توثيق «تطور» الموقف الأمريكي من وقف إطلاق النار ثلاثة محاور وثلاث مراحل... والجوهر هو نفسه (1/2)

توثيق «تطور» الموقف الأمريكي من وقف إطلاق النار ثلاثة محاور وثلاث مراحل... والجوهر هو نفسه (1/2)

تتبنى وسائل إعلامٍ عديدة حول العالم، بما فيها وسائل إعلام عربية، مقولةً مفادها، أنّ الولايات المتحدة تعمل حقاً على الوصول إلى وقف إطلاق نار على غزة، ولكنّ من يمانع ذلك هم «الإسرائيليون»، ونتنياهو خاصة. ولاستكمال هذه المقولة، يجتهد «المحللون» في إبراز التناقضات والتباينات بين نتنياهو وبايدن وبين السياسة «الإسرائيلية»، والسياسة الأمريكية.

ليس من الصعب الوقوف على حقيقة الأغراض السياسية وراء هذا النوع من المقولات، ولكنّ إبرازها، وتحييد الأوهام حول الأمريكي وسياساته، يتسم بأهمية خاصة في إدارة الصراع والنضال في المنطقة بأسرها، وفي توقع آفاقه ومآلاته.

في هذه المادة، سنحاول توثيق الموقف الأمريكي من حرب الإبادة الجماعية التي يخوضها الكيان ضد الشعب الفلسطيني بدعمٍ أمريكي مطلق، وخاصة في مسألة «الموقف من وقف إطلاق النار»، وذلك على ثلاثة محاور:

المحور الأول: التصريحات (وسنوثق فيه التصريحات الأمريكية بما يخص وقف إطلاق النار، وتحولات تلك التصريحات عبر الأشهر العشرة الماضية).

المحور الثاني: الموقف في الأمم المتحدة (وسنوثق فيه باختصار المواقف التي اتخذتها واشنطن في كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حول المسألة خلال هذه الفترة).

المحور الثالث: حزم المساعدات (وسنوثق فيه باختصار، حزم المساعدات العسكرية وغير العسكرية التي خصصتها واشنطن للكيان خلال هذه الفترة).

في هذا العدد من قاسيون، سنغطي المحور الأول، وسنترك المحورين الثاني والثالث والخلاصات إلى العدد القادم...

أساس ضروري

قبل الانتقال إلى المحور الأول، لعله من المفيد وضع ما سيتم تقديمه ضمن المحاور الثلاثة في سياقٍ عامٍ واحد يسمح بقراءةٍ من زاوية أوسع للتصريحات والمواقف التي سنقتبسها. ولعل اقتباساً من افتتاحية قاسيون المنشورة قبل ثمانية أشهر، بعنوان «ما وراء غزة»، يمكنه أن يؤسس لهذا السياق:

«أهمّ استنتاج يمكن تثبيته بخصوص الإدارة الأمريكية للمعركة، هو أنّ المعركة المطلوبة أوسع بكثير من حدود قطاع غزة، ومن حدود فلسطين؛ وشعارات «لا لتوسيع الحرب» بالتوازي مع «لا لوقف إطلاق النار»، المقصود منها هو بالضبط: منع حرب مباشرة بين الكيان وعدة دول في المنطقة، بمقابل ضرورة توسيع الحرب على شكل فوضى شاملة تشمل الإقليم بأسره. تبدأ بشكل خاص من مصر، التي يجري تكثيف الضغوط حولها وداخلها من كل الجهات، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإعلامياً، ليتحول تفجيرها من الداخل إلى صاعق تفجير شاملٍ للمنطقة بأسرها، والتي من الواضح أنّ هدفها التالي مباشرة سيكون السعودية.

لكي تتضح الصورة أكثر، ينبغي القول: إنّ المدى الزمني للمخطط الأمريكي في تفجير كامل المنطقة، ليس محصوراً بأسابيع أو أشهر، بل يتطلب فعلياً عدة سنوات. والحرب على غزة، وعلى فلسطين، ضمن هذا المخطط، ليست الغاية النهائية، بل هي أداة في رفع الحرارة ورفع التناقضات في مجمل المنطقة، لتسهيل الوصول إلى الغاية: الفوضى الشاملة.

المخطط الأمريكي للفوضى الشاملة، بات واضحاً بخطوطه العامة على الأقل، بالنسبة للمتابعين المتعمقين، وسيغدو واضحاً للجميع في آجالٍ غير بعيدة، وحتى لو حصلت تهدئة بهذا القدر أو ذاك في فلسطين، فإنّ الأمريكي سيحرص على ألّا تصل إلى وقفٍ حقيقي شامل لإطلاق النار، وبطبيعة الحال ألّا تصل إلى حلٍ شامل للقضية الفلسطينية، التي بات الوصول إلى حلّها أهم إعلان ملموس غير بعيد عن الانهيار الشامل للمنظومة الأمريكية».

المحور الأول: التصريحات

يمكن تقسيم الشهور العشرة التي انقضت منذ 7 أكتوبر 2023 إلى ثلاث مراحل متمايزة من حيث منطوق الخطاب الرسمي الأمريكي بما يخص مسألة وقف إطلاق النار.

المرحلة الأولى:
تمتد منذ 7 أكتوبر وإلى 5 شهور تلت، حتى نهايات شباط 2024، وكان الأساسي في هذه المرحلة هو رفض واشنطن القاطع لأي حديث عن وقف إطلاق النار، بما في ذلك استخدامها للفيتو مرات متتالية ضد أي مشروع لوقف إطلاق النار على غزة.

فيما يلي بعض من أهم التصريحات الأمريكية الرسمية التي توثق هذه المرحلة:
مؤتمر صحفي مع منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي، 1 تشرين الثاني 2023، قال كيربي: «إن وقف إطلاق النار الآن ليس هو الحل الصحيح... نحن لا ندعم وقف إطلاق النار الآن. ولا نعتقد أن هذا هو الحل الصحيح. ولكننا لم نصل بعد إلى النقطة التي نعتقد أن وقف إطلاق النار العام هو النهج الصحيح».

إحاطة صحفية من منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي، 2 تشرين الثاني 2023، قال كيربي: «إننا لا ندعو إلى وقف إطلاق نار شامل في هذه المرحلة. وكما قلت في وقت سابق، فإننا نعتقد أن وقف إطلاق النار الشامل من شأنه أن يفيد حماس في توفير مساحة للتنفس والوقت لمواصلة التخطيط وتنفيذ الهجمات على الشعب الإسرائيلي... ولا يوجد أي تغيير في وجهة نظرنا الآن بأن وقف إطلاق النار ليس في مصلحة الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، التي تحاول حماية هؤلاء الناس. وهذا هو موقفنا».

مؤتمر صحفي هاتفي مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن «إسرائيل» وغزة، 4 تشرين الثاني 2023، عند السؤال حول رأي الإدارة بوقف إطلاق النار في غزة، ردّ مسؤول كبير في الإدارة: «في حالة قيام جماعة إرهابية باحتجاز 200 رهينة وقتل 1400 شخص والاختباء تحت الأنفاق، بما في ذلك القادة، فإن وقف إطلاق النار ليس الكلمة المناسبة – الكلمة التي ينبغي استخدامها. ولكن الحديث عن فترات توقف مؤقتة لضمان إطلاق سراح الرهائن... لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى حيث ينبغي لها أن تكون، ولضمان تمكن المدنيين من التحرك بعيداً عن الأذى، وخاصة في الجزء الشمالي من غزة، حيث ينبغي للناس أن يتحركوا... أعتقد أن وقف إطلاق النار يعتمد على شعور الإسرائيليين بالأمن، وضمان عدم حدوث شيء كهذا مرة أخرى».

تصريحات وزير الخارجية بلينكن للإعلام خلال زيارة له إلى العراق، 5 تشرين الثاني 2023: «أعتقد أن الجميع سيرحبون بالهدن الإنسانية. ولا شك في ذلك. ومن الواضح أن هناك وجهات نظر مختلفة، بما في ذلك بشأن مسألة وقف إطلاق النار».

تصريح الرئيس بايدن، 9 تشرين الثاني 2023، عند سؤاله: «ما هي فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة؟»، أجاب: «لا يوجد. لا يوجد احتمال». وعند سؤاله: «هل هناك أي تحديث بشأن إخراج الرهائن؟»، قال: «ما زلنا متفائلين... ولن نتوقف حتى نتمكن من إخراجهم».

مؤتمر صحفي لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، 6 كانون الأول 2023: «إننا لا نؤيد وقف إطلاق النار في الوقت الحالي. وأعتقد أنه من المهم أن نتحدث قليلاً عما نعنيه. عندما نتحدث عن وقف إطلاق نار دائم، فهذه خطوة تتخذها قبل إنهاء الصراع. حيث يضع الطرفان أسلحتهما، وهي إشارة إلى أننا سندخل في نوع من المفاوضات لإنهاء الصراع. إننا لا نؤيد وقف إطلاق نار دائم في الوقت الحالي – وقف إطلاق نار من شأنه أن يفيد حماس، ويسمح لها بالوقت الكافي لإعادة التجهيز، وتجهيز الموارد، وإعادة التدريب، وإعادة التجمع لشن هجمات إضافية على الشعب الإسرائيلي. كما أنه من شأنه أن يبرر إلى حد كبير ما فعلته في السابع من تشرين الأول».

1187-19

المرحلتان الثانية والثالثة:
وتمتدان منذ نهاية شباط وحتى اليوم، وهما متداخلتان ومع ذلك يوجد بينهما تمايز طفيف؛ ففي الثانية، بدأ الحديث الأمريكي يزداد عن أن الوصول لوقف إطلاق نار (مؤقت) لإطلاق سراح «الرهائن» أي الأسرى «الإسرائيلين» هو أمر قابل للنقاش، ولكن المسؤولية الأولى والأخيرة في ذلك تقع على عاتق حماس، وهي الملامة أولاً وأخيراً في عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار. في المرحلة الثالثة، التي بدأت فعلياً مع ما سمي «صفقة بايدن» (نهاية الشهر الخامس)، التي لا يعرف هو نفسه، ولا يعرف أحد في العالم حتى الآن إذا ما كانت مقترحاً «إسرائيلياً» كما قال هو، أم هي مقترحه هو لوقف إطلاق النار، ناهيك عن أنّ لا أحد يعرف ما هي تفاصيل هذا المقترح، وما الجديد فيه مقارنة بما تم طرحه في مفاوضات عديدة سابقة خلال الأشهر العشرة الماضية. نقول: إنّه في المرحلة الثالثة، ومع استمرار الخطاب الأمريكي في إلقاء اللوم والمسؤولية على حماس في عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار، إلا أنه بدأ ينتقد بعض المسؤولين «الإسرائيليين»، أمثال سموترش مثلاً، ومحملاً إياهم جزءاً من المسؤولية، علماً أنّ سموتريش نفسه لم يقل شيئاً مختلفاً عما سبق أن أصر عليه كيربي وبلينكين وبايدن طوال الأشهر الماضية بما يخص وقف إطلاق النار...

فيما يلي توثيق لأهم التصريحات الأمريكية الرسمية خلال هاتين المرحلتين:

مؤتمر صحفي لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، 20 شباط 2024، قال كيربي: «نحن الآن، مرة أخرى، نخوض مفاوضات حساسة للغاية نأمل أن تؤتي ثمارها قريباً حتى نتمكن من إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، والحصول على وقف طويل الأمد لإطلاق النار... ما زلنا لا نعتقد أن وقف إطلاق النار العام، أي وقف إطلاق النار الدائم، هو الوقت المناسب لذلك – وقف إطلاق النار الذي يترك حماس في السيطرة ويخفف عنها أي مسؤولية عن إطلاق سراح الرهائن».

مقابلة مع وزير الخارجية بلينكن، 28 شباط 2024، رداً على السؤال: «هذا الأسبوع، اقترح الرئيس بايدن أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا تحت سيطرة حماس قد يحدث في نهاية هذا الأسبوع. هل هناك شروط لذلك؟»، قال بلينكن: «لقد أحرزنا تقدماً حقيقياً في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وهذا من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تمديد وقف إطلاق النار الإنساني، وهو ما سيكون أفضل كثيراً لشعب غزة. وأعتقد، كما قال الرئيس: إننا أحرزنا تقدماً حقيقياً في هذا الصدد... ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى الاتفاق في النهاية يعتمد في نهاية المطاف على حماس، وما إذا كانت مستعدة لاتخاذ القرارات اللازمة لإبرام الاتفاق».

تصريحات الرئيس بايدن، 5 آذار 2024، رداً على السؤال: «ما مدى قربنا من وقف إطلاق النار؟»، يقول بايدن: «إن الأمر في أيدي حماس الآن. والإسرائيليون متعاونون. وهناك عرض منطقي مطروح. ولا نعرف ما الذي سنفعله. وسنعرف بعد بضعة أيام ما إذا كان ذلك سيحدث. ولكننا في حاجة إلى وقف إطلاق النار».

مؤتمر صحفي لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، 25 آذار 2024، قال كيربي: «لقد كنا ثابتين جداً في دعمنا لوقف إطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن... وجهة نظرنا هي أن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن يأتيان معاً».

مؤتمر صحفي لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، 8 نيسان 2024، قال كيربي: «ليس لدي أي تعليق على التقرير الذي يزعم أن إيران ستمتنع عن الرد إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. بصراحة، إذا كانت إيران راغبة في وقف إطلاق النار في غزة، فيتعين عليها أن تبذل قصارى جهدها للضغط على حماس لقبول الصفقة المطروحة على الطاولة، وقبول الاقتراح الذي تم التوصل إليه في نهاية هذا الأسبوع، إذا كان هذا هو ما تريده حقاً. نحن أيضاً نريد وقف إطلاق النار. يمكنهم الضغط على حماس... نحن نريد وقف إطلاق النار... ولكن إذا كانت إيران جادة بشأن وقف إطلاق النار، فسوف تستخدم نفوذها لدى حماس للضغط عليها من أجل الحصول على رد إيجابي على هذا الاقتراح».

مؤتمر صحفي لوزير الخارجية بلينكن في إيطاليا على هامش اجتماع G7، 19 نيسان 2024، «ركزنا على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن. ومن شأن وقف إطلاق النار هذا أن يسهل التوسع الهائل في المساعدات الإنسانية. كما سيسمح لسكان غزة بالعودة إلى الشمال، أولئك الذين نزحوا من الشمال. والشيء الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس. فقد رفضت حماس المقترحات السخية من إسرائيل. ويبدو أنها مهتمة بصراع إقليمي أكثر من اهتمامها بوقف إطلاق النار، الذي من شأنه أن يحسن حياة الشعب الفلسطيني على الفور. وهي تواصل تحريك أعمدة المرمى، والعالم يحتاج إلى أن يعرف ويفهم مرة أخرى، أن الشيء الوحيد الذي يقف بين وقف إطلاق النار وشعب غزة هو حماس».

تصريح الرئيس بايدن، 21 نيسان 2024، يقول: «إن إدارتي تعمل على مدار الساعة لتحرير الرهائن، ولن نرتاح حتى نعيدهم إلى ديارهم. كما نعمل على إرساء وقف إطلاق نار فوري ومطوّل في غزة، كجزء من صفقة لإطلاق سراح الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها المدنيون الفلسطينيون بشدة».

1187-14

تصريحات الرئيس بايدن بشأن الشرق الأوسط، 31 أيار 2024: «على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان المفاوضون المكلفون من قبلي في السياسة الخارجية وأجهزة الاستخبارات وغيرهم يركزون بلا هوادة، ليس فقط على وقف إطلاق النار الذي سيكون حتماً هشاً ومؤقتاً، بل وأيضاً على نهاية متينة للحرب. كان هذا هو التركيز: نهاية متينة لهذه الحرب، تعيد كل الرهائن إلى ديارهم، وتضمن أمن إسرائيل، وتخلق «اليوم التالي» الأفضل في غزة بدون حماس في السلطة، ويمهد الطريق لتسوية سياسية، توفر مستقبلاً أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء... لقد عرضت إسرائيل اقتراحاً جديداً شاملاً، وهو عبارة عن خريطة طريق تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح جميع الرهائن... إن الشعب الإسرائيلي لا بد وأن يدرك أنه قادر على تقديم هذا العرض دون أي مخاطرة أخرى على أمنه، وذلك لأنه نجح في تدمير قوات حماس على مدى الأشهر الثمانية الماضية. وفي هذه المرحلة لم تعد حماس قادرة على تنفيذ عملية 7 أكتوبر مرة أخرى، والتي تعد أحد الأهداف الرئيسية للإسرائيليين في هذه الحرب، وهي في الحقيقة هدف مشروع. وأنا أعلم أن هناك من في إسرائيل من لن يوافق على هذه الخطة، وسوف يدعو إلى استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى. وبعض هؤلاء – بل إن بعضهم من أعضاء الائتلاف الحكومي. ولقد أوضحوا الأمر بوضوح: إنهم يريدون احتلال غزة، ويريدون الاستمرار في القتال لسنوات، ولا يشكل الرهائن أولوية بالنسبة لهم. ولقد حثثت القيادة في إسرائيل على دعم هذه الصفقة، على الرغم من أي ضغوط قد تأتي... وبمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، فإن هذا من شأنه أن يفتح الباب أمام إمكانية تحقيق قدر أعظم من التقدم، بما في ذلك – بما في ذلك الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان... وهذه لحظة حاسمة حقاً. فقد قدمت إسرائيل اقتراحها. وتقول حماس: إنها تريد وقف إطلاق النار. وهذه الصفقة تشكل فرصة لإثبات ما إذا كانت تعني ما تقوله حقاً. حماس بحاجة إلى قبول الصفقة».

مؤتمر صحفي لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، 3 حزيران 2024، قال كيربي: «لقد تحدث الرئيس مرات عديدة عن حق ومسؤولية الإسرائيليين في القضاء على التهديد الذي تشكله حماس عبر حدودهم. ولم يتغير شيء في هذا الصدد. وكان الغرض من الخطاب هو عرض تفاصيل هذا الاقتراح الأخير للإفراج عن الرهائن، ووقف إطلاق النار، وإمكانية إنهاء الأعمال العدائية على المدى البعيد... وأود أن أشير إلى التعليقات التي أدلى بها زعماء حماس أنفسهم يوم الجمعة، والتي كانت مفادها أنهم استقبلوا خطاب الرئيس بطريقة إيجابية. والآن حصلوا على هذا الاقتراح؛ لقد حصلوا عليه مساء الخميس. ونحن ننتظر رداً رسمياً منهم. وينبغي لهم أن يقبلوا الصفقة. وهذا يمنحهم ما كانوا يبحثون عنه، وهو وقف إطلاق النار، وعلى مدى الوقت، وعلى مراحل، الانسحاب المحتمل للقوات الإسرائيلية من غزة».

تصريحات وزير الخارجية بلينكن للإعلام خلال زيارة له إلى مصر، 10 حزيران 2024: «رسالتي إلى الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة، وإلى الشعوب في مختلف أنحاء المنطقة هي: إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار، فاضغطوا على حماس لتقول نعم».

تصريحات وزير الخارجية بلينكن للإعلام خلال زيارة له إلى الكيان، 11 حزيران 2024: «إن الأمر متروك لحماس للمضي قدماً في هذا الاقتراح. ومن الواضح تماماً ما يريد المجتمع الدولي بأكمله أن يراه... وهو أيضاً ما يحتاج إليه شعب غزة بشدة. إننا نمتلك احتمالات التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والمضي قدماً نحو وقف دائم لإطلاق النار، وسوف يخفف ذلك من معاناة أهل غزة إلى حد كبير... إن الاقتراح يجلب وقفاً فورياً لإطلاق النار، ويلزم الأطراف بالتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار. وسوف تكون هذه عملية مفاوضات، ولكن الالتزام بالموافقة على الاقتراح هو السعي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ولكن هذا لا بد وأن يتم التفاوض عليه. وما دامت هذه المفاوضات مستمرة فإن وقف إطلاق النار الذي سوف يتم تطبيقه على الفور سوف يظل قائماً، وهو أمر مفيد للجميع بلا أدنى شك. وبعد ذلك سوف يتعين علينا أن ننتظر ونرى، ولكننا لن نصل إلى المرحلة الثانية، إلى وقف دائم لإطلاق النار، ما لم نبدأ بالمرحلة الأولى. ومن هنا تبدأ العملية».

كلمة مستشار الأمن القومي في مؤتمر هرتسليا في «إسرائيل»، 24 حزيران 2024: «الآن، كما قال الرئيس بايدن، نعلم أن هناك بعض الأشخاص في إسرائيل لا يؤيدون هذا الاقتراح، ويعارضون وقف إطلاق النار، حتى لو كان ذلك يعني عدم إعطاء الأولوية لإطلاق سراح الرهائن. نحن نختلف بشدة... لكي نكون واضحين، نرفض تماماً الربط بين إيران وحزب الله بين القتال المستمر في الشمال ووقف إطلاق النار في غزة. نعتقد أن خفض التصعيد ممكن وضروري الآن، وهذا ما نعمل من أجله. لكننا نعلم أيضاً أن وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن من شأنه أن يضغط على حزب الله لإنهاء هجماته المتهورة عبر الحدود – مما يساعد في تقليل خطر التصعيد في الشمال. كما أن وقف إطلاق النار المستدام في غزة من شأنه أن يقلل من خطر التصعيد على جبهات أخرى».

تصريحات نائبة الرئيس هاريس عقب اجتماعها مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، 25 تموز 2024، تقول: «بفضل قيادة رئيسنا جو بايدن، هناك اتفاق على الطاولة لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن. ومن المهم أن نتذكر ما ينطوي عليه الاتفاق... دعونا ننجز الاتفاق حتى نتمكن من التوصل إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب. دعونا نعيد الرهائن إلى ديارهم. دعونا نقدم الإغاثة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني بشدة».

بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم وزير الخارجية بشأن مكالمة بلينكن مع وزير الدفاع «الإسرائيلي» غالانت، 9 آب 2024: «أكد الوزير على الحاجة الملحة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، من شأنه أن يضمن إطلاق سراح الرهائن، ويسمح بزيادة المساعدات الإنسانية، ويخلق الظروف المواتية لاستقرار إقليمي أوسع. كما أكد على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للأسر الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها».

تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت بشأن الضربة «الإسرائيلية» على مدرسة في غزة يوم 10 آب 2024، قال فيه: «إننا نحزن على كل مدني فلسطيني فقدناه في هذا الصراع، بما في ذلك الأطفال، ولا يزال الكثير من المدنيين يُقتلون ويُصابون. وهذا يؤكد على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن، وهو ما نواصل العمل بلا كلل لتحقيقه».

مؤتمر صحفي لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي، 10 آب 2024، «ما أود قوله هو: إننا كنا في محادثات مستمرة في المنطقة مع نظرائنا، وكان لدينا بالتأكيد القدرة على نقل الرسائل، كما فعلنا في الماضي، إلى طهران حول ما نحاول تحقيقه هنا، وما هو مهم أن نراه، ومدى رغبتنا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذا وتهدئة التوترات». وحول تصريحات وزير مالية الكيان الأخيرة، قال كيربي: «لقد رأينا بعض التصريحات الصادرة عن بعض الأوساط في إسرائيل، خلال الأيام الأخيرة، تهاجم الاتفاق. وأود فقط أن أؤكد على مدى خطأ هذه التصريحات، ليس فقط من حيث الجوهر، بل وأيضاً من حيث تعريض حياة الرهائن للخطر وتعارضها مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل. إن بعض المنتقدين، مثل: السيد سموتريتش، على سبيل المثال، زعموا أن صفقة الرهائن تمثل استسلاماً لحماس أو أن الرهائن لا ينبغي أن يتم تبادلهم بالسجناء. ويقترح السيد سموتريتش في الأساس أن الحرب لا بد وأن تستمر إلى أجل غير مسمى، دون توقف، ودون أن يكون لحياة الرهائن أي أهمية حقيقية على الإطلاق. ولكن حججه خاطئة تماماً. فهي تضلل الرأي العام الإسرائيلي... وبعبارة بسيطة، فإن الآراء المتخذة ضد هذا الاتفاق، والآراء التي عبر عنها السيد سموتريتش على وجه التحديد، من شأنها في الواقع أن تضحي بحياة الرهائن الإسرائيليين، ومواطنيه، والرهائن الأمريكيين أيضاً، وتتعارض مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل في هذه المرحلة الحرجة من الحرب... سيواصل الرئيس بايدن القيام بما هو صحيح. فهو يدعم إسرائيل ضد إيران والمجموعات التابعة لها. وهو يدعم إسرائيل في هذا الاتفاق. ولن يسمح للمتطرفين بإخراج الأمور عن مسارها، بما في ذلك المتطرفون في إسرائيل الذين يوجهون هذه الاتهامات السخيفة ضد الاتفاق. إنه الاتفاق الصحيح في الوقت المناسب».

وفق مقالة نشرها موقع «ذا ناشيونال» في 7 آب 2024، قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن: «إن المفاوضات لإنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة دخلت «المرحلة النهائية» ... وقد وصلت المفاوضات الآن إلى المرحلة النهائية، واتفق بايدن والسيسي وتميم على ضرورة إنهاء هذه العملية على وجه السرعة»، وأضاف بلينكن: «من الأهمية بمكان أن تعمل جميع الأطراف على الانتهاء من الاتفاق في أقرب وقت ممكن... ونواصل العمل بشكل مكثف لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط ومنع انتشار الصراع... هذه هي اللحظة الحاسمة للمنطقة».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1187
آخر تعديل على الإثنين, 12 آب/أغسطس 2024 12:48