراق، إذ يترصدهم الموت من حيث لايحتسبون، وجعلهم يصابون بالهستيريا، ويطلقون النار عشوائياً على المواطنين العراقيين العزل، فيسقط قتلى وجرحى،
■ «هل سيقتلون العديد من الناس، يا بابا؟»
■ ■ «لا أحد ممن تعرفهم. لن يقتلوا سوى الأجانب»!
ماكان في تصور أحد أن يتطور النهوض الوطني في العراق ويتصاعد ضد الاحتلال الأمريكي لدرجة قيام أعمال مسلحة على شكل كمائن ضد الجنود الأمريكيين في كل من تكريت وبغداد، ونحن على يقين بأن أعمالاً مسلحة قامت ضد جنود الاحتلال تكتم أجهزة الإعلام التي تتحكم بها القيادة الأمريكية أخبارها. ومن هنا ندرك لماذا تشتد التهديدات الأمريكية الموجهة لكل من سورية وإيران بأن لايتدخلا في شؤون العراق وكأن هذا البلد صار ملكاً لهم ولاشأن لأحد فيه.
في الحرب العراقية هناك لغز ما. في بدايتها كان هنالك ثلاث وجهات نظر حول آفاقها: