رحيل صرداوي
نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر والناقد والمترجم موسى صرداوي الذي رحل 18/ 7/ 2011 في السويد عن عمر يناهز الثمانين عاماً .
نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر والناقد والمترجم موسى صرداوي الذي رحل 18/ 7/ 2011 في السويد عن عمر يناهز الثمانين عاماً .
إذا تعثرت عيناك أو كتفاك في لحظة ما برجل سبعيني، قصير القامة، ضئيلها، بمئتين وخمسين شعرة، تقريباً، مصبوغة بإحكام، يمشي في شارع (ركب) ببطء لافت ومغيظ، واستقامة غريبة، لا التفات فيها إلى يمين أو يسار، قادماً من فندق الوحدة، حيث يقيم، متوجهاً إلى مقهى رام الله، (يهطل هناك بين عيون الأصحاب صدقه السائل وذكرياته الـمثقفة)، يمتطي في فمه غليوناً، يدخن العالـم سخطاً؛ فاعرف من فورك أنه موسى صرداوي، وما أدراك من هو أو ما هو الصرداوي هذا؟!
رغم مرور خمسة وسبعين عاماً على مقتل لوركا برصاص الفاشست في التاسع عشر من آب عام 1936 إبان الثورة الإسبانية وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، ما زال حياً في الأذهان بقصائده، ومسرحياته خاصة الثلاث الشهيرة: عرس الدم، يرما، وبيت برناردا ألبا.
في وطن يثير السخرية نبتُّ كأطفال الأنابيب فكان من الطبيعيّ جداً أن أخرج ولي شكل ضفدع..!
ربما لم أخطر على بالك، أو أنّك لم تخطر على بالي من قبل، إلا أنّني الآن أفكّر بك كثيراً وأرسم سيناريوهات عديدة... منها على سبيل المثال:
شاب وفتاة جالسان في مقهى
عندما قرأت ـ قبل عامين تقريبا ـ روايتها الأولى "بحر الصمت"، تفاجأت كثيرا بتلك اللغة الغارقة في الشعر والثورة والإدانة الصريحة وبذلك النفس الأدبي الذي فتحني مرة أخرى على عالم الأدب الجزائري الحديث المكتوب باللغة العربية. ياسمينة صالح من جيل الاستقلال. جيل لا «يعرف الاعتذار» كما تقول على لسان بطلها السابق في رواية بحر الصمت.. جيل يتيم جدا في وطن ينهار ويتكسر أمام أعين أبنائه، كما تقول على لسان بطلها الثاني في روايتها الجديدة وطن من زجاج. ياسمينة صالح لا تعترف بالمقدمات أيضا، وتعتبر التاريخ قالبا جاهزا للتزوير والتشويه إذ ليس هنالك حقيقة مجردة داخل تاريخ يكتبه أولئك الذين يزيفون الوطن أساسا، ويضحكون على الشعوب ويقتلون أحلامهم بالجملة أوبالتقسيط. والتاريخ الذي يكتبه الشهداء لا يمكن قراءته خارج الشهادة التي يختارونها. بهذه التلميحات الثورية، وبلغة شاعرية وثائرة تفتح لنا الأديبة الروائية الجزائرية ياسمينة صالح باب الدخول إلى الأدب الجزائري الراهن بعبارة: وطن من زجاج!
هو: شو قصة معرض فركفورت .. قصدي شو هاد المعرض..
هناك نواميس أخلاقية في شغل إنتاج (مجلة( ونواظم ضابطة تدوزن الوزن، والموسيقى المهنية، والتقنية، هذا في المفترض الذي يجب أن يكون، يبدو أن هذه الصورة التي استشرت في عقول خاطئة، خاطئة، (خاطئة) الثانية للتأكيد والتوكيد الثقيلة على وزن مقولة زوربا:
لم ينل المترجم صالح علماني هذه الحظوة، إلاّ بعد عقود من الثقة المتبادلة مع القارئ، فالرجل حقق المعادلة الأصعب، كمّاً ونوعاً، في رفد الثقافة العربية ببانوراما تغطي مساحة واسعة من تاريخ الأدب الإسباني والإسباني ـ إمريكي، حتى صار يعرف بلقب «عرّاب الأدب الإسبانيّ» كتحيّة حبّ لنتاجه.