تهافت على الإيغال في تضييع حقوق الشعب الأفغاني
عابد سليم عابد سليم

تهافت على الإيغال في تضييع حقوق الشعب الأفغاني

مع اقتراب الاستحقاقات الجديدة في أفغانستان لجهة الانسحاب المقرر لقوات الاحتلال الأطلسي والأمريكي المقيمة هناك منذ غزوها البلاد في عام 2001 يعاد خلط الأوراق ودائماً على حساب استمرار تضييع الحقائق الأساسية معها حقوق عموم المواطنين الأفغان

فقد جدد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في لقاء تلفزيوني مؤخراً على قناة الجزيرة القطرية(!!) اتهامه الولايات المتحدة والغرب بنشر الفساد في أفغانستان من خلال عقود بالمليارات «كانت» تمنح لمسؤولين أفغان بهدف كسب ودهم. وأضاف أن الحرب التي أعلنها حلف الأطلسي والأميركيون على الإرهاب في أفغانستان تمت «بدون رضانا»(!!)، مؤكداً أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً لأن الإرهاب لم يكن في بلادنا.

وفي الوقت نفسه «لم ينكر» كرزاي «الإيجابيات» التي أتى بها الغرب لبلاده، مثل تحسين البنى التحتية و«بناء اقتصاد أفضل» وخلق ثروة أكبر، إضافة إلى التعليم الجامعي والنظام الصحي، وغير ذلك، من دون أن يوضح كيف ولمصلحة مَن من أبناء الشعب الأفغاني!!

وعن مستقبل أفغانستان وتحذيرات المحللين من وجود الفوضى في البلاد بعد انسحاب قوات الاحتلال الأطلسية والأمريكية بعد 2014، قال كرزاي إنها «حرب نفسية تشنها دول معنية في أفغانستان لتخويف الشعب وإيهامه بحاجته إلى الوجود الأجنبي».

وكان كرزاي قال أواخر العام الماضي خلال اجتماع مكرس لليوم الدولي لمكافحة الفساد في كابل إن الفساد سيختفي في افغانستان بعد أن تغادر أكثرية القوات الأجنبية البلد في عام 2014، مع اختفاء العنصر المشجع للفساد الذي يكمن بالذات في الاتفاقات والبنى والمخططات التي استحدثت خصيصاً لأفغانستان، ويضاف إليها ضعف سلطة الدولة، كما أن الأجانب يحاولون عن طريق الاتفاقات الاقتصادية، التسلل إلى الحكومة وإقامة علاقات مع أشخاص قريبين إلى السلطة.

في المقابل سبق لقادة عسكريين بريطانيين أن حذروا من أن الحرب ضد حركة طالبان دخلت مرحلتها الأكثر أهمية في أفغانستان، مع استعداد قوات الأمن الأفغانية لتولي مسؤولية «محاربة التمرد» من تلقاء نفسها للمرة الأولى دون مشاركة قوات الأطلسي، مع إشارة المراقبين في حينها إلى أن طالبان اكتسبت قوة وزخماً مستفيدة من «أخطاء» الناتو الكثيرة بحق المدنيين الذين قتل أعداد منهم في غارات عشوائية، و«مستفيدة أيضاً من فساد حكومة كرزاي».

وفي التاسع عشر من آذار الماضي شنت صحيفة هيرالد تربيبون الأمريكية هجوماً عنيفاً على الربيب الأمريكي حامد كرزاي قائلة إنه أظهر جانبه الشرير الحقيقي: «لقد كان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الشريك الغادر غير الجدير بالثقة بالنسبة لأمريكا خلال الحرب الأمريكية فى أفغانستان. ورغم الفساد المستشري في حكومته وكذلك فى أفراد أسرته، إلا أن واشنطن قد عملت معه للحفاظ على وحدة البلاد لأنها كانت مضطرة إلى ذلك»!!!

وعزت الصحيفة ذلك إلى أن كرزاي يدلي بتعليقات مثيرة للفوضى و«تنال من سمعة الأمريكيين» لتحسين صورته السياسية فى الداخل باللجوء إلى القومية الأفغانية فى الوقت الذى تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان، مشيرة إلى مواقف كرزاي «قد تجبر أوباما على تمديد بقاء بعض القوات حتى 2015».

وفي التداخلات الدولية أيضاً قالت مجلة «فورين بوليسي» الأسبوعية الأمريكية، نقلاً عن مسؤول عسكري روسي إن موسكو تدرس إمكانية استئناف وجودها العسكري في أفغانستان، من خلال «إنشاء قواعد عسكرية للحفاظ على معدات روسية الصنع، تابعة لقوات الأمن الوطنية الأفغانية، إضافة إلى بحث آفاق مزيد من التعاون الثنائي بين الجانبين».

وبعد إشارتها إلى الاهتمامات الاقتصادية الروسية بأفغانستان في مرحلة ما بعد الحرب أضافت المجلة المقربة من المجمع الصناعي العسكري الاستخباري الأمريكي أن روسيا تدرس أيضا توسيع طرق الإمداد إلى أفغانستان عبر جمهوريات آسيا الوسطى، لافتة إلى أن طرق الإمداد هذه، والتي غالباً ما تسمى بشبكة التوزيع الشمالية، تعد بمثابة شريان الحياة اللوجستي لقوات «إيساف»، ومن المرجح أن تظل بهذا القدر من الأهمية عقب انسحاب القوات الأجنبية نهائيا من أفغانستان.

يشار إلى ان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف أكد في أوائل الشهر الحالي أن بلاده لا تعتزم نشر أية قواعد عسكرية فى أفغانستان، مؤكداً في الوقت ذاته أن أمن واستقرار أفغانستان هو من أمن المنطقة واستقرارها.

آخر تعديل على الأربعاء, 09 نيسان/أبريل 2014 00:02