رأسمالية «بيغ فارما» والاحتكار: أربع ديناميكيات وراء تراجع الابتكار
ترجمة قاسيون بتصرف
ترجمة قاسيون بتصرف
في ظل المفاوضات بشأن أوكرانيا وردة فعل الاتحاد الأوروبي ضد ترامب بسبب استعداده للتفاوض مع روسيا، تبنّى اليمينيّون «المناهضون للمؤسّسة» تكتيكاً خطابياً جديداً. إنّهم يسعون لحشد الغربيّين الساخطين إلى صف الولايات المتحدة، التي هي في الواقع ديكتاتورية إمبرياليّة، وذلك تحت ستار محاربة الهيمنة الليبرالية. السّردية التي يروّجون لها تزعم أن أوروبا تمثّل المعقل المركزي للنظام الاقتصادي والسياسي العالمي، وأنّ ترامب قد «انشقَّ» عن هذا النظام ليقود ثورة ضد رأس المال العالمي. يتم تأطير هذه القصة على أنها «ترامب ضد العَولميِّين»، حيث يتم تصوير الجانب الأمريكي على أنه النقيض لسيطرة الاحتكارات العالمية.
تسبب أكبر انقطاع في التاريخ لأنظمة تكنولوجيا الاتصالات والحوسبة التابعة لشركة مايكروسوفت، يوم الجمعة 19 تموز 2024، بإحداث فوضى عالمية وخاصةً في الغرب، في حين لم تتأثر روسيا والصين، وتم احتواء الأضرار في بلدان أخرى أقل استقلالاً، بفضل خطط طوارئ أو بدائل عوضاً عن الثقة العمياء بالشركة الأمريكية. وكان الانقطاع خطيراً لدرجة تهديد أمن أو حياة ملايين البشر، ولا سيّما أنّ من المنظومات المتعطلة مطارات واتصالات طوارئ ومستشفيات وبنوك، وغيرها من قطاعات حيوية. ومع أنّ معظم وسائل الإعلام ركّزت على السبب المباشر الآنيّ للمشكلة، وهو تحديث برنامج من قبل شركة الأمن السيبراني «كراود سترايك» لمصلحة أنظمة تشغيل ويندوز مايكروسوفت (وكلاهما أمريكيتان)، ورغم الميل لتبرئة مايكروسوفت من المسؤولية، وتحميلها للشركة الأصغر، لكن الحقيقة هو أنّ سيناريو كهذا لطالما كان متوقعاً وحذّر منه خبراء بأمن المعلومات منذ أكثر من 20 عاماً، وذلك بالتحديد بناءً على تحليلهم انتهاكات مايكروسوفت لقواعد أمان علميّة معروفة بدافع مصالحها الاحتكارية والأنانية.
أمرت الهيئة الرقابية على المنافسة في نيجيريا شركة "بريتيش أمريكان توباكو" بدفع غرامة قدرها 110 ملايين دولار بسبب انتهاك الشركة لوائح الصحة العامة وقواعد المنافسة والهيمنة على السوق.
شهد القرن العشرون ظهور الجامعات والمؤسسات التقنية الممولة من القطاع العام، في حين تركز تطوير التكنولوجيا في مختبرات البحث والتطوير في الشركات الكبيرة. لقد انتهى عصر المخترع الوحيد– أديسون وسيمنز وويستينجهاوس وغراهام بيل– مع نهاية القرن التاسع عشر. «قيل بأنّ المخترع الوحيد الأخير هو فيلو تي فارنسورث، مخترع التلفاز، والذي حارب ضدّ قوة الشركات التي يملكها ديفيد سارنوف، أقوى شركة في مجال البث في حينه». كان القرن العشرون يدور حول مختبرات البحث والتطوير القائمة على الصناعة، حيث كانت الشركات تجمع بين كبار العلماء وخبراء التكنولوجيا لخلق تكنولوجيا المستقبل. في هذه المرحلة كان رأس المال لا يزال يُوسّع الإنتاج. وعلى الرغم من أنّ رأس المال المالي كان مهيمناً بالفعل على رأس المال الإنتاجي، إلا أن الدول الرأسمالية الكبرى كانت لا تزال تتمتع بقاعدة صناعية قوية.
لم تكن الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي لفترة مديدة من أجل اعتماد نظام ويندوز في كلّ حواسيب منظمة الاتحاد الأوروبي إلا ضغطاً سياسياً اقتصادياً يجعل كلّ بيانات الاتحاد الأوروبي في وضعية الشفافية (ولو النسبية) أمام الأمريكيين، ورغم الممانعات الأوروبية فقد أكملت الولايات المتحدة آنذاك إحكام سيطرتها على العالم من خلال تلك الحركة.
قامت السلطات التشادية بتأميم جميع أصول شركة تابعة لشركة الطاقة الأمريكية العملاقة «إكسون موبيل» في البلاد، وجاء ذلك بحسب ما ذكرته صحيفة «تشاد إنفوس».
يعد تصنيع الطائرات أحد المجالات الاستراتيجية الهامة للصناعة الحديثة، حيث يوفر نقلاً آمناً ويحقق إيرادات كبيرة. ومع ذلك، يتطلب بناء الطائرات مستوى عالياً من التطور العلمي والتكنولوجي واستثمارات مالية ضخمة. لذلك، ليست كل الدول قادرة على إمداد نفسها بشكل كامل بالطائرات، سواء أكانت عسكرية أو مدنية.
تتعمق حجم المأساة الكارثية على مستوى قطاع الثروة الحيوانية، يوماً بعد آخر، فقد انتقل مستوى صعوبات الإنتاج التي يواجهها المربي إلى مرحلة لا يمكن الاستمرار وفقها، أو حتى النجاة بما تبقى من هذا القطاع الإنتاجي الهام.
تتفاقم معاناة البلاد على جميع الصعد، وتفاقم الأزمة التي مضى على انفجارها 11 عاماً الخطر الذي يصيب البلاد على صعيد الزراعة والأمن الغذائي، حيث سبق أن استعرضنا في العدد السابق من قاسيون كيف أن أعداد السوريين المعرّضين لخطر انعدام الأمن الغذائي قد ارتفعت إلى حوالي 13.9 مليون شخص، (يواجه 12 مليون منهم انعدام الأمن الغذائي الحاد بالفعل، بينما 1.9 مليون منهم مهددين بالتعرّض إليه)، ذلك بالتوازي مع ارتفاع التصريحات المحلية التي «تبشرنا» بمزيد من التراجع في مجال الزراعة والغذاء نتيجة أن ارتفاع الأسعار بات «ظاهرة عالمية» بالتزامن مع أزمة الطاقة والغذاء العالمية.