موسكو لا تترك كاراكاس نهباً لواشنطن

موسكو لا تترك كاراكاس نهباً لواشنطن

مع تعقد الأزمة الفنزويلية، واتساع رقعة المواجهات بين الحكومة والمعارضة اليمينية واتخاذها منحى خطيراً في الآونة الأخيرة، يكثر الحديث حول يد العون التي تقدمها روسيا إلى الحكومة الفنزويلية، لتخليص البلاد من احتمالات تعميم الفوضى، والمضي في حل هذه المسألة استناداً إلى منطق الحوار السياسي.

«طرد» الروس شركة «النفط البريطانية» من فنزويلا، وأقاموا مناورات بحرية عسكرية مشتركة في البحر الكاريبي، وفتحت الدبلوماسية الروسية طريقاً آخر لحل الازمات، ليس في فنزويلا وحدها، وإنما في كامل أمريكا اللاتينية.
الاتفاقيات العشر
2010- 2014
نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عام 2010 خبر توقيع كل من روسيا وفنزويلا 10 اتفاقيات للتعاون الاقتصادي العسكري، بعد لقاء جمع رئيسي البلدين في ذلك الحين ديمتري مدفيديف وهوغو تشافيز. من بينها اتفاقية لبناء محطة كهروذرية، وإنشاء واستغلال المحطة الكهروذرية في فنزويلا، إضافة إلى خطة العمل على تطوير الشراكة الروسية الفنزويلية، خلال أعوام 2010 و2014 واتفاقية التعاون بين الحكومتين.
كما وقعت كل من وزارة الطاقة الروسية، ووزارة النفط والطاقة الفنزويلية، مذكرة التفاهم حول دعم صفقة شراء شركة «تي إن كا بي بي» الروسية لأصول شركة «بريتيش بتروليوم» البريطانية في فنزويلا.
في ذلك الحين، قال مدفيديف في تصريحاته التي نقلتها قناة «روسيا اليوم»: أنه والرئيس الفنزويلي اتفقا على تطوير التعاون بين روسيا وفنزويلا في مجال التكنولوجيات، معتبراً أن المثال الساطع على ذلك الاتفاق، هو توقيع اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية. بينما شملت الاتفاقيات الأخرى قطاعات الغاز والطاقة والتجارة، حيث يتم تنفيذ المشاريع الرامية إلى استغلال الموارد الهيدروكربونية في وادي نهر أورينوكو، ووصلت مجمل قيمة الاستثمارات والمشاريع التي يجري تنفيذها إلى 20 مليار دولار.
أما في المجال العسكري: فقد بدء التعاون البطيء بتوريد دفعة دبابات جديدة إلى فنزويلا وجرى شحن 35 دبابة إلى فنزويلا، وتعين على اللجنة المشتركة بين وزارتي الدفاع أولاً: دراسة احتياجات الجيش الفنزويلي الذي يهتم بدعم الدفاع الجوي الوطني الذي عفا عليه الزمن من خلال الحصول على مقاتلات روسية من طراز ميغ 29 الحديثة، وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل S-300، أو التي تتجاوز نظام باتريوت الأمريكي، إضافة إلى حوامات قتالية جديدة. وكانت فنزويلا قد شاركت في مناورات بحرية عسكرية مع الروس منذ 2008 في البحر الكاريبي.
الدور الروسي
في الأزمة الفنزويلية
تبقي روسيا عيونها مفتوحة على الأزمة الفنزويلية، وقد دخلت الدبلوماسية الروسية على خط الأزمة مقدمة التفاوض، سبيلاً لحل الأزمة السياسية والاقتصادية المتفاقمة في البلاد لعدة أسباب|، ورافضة في الوقت نفسه التدخلات الخارجية الأمريكية في الشؤون الفنزويلية.
قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال شهر أيار الماضي، أن بلادها ستقدم المساعدة بالحجم الذي سيطلب منها، إذا كان الدور الروسي مطلوباً في تطبيع العمليات الداخلية في فنزويلا، وإذا ما طلبت كاراكاس ذلك. وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحفي: «الموقف الروسي بشأن حل الخلافات السياسية في فنزويلا يبقى ثابتاً، أنتم تعرفونه: إن إشعال النزاعات عبر استفزاز فوضى الشوارع والصدامات، هذا طريق مسدود سيؤدي للفوضى وإراقة الدماء ومآسي إنسانية جديدة».
تعليقات
من الإعلام الأمريكي
تنظر الولايات المتحدة بعين من الريبة إلى الدور الذي بدأت روسيا تلعبه في أمريكا اللاتينية، ومن بين ذلك، تطور العلاقات الاقتصادية والعسكرية التي جمعت الروس والفنزويليين.
مجلة فوربس الأمريكية التي تقوم بإحصاء الثروات ونشاط الشركات العالمية والمؤسسات المالية الكبرى، قد بدأت بالنواح والبكاء بسبب «الصعوبات الجارية في حصول الفنزويليين على معجون الأسنان»! وحّيت في الوقت نفسه ما أسمته «100 يوم من المقاومة ضد الاشتراكية في فنزويلا».
حملت إحدى مواد «فوربس» عنوان: لماذا يعتقد الفنزويليون أن الروس أصدقاء؟ وبدأت صحف أخرى بدق ناقوس الخطر بسبب وصول واردات فنزويلا من روسيا إلى نسبة 2. 8% منذ عام 2009 متضمنة الطائرات النفاثة التوربينية، وآلات توليد الكهرباء وغير ذلك.
وفي هذا السياق، بثت قناة ««Cnbc في شباط 2017 تقريراً يقول فيه: إن سبب الأزمة الفنزويلية هو النفط، وتعاون فنزويلا مع الروس والصينيين في هذا المجال، وهذا طبعاً جزء من سياسة الماكينة الإعلامية الغربية، التي تحاول إثارة التوترات والمخاوف حول الدور الذي تلعبه القوى الصاعدة في العالم، محاولة في ذلك، إنعاش القوة الأمريكية المتداعية في أجزاء واسعة من العالم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
819