شفيق الحوت... فارس ترجل
هوى نجم ساطع من سماء الوطن. فقد غيب الموت قبل أيام قليلة «أبو هادر»، أحد الرجال/ القادة الشرفاء في الحركة الوطنية المعاصرة. في سيرته الذاتية التي تضمنها كتابه الأخير «بين الوطن والمنفى: من يافا بدأ المشوار» الصادر قبل عامين، يأخذنا «الأستاذ شفيق» في رحلة الحياة: من البدايات إلى الحلم القابل للتحقق. لم ينس ابن مدينة يافا، عروس الساحل العربي الفلسطيني، هدير بحرها، وعبير زهور حمضياتها، ولم تحمل سنوات الدم والجمر والرصاص، التي عاشها منذ البدايات مابين يافا التي اقتلع منها، واللجوء لبيروت- التي تمتد جذور عائلته في ترابها- سوى عبق تراب الوطن الذي ارتوى بدماء الشهداء، الذين كان دم شقيقه «جمال» الذي سقط عام 1948 وهو يقاوم تهويد فلسطين، سوى البوصلة التي حددت الهدف.