ترافقت الصدامات العسكرية- وتحديداً ذات الطابع الاستراتيجي منها- بدرجةٍ من التضليل والخداع تاريخياً، فعند الحرب يظلّ التنبؤ بالخطوات التالية للأطراف الفاعلة مسألةً بالغة الصعوبة، لكن ما نعرفه يقيناً هو أن الاحتمالات مفتوحة في كل الاتجاهات، وهناك مؤشرات تدعم سيناريوهات متناقضة، لكن ذلك لا يُلغِ أهمية تقدير مواقف الأطراف المختلفة، فبغض النظر عن شكل تطور الأحداث، تظل أمامنا حقائق ثابتة لن تغيرها سخونة المشهد.
تشهد المنطقة منذ السابع من أكتوبر تحولات جذرية تتداخل فيها العوامل العسكرية والسياسية بشكل معقد، مما يُعيد تشكيل ملامح الإقليم بأكمله. يسعى الكيان الصهيوني، من خلال تنقله بين جبهات متعددة، إلى تحويل أزمته الوجودية إلى صراع إقليمي واسع، آملاً أن يجد في ذلك مخرجاً من مأزقه. ورغم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، تواصل المقاومة الفلسطينية فرض وجودها، محافظةً على قدرتها في تنفيذ ضربات نوعية، وكمائن مركبة، وعمليات قنص تستهدف ضباط وجنود الجيش الصهيوني.
بعد تبادل الضربات الصاروخية في نيسان وتشرين الأول 2024، وصلت «إسرائيل» وإيران في عام 2025 حافة الحرب. فمنذ فجر 13 حزيران، عندما اعتدت «إسرائيل» بغارات جوية ضخمة على إيران، تسارعت الأحداث لتخطو الأمور، ليس في إيران والمعتدي «إسرائيل» فقط، في مسارٍ يبدو شديد القتامة. لكن، بين كل هذا يمكن للمراقب أن يشهد حدوث «انعطافة كبرى» سبقت العدوان «الإسرائيلي»، ويبدو أنّها مستمرّة بزخم أكبر بعده.
تقترب الحرب المتصاعدة بين «إسرائيل» وإيران، من إتمام أسبوعها الأول، بعد أن بدأت باعتداء «إسرائيلي» واسع النطاق يوم الجمعة 13/حزيران/2025، بذريعة إنهاء المشروع النووي الإيراني.
أكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي ضرورة بقاء باب الدبلوماسية مفتوحا، على أن ترد إيران على الهجمات التي تعرضت لها من باب الدفاع عن نفسها، وستفعل ذلك.
وصفت عضو مجلس النواب الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز في منشور على صفحتها بمنصة "إكس" اليوم الأحد 22 حزيران، قرار الرئيس دونالد ترامب ضرب إيران دون موافقة الكونغرس بأنه "انتهاك جسيم للدستور، قد يشكل أساساً لعزله".
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صباح اليوم الأحد 22 حزيران، في بيانٍ له عقب استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للمنشآت النووية في إيران، عن قلقه البالغ إزاء استخدام القوة ضد إيران، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين.
اتهمت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال نشرته يوم السبت 21 حزيران، شرطة الكيان الصهيوني باستغلال حالة الطوارئ في البلاد "دون صلاحية قانونية" لمنع المظاهرات المناهضة للحكومة وللحرب مع إيران.
أعلن الناطق باسم عملية "الوعد الصادق3" انطلاق الموجة 20 من الرد الإيراني على "إسرائيل" صباح اليوم الأحد، والتي استهدفت: مطار "بن غوريون"، ومركز الأبحاث البيولوجية الصهيونية، وقواعد دعم النظام ومستويات مختلفة من مراكز السيطرة والقيادة.
ذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن رضا بهلوي النجل الأكبر لآخر شاه لإيران بدأ بالفعل عقد لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي لبحث خطة لمرحلة انتقالية في حال حدوث تغيير في السلطة الإيرانية.
