الهند باكستان أفغانستان.. خط توتر أمريكي؟
قياساً بحجم الحريق المندلع في سورية والعراق، يبدو الحدث في دول جنوب وسط آسيا- باكستان والهند وأفغانستان، أو حتى في اليمن وشبة الجزيرة العربية- فاتراً، ولكنه حقيقة الأمر متوتر ومشتعل بما فيه الكفاية.
قياساً بحجم الحريق المندلع في سورية والعراق، يبدو الحدث في دول جنوب وسط آسيا- باكستان والهند وأفغانستان، أو حتى في اليمن وشبة الجزيرة العربية- فاتراً، ولكنه حقيقة الأمر متوتر ومشتعل بما فيه الكفاية.
شاركت عدة بلدان في الحرب على أفغانستان واحتلالها عام 2001 وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أنتجت بعد ذلك عدة أعمال سينمائية بهدف تسليط الضوء على هذه الحرب، وتتحدث معظم هذه الأعمال عن «همجية» الشعب الأفغاني، ممجدة رسائل «الديمقراطية والتمدن» التي يحملها جنود الناتو لأفغانستان في تشويه واضح للحقائق والوقائع.
في كل الحروب التي شنتها الإمبريالية بهدف التوسع والتقليل من حدة أزماتها، كانت حجة «التغيير الديمقراطي» حاضرة، معتمدة في ذلك على الثغرات الموجودة في بنية بعض أنظمة الحكم حول العالم.
كان تفكك الاتحاد السوفييتي فرصة سانحة للولايات المتحدة الأمريكية لكي تتدخل وتنفذ مخططاتها الاستعمارية في تلك الدول التي تشكلت نتيجة هذا التفكك، خصوصا دول آسيا الوسطى « قرغيزستان- تركمانستان – اوزبكستان – كازاخستان- طاجيكستان»، أضف إليها ما خططته سابقاً لـ « أفغانستان والباكستان وإيران والدول العربية في غرب آسيا وشمال أفريقيا»هذه الدول التي تضم في أرجائها « شعوب الشرق العظيم ».
قررت أمريكا الانسحاب من أفغانستان نهاية العام 2014، لكنها تفاوض الدولة الأفغانية على اتفاقية أمنية تبقي، من خلالها، 10 ألاف جندي، إضافة لثماني قواعد عسكرية. فما هي الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان ما بعد الانسحاب؟
مع اقتراب الاستحقاقات الجديدة في أفغانستان لجهة الانسحاب المقرر لقوات الاحتلال الأطلسي والأمريكي المقيمة هناك منذ غزوها البلاد في عام 2001 يعاد خلط الأوراق ودائماً على حساب استمرار تضييع الحقائق الأساسية معها حقوق عموم المواطنين الأفغان
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأربعاء عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن ما وصفوه «الحملة العسكرية الأمريكية في أفغانستان ضد المسلحين» لا تنجح في القضاء على حركة طالبان ولا في ممارسة ضغوط على زعمائهم لوقف المعارك.
وقال مسؤولون في أجهزة الاستخبارات الاميركية والجيش طلبوا عدم كشف هوياتهم إن هذه الحملة المكثفة ألحقت بالمسلحين هزائم مؤقتة.
منذ سنوات تسع، قبل يوم واحد من مقتل زعيم «تحالف الشمال» أحمد شاه مسعود على يد اثنين من جهاديي تنظيم القاعدة ادعيا أنهما صحافيان، وقبل ثلاثة أيام من 11/9، مَن كان يظن أن تبقى أفغانستان عالقة في حرب مائة وخمسين ألف جندي أمريكي- أطلسي ضد خمسين أو ستين جهادي من تنظيم القاعدة، وإلى جانبهم جمعٌ من وطنيي البشتون الملتئمين على نحو مبهم في حركة «طالبان»؟ لا أحد.
أعوام مرت، والحرب ذاتها تستمر في أفغانستان. لعلها لم تعد «الحرب على الإرهاب» بعد أن أعادت إدارة باراك أوباما وصفها بأنها «عمليات مكافحة العصيان في ما وراء البحار»، ولعلها أمست «الحرب الصح» في «أفغانكستان» بكلفة 100 مليار دولار سنوياً (قابلة للزيادة)، إلا أن أوباما، في جميع الأحوال، ما زال يتقلب في أطيان ارتهانه لحروب جورج دبليو بوش. وكيفما تسلت واشنطن بأوهام سيطرتها على الأمور، يبقى حامد كرزاي رئيس أفغانستان الماكر، المسيطر الفعلي الذي يلعب بخطة هجومية، في الشوط الأخير من اللعبة الكبرى الجديدة في أوراسيا.
تعهدت مجموعة أساسية من «الدول المانحة»، قبل أيام، بتقديم مبلغ 16 مليار دولار لأفغانستان على شكل مساعدات تنمية، على مدى السنوات الأربع المقبلة، مع سعيهم للحيلولة دون عودتها إلى الفوضى عندما تنسحب القوات الأجنبية منها ولكنهم طالبوا الطرف الأفغاني بإجراء إصلاحات لمكافحة الفساد.
مع بدء تجلي الأزمة الرأسمالية الراهنة، كان إعلان الحرب على أفغانستان لتكون طلقة إعلان ما سمي بالحرب على الإرهاب، والتي أخذت شكل حرب مفتوحة حسبما تقتضيه المصالح الأمريكية، على عادة صاحب الجلالة الرأسمال في الأزمات حيث يصبح العالم كله مجالاً حيوياً له،