خطر الكورونا ما زال ماثلاً فماذا نحن فاعلون؟
تتزايد تحذيرات وزارة الصحة ومديرياتها من الخيارات التي ما زالت مفتوحة أمام تزايد حالات الإصابة بمرض الكورونا، وما قد يترتب عليها من إجراءات وقائية قد تصل لتطبيق الحظر الجزئي أو الكلي مجدداً.
تتزايد تحذيرات وزارة الصحة ومديرياتها من الخيارات التي ما زالت مفتوحة أمام تزايد حالات الإصابة بمرض الكورونا، وما قد يترتب عليها من إجراءات وقائية قد تصل لتطبيق الحظر الجزئي أو الكلي مجدداً.
«وأخيراً امتلكنا وقت فراغٍ كافٍ لقراءة كل تلك الكتب التي كومناها في انتظار أن يسمح الوقت أو المزاج بقراءتها، شاهدنا بعضاً من تلك الأفلام التي كنا نلوم أنفسنا لأننا لم نشاهدها بعد. وأخيراً كان الوقت ملائماً لسماع ساعات وساعات من الموسيقى، والرجوع إلى بعض القصائد المنسية التي سبق وأدهشتنا في الماضي».
يبدو أنّ المرحلة الحالية والمقبلة أمام شعوب العالم التي تواجه كوفيد-19، قد بدأت بدفعهم نحو النضال من أجل الحياة بشكل مباشرٍ وحيّ، بسبب نتائج تفشي الوباء عالمياً، واستجابة الحكومات له، واضعة الأولوية للفيروس الآخر الأكثر فتكاً: الرأسمالية، بشكلٍ واضح.
«ربما يمكن تصنيع الأجزاء المكوِّنة لمخلوق، وتجميعها معاً، ومَنْحها دفء الحياة» – ماري شيللي في مقدمة الطبعة الثالثة لرائعتها «فرانكنشتاين، أو بروميثيوس العصر الحديث» 1818.
منذ الشهر الماضي أثار التصريح التلفزيوني للعالِم الفرنسي لوك مونتانييه، حول فرضية تصنيع فيروس كورونا المستجد، موجةً جديدة من هجوم متشدّدي الرأي السائد «المنشأ الطبيعي للفيروس» على «هراطقة مؤامرة تصنيع الفيروس»، مع أنّ المعطيات غير السرّية المتوافرة حتى الآن لا تسمح بَعدُ بحسمٍ قاطع لإحدى الفرضيتين. لكن المشكلة أنّ النفي الدوغمائي لفرضية المنشأ الاصطناعي وصل لدرجةِ أنّ بعض المجلّات «العِلميّة المُحكَّمة» سمحت بالترويج لأسطورة أنّ «ظهور أيّ عوامل ممرضة جديدة بشريّة الصنع هو أمرٌ مستحيل»!
تؤكد وزارة الصحة، ببياناتها وعبر موقعها وصفحتها الرسمية، على التباعد الاجتماعي وعلى إجراءات الحجر الطوعي، وكأنها لا تخاطب المواطنين فقط، بل وكأنها في تعارض مع توجهات الحكومة، التي كسرت كل هذه إجراءات العزل والوقائية والاحتراز من الوباء الخطير.
دولة تلو أخرى بدأت بالحجر طويل الأمد مع انتشار الفيروس وإصابة المزيد من الناس ووفاتهم. وكنتيجة للحجر والعزل الطويلين، ركدت الأنشطة الاقتصادية لتقترب من التوقف. أصدرت منظمة العمل الدولية تقريراً أشارت فيه إلى أنّ 25 مليون وظيفة ستتم خسارتها بسبب «صدمة-كورونا»، وبأنّ العمال سيخسرون عائدات بقيمة 3,4 مليار دولار في نهاية العام. كما أنّ الأمر قد يسوء مع استغلال قطاع العمال والشركات لصدمة-كورونا من أجل إعادة هيكلة عملياتها لتصبح أكثر «فاعلية» وأقل عمالاً. وكنتيجة لزمن طويل من البطالة والبطالة الجزئية، وكذلك عدم الاستقرار في سوق النفط، سينخفض معدل النمو العالمي إلى قرابة 1% وفقاً لصندوق النقد الدولي. وحتّى هذا الأمر سيعتمد في الحقيقة على النمو الصيني، والذي بالرغم من توقع ازدياده تبعاً لانحسار وإدارة انتشار وباء فيروس كورونا داخل الحدود الصينية. أسواق الأسهم من هانغ سينغ إلى وال ستريت شهدت خسارات هائلة، وقيمها المتضخمة تنهار بالفعل.
يخطط نشطاء من أربع قارات للنشاط، وينتخبون اللجنة التوجيهية، ويدعون للتضامن مع العمال الذين يخاطرون بحياتهم من أجلنا جميعاً.
فوق كل مآسي الشعب اليمني جراء الحرب من تشرد ودمار، وفوق الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اليمنيون، وصل إليهم الوباء الفيروسي كوفيد-19.
في خطوة أثارت جدلاً واستهجاناً داخل الولايات المتحدة الأمريكية، قامت سلطة علمية هي المعهد الوطني للصحة NIH، التابع لوزارة الصحة الأمريكية، بإصدار تحديث لدليله العلاجي لداء كوفيد-19 في 21 نيسان 2020 بتوصيات يمكن تلخيص جوهرها بجملة واحدة: لا ننصح بتطبيق أيٍّ من العلاجات التي أثبتت فائدتها لمعالجة هذا المرض!