تصريح صحفي من الإرادة الشعبية حول الحصار غير المعلن لمحافظة السويداء
مرّ أسبوعان على اشتعال الأحداث الدموية والمأساوية التي حلّت بمحافظة السويداء السورية، ومرت بضعة أيام على انتهاء الطور العسكري الساخن منها؛ ومنذ اشتعال الأحداث وحتى اليوم، تعاني المحافظة من نقص كبير في كل المواد الأساسية، من طحين ومحروقات وخضروات ومواد غذائية وأدوية، إضافة إلى استمرار التردي الكبير في وضع الكهرباء والمياه والاتصالات.
الحديث عن دخول المساعدات عبر الهلال الأحمر والمنظمات الدولية، وانطلاقاً من قرى في محافظة درعا، هو حديث صحيح؛ ولكن هذه المساعدات بمجموعها، أقل بكثير من الحاجة اليومية للمحافظة، خاصة مع استمرار نزوح عشرات الآلاف من أبناء المحافظة من قراهم في شمال المحافظة خاصة، وباتجاه المدينة والقرى الجنوبية.
إن الحاجات اليومية للمحافظة، لا يمكن تأمينها عبر المساعدات الشحيحة التي تصل إليها عبر محافظة درعا، ويمكن تأمينها فقط عبر الطريق الأساسي الواصل بين دمشق والسويداء، وليس كمساعدات، بل كتبادل تجاري طبيعي... هذا الطريق الذي ما يزال مقطوعاً اليوم من جهة دمشق.
إن مفاقمة أوضاع الناس عبر ما يشبه حصاراً غير معلن، وأياً يكن المسؤول المباشر عنه، هي خدمة مباشرة ومجانية للعدو «الإسرائيلي»، الذي يتحين الفرص لتكريس تحريض السوريين ضد بعضهم البعض، ولتحويل الحديث عن التقسيم إلى وقائع على الأرض باستخدام الجوع والدم.
إن السلطات السورية مطالبة بقطع دابر الفتنة والتحريض بمختلف أشكاله، وبإعادة فتح الطريق بين دمشق والسويداء بشكل طبيعي وعلى وجه السرعة، وتأمينه وتأمين مرور البضائع عبره بشكل طبيعي.
إن الحفاظ على وحدة البلاد ووحدة أهلها وحياتهم هي مسؤولية وطنية كبرى، والطريق نحوها هو الحوار والحوار فقط، أما التفكير بمنطق القسر والإجبار والحلول الأمنية، فلن يشكل إلا خدمة مباشرة لأصحاب مشاريع التقسيم، في الخارج وفي الداخل.
الإرادة الشعبية
دمشق
28/7/2025