الشيوعية أو الانقراض، الاحتباس الحراري (2)
«الاحتباس الحراري ليس مشكلة معزولة حتى تُحل بإجراءات سوقية أو تكنولوجيَّة بحتة، ولا سيما أنّ هذه الحلول ناشئة من علاقات الإنتاج الاجتماعية الاغترابية نفسها التي نشأت منها المشكلة المراد حلّها».
«الاحتباس الحراري ليس مشكلة معزولة حتى تُحل بإجراءات سوقية أو تكنولوجيَّة بحتة، ولا سيما أنّ هذه الحلول ناشئة من علاقات الإنتاج الاجتماعية الاغترابية نفسها التي نشأت منها المشكلة المراد حلّها».
«العِلم واضحٌ لا يساوم: المجال الحيوي لكوكب الأرض يقترب من نقطة انقلابية في الاحتباس الحراري، نقطة اللاعَودة التي إنْ تمّ تخطّيها ستنقل كوكبنا إلى حقبة جيولوجية جديدة غير صالحة للحياة البشرية. الموعد الدقيق لحصول ذلك غير محدد بدقة، ولكن إذا لم يحدث تغيير جذري عاجل في اتجاه النشاطات البشرية، فإنّ المؤكَّد: أنّ الكارثة ستقع بعد أقلّ من عشر سنوات! فكيف نستطيع أن نوقفها؟»
أيخطر لإنسان عاقل أن نبش القمامة كان بإمكانه إيقاف زحف هتلر، أو أن التطعيم كان يكفي لإنهاء العبودية أو تقصير يوم العمل إلى ثماني ساعات، أو أن تقطيع الخشب وحمل الماء على الأكتاف كان سيحرر الناس من سجون القياصرة، أو أن الرقص عراة حول النار هو سبب سن قانون حق الانتخاب عام 1957، أو قوانين الحقوق المدنية عام 1964؟!
فلماذا إذاً ينكفئ معظم الناس نحو «الحلول» الفردية تماماً، بينما العالم كله يقف «على كف عفريت»؟ في أحد جوانب الإجابة على هذه المسألة أننا كنا على الدوام ضحايا حملة تضليل ممنهجة. علمتنا الثقافة الاستهلاكية وذهنية رأس المال أن نتخلى عن المقاومة السياسية المنظمة لصالح الاستهلاك الفردي.
«350» أصبح الرقم الأكثر أهمية في العالم، بعد اكتشافه منذ عامين أو أقل. عندما ذاب جبل جليد في القطب الشمالي في صيف عام 2007، أدرك العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الجو لم يعد خطراً مستقبلياً، بل غدا أزمة الحاضر الماثلة أمامنا. وخلال بضعة أشهر رسم لنا اختصاصيو المناخ وعلماؤه صورة جديدة صارمة عن الواقع المناخي القائم:
أخذت سورية في السنوات الأخيرة تشهد الكثير من التبدلات والتغيرات المناخية التي تشير بشكل لا يقبل الشك إلى مدى الضرر البيئي الخطير الذي تعرضت له البلاد خلال العقود القليلة الماضية.
هل تتوقعون بأن نبوءة ضربت العقول الأمريكية لتحرركم وتقيم لكم العدالة والديموقراطية؟ معاملهم ومصانعهم وحضارتهم وحياتهم سوف تتوقف مع نضوب النفط المسروق من بلادكم. ولم يتبق سوى سنوات قليلة جدا لتستفيقوا رغما عن أنوفكم، لأنكم ستبدؤون بالموت جماعيا من المرض والجوع، وليس لأنكم فهمتم مايعده لكم هؤلاء الأشرار. لقد استنزفوا الطبيعة ولوثوا الدنيا بأوساخهم الصناعية وهم غير آبهين. فلماذا لم توقع أمريكا على معاهدة الحد من التلوث والمحافظة على البيئة العالمية؟ إن لهذا وحده قصة طويلة! والنفط الذي ما دأبوا يسرقونه من كل الدنيا بدأ ينضب عالميا، وقريبا سوف تبدأ بالتوقف عمليات النقل والتدفئة وإنتاج المواد الغذائية في بلادكم، فهل لكم أن تستفيقوا؟؟
ليس من قبيل المصادفة أننا – نحن سكان دمشق- لم يعد بإمكاننا التنفس ملء رئتينا، وليس سوء حظ أنه لم يعد بإمكاننا مشاهدة اللون الأزرق في سماء عاصمتنا الأقدم في عمر الحضارة الإنسانية، وليس ضعفاً في البصر ذاك الذي يجعلنا لا نرى الأخضر الزاهي في طرقاتنا وتلالنا وقمم جبالنا، وليس ضعفاً في المناعة أصاب الملايين فجعلهم دائمي الاعتلال والمرض وذوي عاهات مستديمة وأعمارٍ قصيرة، فالمسألة ليست شخصية ولا اعتباطية، إنها ببساطة بعض نتائج أولية ليس إلا للتلوث الكبير الذي ينوء بكلكله على عاصمتنا المسكينة .
شهدت هذه السنة العديد من المؤتمرات، والندوات على مستوى رؤساء الدول والمنظمات التي يهمها شأن هذه الكرة لبحث مشكلة الاحتباس الحراري الذي يهدد البشرية عن حق،ولا مجال للتماطل أمام هذا التهديد المباشر الذي قد ينذر بفناء أولاد آدم وبنات حواء من على وجه البسيطة .
تؤكد معظم التحليلات التي أجراها الباحثون المختصون بعلوم البيئة مؤخراً على تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، وازدياد مخاطرها على كل من الإنسان والحيوان، خاصةً ما يتعلق بآثارها الكارثية على الجبال الجليدية في القطب الشمالي حيث يؤدي هذا الاحتباس إلى ذوبانها بشكل مستمر، وبالتالي ارتفاع مستوى مياه البحار، وغرق مناطق ساحلية شاسعة، وما لذلك من تبعات تمثلت في العقود الثلاثة الماضية بفوضى مناخية تبدت معالمها في معظم البلدان والأقاليم في العالم في الآونة الأخيرة. وفي هذا الصدد يذكر أن معدلات أول وثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة والانبعاثات الضارة بالمناخ، وهي العوامل الرئيسية المسببة للاحتباس الحراري، قد ارتفعت بحدة منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، كما ساهم استخدام النفط، واجتثاث الغابات،
قدرت دراسة لجامعة الأمم المتحدة أن نحو 200 مليون شخص سيضطرون للنزوح عن أراضيهم خلال عقدين بسبب المشاكل البيئية. وحذرت من استغلال عصابات الاتجار بالبشر هذه المأساة لتكثيف عملياتها.
يعادل عدد اللاجئين البيئين المتوقعين في عام 2050 بنحو 200 مليون نسمة، غالبيتهم من أفقر الفقراء والنساء والأطفال والمسنين. ويعادل هذا الرقم ثلثي تعداد الولايات المتحدة أو مجموع سكان بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا.