عودة لفلسطين
كالعادة، لقاءات وحوارات واتفــــاقات بين فتـــح وحمـــاس، ثم العودة إلى نقطة الصفر من جديد، وبلا فائدة ترتجى لقضية الشعب الفلسطيني، ولا نهاية لعذابه ومعاناته الفريدة.
كالعادة، لقاءات وحوارات واتفــــاقات بين فتـــح وحمـــاس، ثم العودة إلى نقطة الصفر من جديد، وبلا فائدة ترتجى لقضية الشعب الفلسطيني، ولا نهاية لعذابه ومعاناته الفريدة.
استعار أحد الأصدقاء شعار قناة ميلودي الشهير، وكتب من القاهرة «الفصائل الفلسطينية تتحدى الملل». أمكنني على الفور تخيل «المشهد الفندقي» الذي أوحى للصديق بهذه الاستعارة، فقد عاينته في فترة سابقة، حيث ينتشر أعضاء مكاتب سياسية، وقياديون كبار، وكوادر في مجموعات تتبادل السأم والشكوى، حتى لتتساءل أحيانا عن سبب وجودها هنا، بينما يدور «الطبخ» في مكان آخر، أو في غرف مغلقة بين بعض من ممثلي ما بات يعرف بالفصيلين الكبيرين، أي فتح وحماس. ثم يدعى البعض إلى ما يسمى جلسات عامة، لأخذ موافقة الأخرى: مباركة ما جرى الاتفاق أو التوافق عليه بين ممثلي فتح وحماس. وأحيانا يعلم الجالسون في البهو بما جرى من خلال وسائل الإعلام. ويحدث أن تجد قياديا فلسطينيا، لا يقل لقبه عن ست أو سبع كلمات مختليا بصحافي أو صحافية من أصحاب الحظوة، محاولا أن يعرف منه حقيقة ما يجري. فالفصيلان لا يجدان أي ضرورة، أو أهمية لإشراك الحلفاء في التداول، ناهيك عن أن يكونوا جزءا من اتخاذ القرار، بشأن أي ملف مهما بلغ حجمه.
جاء في الحديث: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين». ولكن السلطة الفلسطينية الحالية ـ كما يبدوـ لا تنوي أن تتعظ بالماضي القريب، بل رضيت أن تلدغ مرة أخرى من الجحر ذاته، وقبلت أن تلج درباً مسدوداً. لم يفض سابقاً إلى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني التي أكدتها القرارات الدولية وهي:
مرت في الثامن من شهر تموز الجاري الذكرى الثلاثون لاستشهاد المناضل والأديب الفلسطيني غسان كنفاني، عوسج فلسطين وبرتقالها الحزين..
ولدالشهيد عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين.. وكان عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وعرف كصحفي تقدمي جريء، وفنان مرهف الحس، وأديب يحمل أوجاع الوطن.. يحوك لفلسطين ثوباً يستر به للعروبة عورتها.. يعبئ الرصاص حبراً والقلم باروداً.
تتواصل طقوس التطبيع بعيداً عن روائح جثث الشهداء التي تعفنت لأيام طوال في شوارع مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، وبعيداً عن ايقاع المذابح والمجازر والدماء التي لا تزال طازجة.. يغني الشاب خالد (دي دي) فرحاً وبجانبه المغنية الاسرائيلية (نواه) التي ترقص وتتمايل وتتماوج، وبمصاحبة الموسيقي الفلسطيني نبيل.
انه وقت الاحتفال بانجاز المذبحة!!
أكدت العملية الفدائية المتقنة التي نفذها يوم 16 تموز الحالي، مقاتلون فلسطينيون قرب مستوطنة عمانويل، والعمليتان الاستشهاديتان في تل أبيب يو م17 تموز أن انتفاضة الشعب الفلسطيني لم تتوقف، وأنها ستستمر ما دام الاحتلال قائماً ومادامت حقوق الشعب الفلسطيني لم تتحقق في تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.
شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، يوم 23 تموز، ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، وفاخر بها المجرم شارون، والتي أسفرت عن سقوط 15 شهيداً و150 جريحاً، وسط أجواء من الحزن والغضب الشديدين على المعتدين الإسرائيليين، كما عبرت عن هول الكارثة التي حلت بحي الدرج في المدينة، بعدما حولته قنبلة تزن طناً، ألقتها طائرة من طراز إف 16 إلى كومة من الركام المختلط بأشلاء القتلى ودمائهم.
بعد خطاب عُرفت أهدافه مسبقاً، وأطيل في عمر انتظاره، وهو المتعلق برؤيته لتسوية أوضاع الشرق الأوسط، ووصف حتى لدى بعض الأوساط الإسرائيلية بأنه كتابة شارونية نطق بها بوش، عمل هذا الأخير على تحصيل دعم من شركائه في مجموعة الثمانية الملتئمة في كندا لرؤيته «الشرق أوسطية» القائمة على المزيد من الضغوط والإملاءات التعجيزية على الفلسطينيين وقياداتهم وحركاتهم المقاومة تحت لواء الانتفاضة الفلسطينية التي يراد وأدها أمريكياً وإسرائيلياً ضمن الهستيريا الأمريكية المسماة مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله…
ردت المقاومة الوطنية الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي المتواصل بسلسلة من الأعمال الفدائية وكالت له الصاع صاعين.
فقد هزت عمليتان استشهاديتان في مدينة القدس يومي 18 و19 من شهر حزيران الجاري الحكومة الإسرائيلية هزا ًعنيفاً وأعادتا الوضع إلى ما كان عليه قبل قيام إسرائيل بغزوها لأراضي الحكم الذاتي في أواخر شهر آذار المنصرم والتي أطلقت عليه اسم عملية «السور الواقي»، وقد أسفرت العمليتان عن مقتل 26 إسرائيلياً وأكثر من 100 جريح.
المقاومة هي الأبقى
ظن الإرهابي شارون أنه بغزوه لأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وقتل الناس بصورة بربرية، وهدم البيوت على ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ واعتقال آلاف الشباب واغتيال المناضلين الأشاوس، ظن بأنه قادر على سحق مقاومة هذا الشعب المكافح وكسر إرادته، وتحقيق الأمن والاستقرار الذي وعد به الإسرائيليين.