قتل الاحتمال
ربما لم أخطر على بالك، أو أنّك لم تخطر على بالي من قبل، إلا أنّني الآن أفكّر بك كثيراً وأرسم سيناريوهات عديدة... منها على سبيل المثال:
كان يمكن أن نتعارف في الواقع أو على الإنترنت.. ففي الواقع من الممكن أن نتعارف في سهرةٍ، وقد نتشاجر فيها، لكننا في اللقاء التالي سنتبادل أرقام التلفونات.. أو ربما أركب السرفيس وحين أدفع للسائق سيعصّب كثيراً لأنه لا يملك فكّة، وبالشهامة العادية التي نألف وجودها، في وسائل النقل كما في الشوراع، ستدفع العشر ليرات وتخرجني من الخجل أمام الركّاب، وتنأى بي عن المعركة المحتملة مع السائق.. أو ربما تسألني، أو ربما أسألك، في الطريق عن عنوانٍ، وبما أنني ذاهب إلى تلك الجهة سأوصلك، وخلال التمشّي سنجد أن لدينا الكثير من الأشياء المبشّرة بصداقة ما فنتواعد..
احتمالات الواقع كثيرة..!!
في الإنترنت ربما ستدخل إلى دردشتي لتسألني عن صبية ترصد تواجدها على صفحتي، فأرمي لك، كقوّاد محترف، ببضع معلومات تصلح مفتاحاً للتقرب منها، وبعدها سيأخذنا الامتنان إلى لقاء طبيعي بين شخصين واقعيين.. أو لعلك تدخل تلك الدخلة لكنْ بنوايا أخرى، فتقول، بأخطاء طباعية كثيرة لشدّة توترك: «ابتعد عنها وإلا..»، فتسبني وتهددّني بتخريب بيتي، ولا أجد سبيلاً إلا أن أحذفك وأحذفها لأنّني فهمتُ أنك ذو صلة ما بالأمن..
احتمالات الإنترنت كثيرة أيضاً...!!
ربما وربما.. كل ذلك، في الواقع والإنترنت، كان يمكن أن يحدث هذا أو ذاك، لولا أنهم -يا لبساطة المسألة- قتلوك، وإذ قتلوك قتلوا الاحتمالات..!!
■ ر. و