قضايا الشرق .. «إسرائيل» لا تتجه إلى الهاوية بل هي هناك!

قضايا الشرق .. «إسرائيل» لا تتجه إلى الهاوية بل هي هناك!

انتشر في الأجواء مؤخراً مزاجٌ سلبي بعد الضربات التي نفذها الكيان سواء في غزّة أو في لبنان أو في إيران، وإن كانت خسارة قياديين مهمين في صفوف المقاومة تعد خسارةً حقيقيةً، إلا أنّها لا تغير في واقع تراجع الكيان والولايات المتحدة واضطراب صفوفهم!

استشهاد هنية، وشكر، وقائد القوة العسكرية لحماس في مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا سامر الحاج وغيرهم هو نتيجة متوقعة، وخصوصاً في حالة الاشتباك المباشر مع العدو، ولا يتوقّع أي قيادي في فصائل المقاومة أي مصير آخر، ومع ذلك لا يثنيهم هذا الخطر عمّا يفعلون، بل يزيدهم إصراراً وثباتاً في هذه المعركة المقدّسة.

وبالرغم من خسارة هذه الشخصيات، تبدو الفرصة ملائمة لتوضيح بضع مسائل، الأولى: هي أن الظرف التاريخي والسياسي العام يجعل من منظمات المقاومة مغناطيساً لخيرة شباب المنطقة وطاقاتها، وبالتالي لا تعاني المقاومة من مشكلة طويلة الأمد في ترميم صفوفها وتجديدها، وكانت قادرة، كما أثبتت الوقائع، على زج قوى جديدة في الصراع، وهذا تحديداً ما يميز الفترة الراهنة، فهذه القوى تشهد مرحلة صعود حقيقية ،وهي أقدر من خصومها على إيجاد البدائل والتكيّف مع الظروف الجديدة، وبالتالي، تتمتع بنفس أطول في القتال، بينما يلهث الأمريكان والصهاينة لتعويض خسائرهم، حتى على أعلى المستويات، لتصبح الشخصيات الإشكالية خيارهم الوحيد، ما يعكس مستوىً كبيراً من الاضطراب في صفوفهم، ونقصاً في قواهم التي يحتاجونها إذا ما أرادوا الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.

المسألة الثانية والأهم: هي أن اللجوء لخيار الاغتيالات يعكس عجز الوسائل الأخرى، ويمكن من خلاله كسب الوقت لا أكثر، فلم تكن الرؤوس المخططة في واشنطن أو في تل أبيب واهمة، أن خطوات كهذه يمكن أن تقلب الميزان لصالحهم، وهم يدركون أن الهدف الوحيد منها هو تحقيق اهتزازات مؤقتة في صفوف خصومهم، ويستطيعون من خلالها رفع درج التوتر في منطقة باتت أكثر تحصيناً في وجه محاولات كهذه.

وفي سياق كهذا، يبدو متوقعاً أن يصل زعيم المعارضة في الكيان يائير لابيد لاستنتاج صحيح يقول: إن «إسرائيل» لا تتجه إلى الهاوية، بل في الهاوية فعلاً، وعندما يقدّر سياسيون بارزون تقديراً كهذا لا يجب أن نتوقّع منهم ومن داعميهم إلا أقسى درجات العنف والإجرام، وهو ما يحصل، لكنّه مؤشر على خلاصنا لا العكس!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1187
آخر تعديل على الثلاثاء, 13 آب/أغسطس 2024 11:00