ماذا تقول ياصاحبي؟! الشعب أدرى..

"بعض مما سبق نشر  وما زال محتفظاً بصلاحيته"

إذا كان من الطبيعي أن يمتلك كل من الفنان والأديب حساً فنياً وأدبياً تنميه وتدعمه ثقافة ومتابعة جدية لكل ما يتعلق بالمجال الفني والأدبي، وأن يتمتع الرياضي باللياقة البدنية المطلوبة والتي يحققها الجهد والتدريب المستمر، وأن يوفر المقاتل وسائل القتال وأدواته مدعمة بالخبرة والإعداد ليصل إلى الجاهزية المرجوة ليقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن ورد أطماع الأعداء..
إذا كان كل ذلك من الأمور الطبيعية، فما هو المطلوب من المناضل الحزبي ليكون مناضلاً حقيقياً؟!
هذا التساؤل- على بساطته- يحمل عمقاً وبعداً لابد من تحديده والاتفاق عليه، كي نحكم بدقة ودون التباس على هذا أو ذاك من المناضلين الحقيقيين أو المدعين. ولا أظن أننا سنختلف على تحديد أهم تلك الصفات التي يجب أن يتمتع بها المناضل، وفي رأسها الإيمان بالمبدأ والهدف، وحب واحترام الشعب والوطن، والتعامل السليم مع الرفاق والأصدقاء والأهل والناس، واحترام العمل والوقت، والتواضع ونكران الذات، ونظافة اليد، والصدق الصدق مع الحزب والشعب، والسعي الدؤوب لتطوير مداركه وثقافته، وإعطاء المثل الحي الملموس بسلوكه ونشاطه وتفانيه، والتوافق بين القول والفعل.
وبكلمة أدق: حمل هموم الشعب في الوجدان والدفاع ببسالة عن حق الشعب في الحياة الحرة السعيدة.
هذه الصفات هي التي تعطي المناضل حقيقته.
وفي المقابل لن يكون مناضلاً كل من الكاذب والانتهازي والجبان والجاهل والمنافق واللص واللئيم والمتكبر والمعقد، مهما راوغ أو ناور حتى لو ملأ الدنيا تشدقاً وإدعاءً... وصياحاً!!
ولاشك أن الناس قادرون على التمييز والمعرفة..
وصدق من قال: الشعب أدرى بالرجال وحبهم/ شتان ما بين المناضل والوضيع.

قاسيون العدد 157 23 آب   2001