افتتاحية قاسيون 1200: هل ستتغير السياسة الأمريكية؟ stars
تزدهر هذه الأيام بورصة التوقعات الخاصة بالاتجاهات التي ستتخذها السياسة الأمريكية في العهد المقبل لترامب، وضمناً التوقعات الخاصة بما سيجري في منطقتنا وفي بلدنا.
تزدهر هذه الأيام بورصة التوقعات الخاصة بالاتجاهات التي ستتخذها السياسة الأمريكية في العهد المقبل لترامب، وضمناً التوقعات الخاصة بما سيجري في منطقتنا وفي بلدنا.
في إطار العمل المشترك للدفع باتجاه الحل السياسي، وبعد سلسلة من اللقاءات، توصلت منصتا موسكو والقاهرة للمعارضة السورية، إلى مجموعة من التوافقات والتفاهمات، تعبر هذه المذكرة عن الاتجاهات الأكثر أساسية فيها، وهي التالية:
يشهد الصراع القائم في المنطقة، وبخاصة المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني، تبايناً في الطروحات الإعلامية التي لا تزال تحاول، بعضُها، توجيه الرأي العام بطرق مختلفة تهدف إلى تحوير الحقائق حول هذا الصراع ومحاولة إضعاف الثقة في جوهره وأطرافه. ومع مرور الوقت، تظهر استراتيجيات إعلامية متغيرة تتبناها ماكينات الإعلام الدائرة في فلك الغرب، والتي تحاول قلب الحقائق وتشويه الأهداف الحقيقية للصراع الدائر.
بعيداً عن الألعاب الانتخابية وما تتضمنه من أدوات، هنالك حاجة لفهم الاتجاه العام التصويتيّ لدى الشعوب الغربية، ليس فقط في حالة ترامب قبل أيام، بل وأيضاً في حالات متعاقبة خلال السنوات القليلة الماضية في أوروبا، التي قيل إن «اليمين» قد صعد بنتيجتها؛ ونضع اليمين بين قوسين لأن «اليسار» و«اليمين» في الغرب، بمعظمهما «يمين».
سُئِلَ فيديل كاسترو عام 1960، وقُبَيلَ الانتخابات الأمريكية التي جرت في السادس من تشرين الثاني من ذلك العام، أيّهما تفضّل؟ نيكسون أم كينيدي؟ فأجاب: «لا يمكن المفاضلة بين فردَتَي حذاء يلبسهما الشخص نفسه».
ارتفعت خلال اليومين الماضيين، وبشكلٍ حاد، نبرة الحديث عن وقفٍ قريبٍ لإطلاق النار في لبنان، حتى أن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قد رفع الرهان بشكلٍ كبير أول أمس، في لقاء له مع قناة الجديد اللبنانية، قال فيه: «نأمل خلال الساعات القادمة بالوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار»، وأضاف أن المبعوث الأمريكي هوكشتين، وفي طريقه إلى الكيان لمتابعة «الوساطة» الأمريكية، قال له: «حتماً اليوم أفضل من الأمس».
تعود الجذور الأولى لتشكل القضية الكردية في منطقتنا إلى اتفاقية سايكس بيكو 1916 واتفاقية لوزان 1923. ورغم أن هذه القضية لم تتبلور بالقدر نفسه، وبالكثافة نفسها، في البلدان الأربعة لوجود الشعب الكردي (تركيا، إيران، العراق، سورية)، إلا أنها واحدة من القضايا الأساسية في كل من هذه البلدان على حدة، وهي في الوقت نفسه قضية أساسية للبلدان الأربعة مجتمعة.
أكد استفتاء مولدوفا الأخير للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتزامن مع الجولة الأولى من انتخاباتها الرئاسية، تراجع نفوذ الغرب على أوروبا الشرقية. فالاستفتاء في هذه الدولة الصغيرة المجاورة لأوكرانيا لم يستطع الانتهاء بنتيجة «نعم» إلّا بشق الأنفس وبأغلبية ضئيلة هي 50.38%، وبفارق 11400 شخص فقط عن المصوِّتين بـ «لا»، رغماً عن كلّ التدخّلات الغربية. كما تزامن مع تقدُّمٍ غير مريح للرئيسة الحالية مايا ساندو الموالية للغرب والخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي بالجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، مما يهدّدها بمعركة صعبة في الجولة الثانية المقرَّرة في الثالث من الشهر المُقبِل.
أطلقت قمة أعمال دول بريكس الأخيرة، التي احتضنتها قازان الروسية، جملةً من القضايا الواسعة والمتشعبة، وعند الحديث عن قمة رفيعة المستوى مثل قمة قازان نجد أنفسنا مجبَرين، إذا ما أردنا فهمها بشكلٍ عميق، أن نبحث لا فقط بالمخرجات الأساسية، بل أيضاً أن ننظر إلى كل ما جرى على هامش القمة، فالبيان الختامي والأوراق الأخرى العديدة الصادرة عن «بريكس» تركز على القضايا الأكثر عمومية، بينما يجري وراء الكواليس تقدم في عدد من المجالات الملموسة.
ما يزال التوصيف الذي أطلقه إنجلس حين قال: «الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية» صحيحاً تماماً في عصرنا هذا، ولكن مع تطوير هو أن الرأسمالية بأكملها قد تحولت إلى رئة حديدية صدئة؛ بحيث بات مشروعها الأساسي هو الحرب، وخلاصها الوحيد هو الحرب واستمرار الحرب.