فنزويلا: واشنطن تسخِّن  «الحديقة الخلفية»
مالك موصللي مالك موصللي

فنزويلا: واشنطن تسخِّن «الحديقة الخلفية»

اتسعت دائرة الأزمة الفنزويلية بعد رفض المعارضة اليمينية دعوة البابا فرنسيس إلى الحوار مع الحكومة والرئيس نيكولاس مادورو في أيار الماضي، وكانت مناقشات الحوار السياسي بين السلطة والمعارضة الفنزويلية قد انطلقت في تشرين أول لعام 2016.

انطلقت المناقشات برعاية الفاتيكان والاتحاد الوطني لبلدان أمريكا الجنوبية «أوناسور»، ومن بينها رسالة البابا فرنسيس التي رفضها ائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية» المعارض شاكراً البابا «انشغاله الدائم بقضية الشعب الفنزويلي» وأنها ترفض استئناف الحوار في ظل الظروف الحالية!
تجميد الحوار وانقسام المعارضة
قامت المعارضة بتجميد الحوار مع الحكومة في كانون الأول 2016، متهمةً إياها بعدم تطبيق اتفاقات تم التوصل إليها، وهي اتفاقات متعلقة بجدول زمني للانتخابات العامة التي كانت من المفترض أن تجري في العام الحالي 2017، والإفراج عن معارضين.
كانت رسالة البابا تقول إن المعارضة منقسمة على نفسها، بينما نفى ائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية» وجود أي انقسام في المعارضة الفنزويلية. وحملت المعارضة الرئيس نيكولاس مادورو مسؤولية أعمال العنف والاضطرابات في البلاد.
وساطات من أجل الحوار
جاء في إعلان موحد من أجل الحوار لحل الأزمة الفنزويلية في أيار الماضي وقعته ثماني بلدان في أمريكا اللاتينية وهي الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستا ريكا وبيرو وباراغواي وأوروغواي: «نكرر أن العنف يجب أن يتوقف، وأن يتم احترام سيادة القانون بالكامل، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، واستعادة صلاحيات الجمعية الوطنية بالكامل، ووضع جدول زمني للانتخابات».
وقال مادورو عبر التلفزيون: «إذا قلت حواراً يلوذون بالفرار مذعورين، هم لا يريدون حواراً» متهماً المعارضة برفض أي نقاش.
في هذا السياق، بدأت روسيا بالدخول على خط الوساطة لحل الأزمة الفنزويلية. وفي اتصال بعد الدعوة الأمريكية إلى مناقشة الوضع الفنزويلي في مجلس الأمن نهاية أيار الماضي، بحث الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والفنزويلي، نيكولاس مادورو، العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن مستجدات الأزمة الفنزويلية.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا ستساعد فنزويلا على تطبيع الوضع الداخلي إذا طلبت كراكاس ذلك، وعلقت زاخاروفا على الدعوة الأمريكية لمناقشة الوضع الفنزويلي في مجلس الأمن بالقول إن الوضع في فنزويلا لا يهدد السلم والأمن الإقليميين. مؤكدة أن التدخل الخارجي يزيد من حدة الأزمة.
الوضع في فنزويلا
أكد وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير لوبيز، أن «المعارضة الفنزويلية تحوّل ولاية تاشيرا إلى حلب أخرى»، وأنها تسعى بدعم خارجي لتحويل فنزويلا إلى سورية جديدة، وكان الوزير الفنزويلي قد أمر بنقل 2000 جندي و600 من ضباط العمليات الخاصة إلى المناطق التي تشهد اضطرابات وأعمال عنف تضررت على إثرها البنية التحتية والمرافق العامة.
وعلى هذا النحو، اندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والمعارضة، وأعلنت الشرطة الفنزويلية ارتفاع عدد ضحايا المواجهة إلى 43 منذ بداية الاحتجاجات، كما أكدت نهب نحو 20 محلاً تجارياً، وإضرام النار في مبنيين للشرطة، ومهاجمة موقع للجيش في ولاية تاشيرا قرب الحدود مع كولومبيا.
وحول الإضرابات في فنزويلا قال نواب سابقون في البرلمان الفنزويلي، إن الولايات المتحدة تحاول تأجيج الأوضاع في فنزويلا، وإن المظاهرات التي تحدث في كاركاس، على سبيل المثال، تحدث بنسبة 10% من مجمل العاصمة الفنزويلية، وهذه المظاهرات تحدث في أماكن الأغنياء وبعض مناطق الطبقات المتوسطة، وهي لا تحدث في المناطق الشعبية التي تمثل غالبية الشعب الفنزويلي.
الولايات المتحدة والنفط
تفوقت فنزويلا على السعودية في الاحتياطي النفطي، فالرياض لديها 270 مليار برميل، بينما فنزويلا لديها 286 مليار برميل. وهنا يبرز دور الشركات النفطية الأمريكية من فنزويلا، والتي تلعب دوراً في تحريك المشهد السياسي في أمريكا اللاتينية.

لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تستورد 12% من حاجتها للنفط من فنزويلا، ويتنامى الشعور بالإحباط لدى الشركات النفطية الأمريكية لأن الرئيس الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، قرر تأميم عمليات استخراج النفط وتصدير النفط في فنزويلا، وهي العمليات التي كانت تقوم شركات أمريكية بإدارتها في السابق. وبالتالي، يسود شعور أمريكي عام بالعداء حيال حكومة مادورو كامتداد مفترض لما قبلها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
814