صالح علماني سفارة أدبية
لم ينل المترجم صالح علماني هذه الحظوة، إلاّ بعد عقود من الثقة المتبادلة مع القارئ، فالرجل حقق المعادلة الأصعب، كمّاً ونوعاً، في رفد الثقافة العربية ببانوراما تغطي مساحة واسعة من تاريخ الأدب الإسباني والإسباني ـ إمريكي، حتى صار يعرف بلقب «عرّاب الأدب الإسبانيّ» كتحيّة حبّ لنتاجه.
صدرت مؤخراً عن دار المدى بدمشق دفعة جديدة من الأعمال الأدبية الهامة بتوقيع علماني، ولعلّ الكتاب ـ الحدث هو «الديكاميرون» لمؤلفه الإيطالي جيوفاني بوكاشيو، وهي المترجمة العربية الأولى لهذا النص كاملاً، بعد أن صدر في مختارات هنا وهناك. «الديكاميرون» أو «العشرة أيام» بالمعنى الحرفيّ هو مئة قصة يرويها عشرة رواة، خلال عشرة أيام، حيث يجتمعون ويروي كلٌّ منهم حكاية.
أما كتاب «أفواه الزمن» للكاتب الأروغوائي إداوردو غاليانو، فصرخة دامية، تجمع أصوات الخليقة كلّها، من كلّ الأزمنة والأمكنة، في نصوص نثرية قصيرة، تعتمد على صورة أو قصّة أو حالة أو فكرة، يعاود غاليانو صياغتها بلمسة سحر عبقرية، تجعلنا نراجع ذواتنا المعطوبة في الزمن الآلي المؤتمت.
فيما تدور رواية «شيطنات الطفلة الخبيثة» للبيروفي ماريو بارغاس يوسا. على خلفية الأحداث الكبرى في القرن الماضي، من الثورة الكوبية إلى حرب فيتنام وسواهما.. راصدةً من خلال المصادفات قصّة حبّ «الطفل الطيب» و«الطفلة الخبيثة» بين عواصم العالم.
كتاب «صنعة الشعر» ستّ محاضرات لبورخيس، كان ألقاها في جامعة هارفرد، حول الشعر وأشكاله وتقنيّاته وأسراره وأهم الشعراء. وكالعادة هي غنيمة أخرى، تضاف إلى غنائم سابقة قدمتها الذاكرة البورخيسية في «سبع ليال» و«بورخيس الشفوي».
رواية الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا «فتاة الترمبون» جزء ثان من رواية «عرس الشاعر». وكعادته يكمل صاحب «ساعي بريد نيرودا» قصّ ملحمة سكان ساحل مليسيا على البحر الأدرياتيكي بعدما هاجروا إلى تشيلي هرباً من الحروب والعنف.
«آنيس يا حبيبي» رواية ملحمية تاريخية لإيزابيل الليندي، والبارز في هذه الرواية هو الاشتغال على المشهدية مما يرشحها لتتحول فيلما آخاذاً، كما سبق وحدث «بيت الأرواح» التي أنتجت سينمائياً في صورة مدهشة، بمشاركة النجمة العالمية ميريل ستريب.