الصورة عالمياً
اعتبر وزير الخارجية البوليفي، ديفيد تشوكيوانكا، أن الهيمنة الغربية قد زالت، وأن نهاية الإمبريالية الأمريكية اقتربت، محذراً من مغبة التدخل الأمريكي في فنزويلا بدليل ما تشهده ليبيا والعراق وأفغانستان.
اعتبر وزير الخارجية البوليفي، ديفيد تشوكيوانكا، أن الهيمنة الغربية قد زالت، وأن نهاية الإمبريالية الأمريكية اقتربت، محذراً من مغبة التدخل الأمريكي في فنزويلا بدليل ما تشهده ليبيا والعراق وأفغانستان.
فصل جديد من الأزمة السياسية التي تعصف بفنزويلا بدأ بعد إنهاء التصويت على اختيار جمعية تأسيسية في الـ30 من شهر تموز الماضي، بمشاركة 8 ملايين ناخب، ووصلت المشاركة إلى 41.53%، حيث رفضت المعارضة الفنزويلية اليمينية إجراء التصويت من أصله، ثم رفضت نتائجه ودعت مناصريها إلى التزام خيار الشارع لـ«الدفاع عن الديمقراطية، وحق تقرير المصير للشعب الفنزويلي»، معتبرة أن الرئيس نيكولاس مادورو «يخطو خطوات على طريق الديكتاتورية»...
لا شكّ بأنّ فنزويلا تمرّ بأزمة عميقة. يرسم مجموعة من الاشتراكيين في البلاد، الذين يدافعون عن إرث هوغو شافيز، صورة قاتمة للحياة اليومية هناك: «أنت بحاجة إلى تسعة عشر أجراً بحدّ أدنى لتغطية تكاليف سلّة الضروريات الأساسية. ويمكننا أن نضيف إلى ذلك: التضخم الذي يعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم، والطوابير التي لا نهاية لها، بسبب النقص الناجم عن التخزين، وإعادة بيع المضاربات، وانخفاض الإنتاج الزراعي الصناعي... كلّ هذا يخلق حالة من الفوضى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية غير المسبوقة في فنزويلا».
مع تعقد الأزمة الفنزويلية، واتساع رقعة المواجهات بين الحكومة والمعارضة اليمينية واتخاذها منحى خطيراً في الآونة الأخيرة، يكثر الحديث حول يد العون التي تقدمها روسيا إلى الحكومة الفنزويلية، لتخليص البلاد من احتمالات تعميم الفوضى، والمضي في حل هذه المسألة استناداً إلى منطق الحوار السياسي.
تستمر المواجهات في الشارع الفنزويلي منذ بداية نيسان الماضي، وأسفرت عن مقتل العشرات وجرح الآلاف كنتيجة لأزمة سياسية واقتصادية خانقة تهدد السلم الأهلي وتفتح المجال للاستثمار الخارجي في حالة الفوضى القائمة اليوم، وهو ما يضع الحكومة الحالية، في مواجهة تحديات ربما تكون الأكبر في تاريخها...
اتسعت دائرة الأزمة الفنزويلية بعد رفض المعارضة اليمينية دعوة البابا فرنسيس إلى الحوار مع الحكومة والرئيس نيكولاس مادورو في أيار الماضي، وكانت مناقشات الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة الفنزويلية قد انطلقت في تشرين أول لعام 2016.
اتهمت فنزويلا وبوليفيا على التوالي منظمة الدول الأمريكية (أواس) بنثر بذور الشقاق في أمريكا اللاتينية. وقال الرئيس البوليفي إيفو موراليس: إن الكتلة تنثر بذور الشقاق بين دولها الأعضاء الـ34 بدلاً من تعزيز التكامل الإقليمي والوحدة.
في الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، وفي اللحظة التي تتعمق آثار الأزمة الاقتصادية في فنزويلا، تحت تأثير حرب النفط، من المهم الإضاءة على واحد من المشاريع الاقتصادية-الاجتماعية التي أنجزت ويستكمل إنجازها حالياً، والتي جعلت فنزويلا واحدةً من الدول ذات المعدل الأسرع، في انتشال سكانها الفقراء من دائرة الفقر..
تعيش فنزويلا أزمة اقتصادية حادة، ناتجة عن انخفاض أسعار النفط في العامين الماضيين. وتعاني أيضاً من نقص حاد في المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، ونسبة كبيرة من التضخم وانخفاض إيرادات الميزانية، وقد وجدت المعارضة اليمينية فرصتها لتحميل الرئيس، نيكولاس مادورو، المسؤولية الكاملة عن الوضع الحالي، فهل هذا ما يحدث حقاً؟
بعد ثلاثة أيام من الانقلاب الرجعي المدعم أمريكياً في فنزويلا، أعاد الشعب قائده هوغو شاميز المنتخب ديمقراطياً إلى إلى سدة الرئاسة، بعد مظاهرات شعبية ضخمة عمت العاصمة كاركاس والمدن الأخرى، سقط خلالها أحد عشر قتيلاً وعدد كبير من الجرحى.