عرض العناصر حسب علامة : الأزمة الرأسمالية

الترابط بين الأزمات الرأسمالية

يظهر انفجار الأزمات الغذائية والاقتصادية والمالية في العام 2007-2008 إلى أي حدٍّ تترابط اقتصادات الكوكب. لحل هذه الأزمات، ينبغي معالجة الداء من جذوره.

11 أيلول: الإمبرياليّة ووهم الانقلاب التاريخيّ

اجتمع في فندق فيرمونت في سان فرانسيكو، أواخر أيلول عام 1995، خمسمائة من قادة العالم في مجالات السياسة والمال والاقتصاد بدعوة من المعهد الذي يترأسه ميخائيل غورباتشوف، والذي تبرّع بتكاليفه بعض الأثرياء الأميركيين (ربّما عرفاناً لخدماته في الاتحاد السوفياتي السابق). كان المطلوب من هذا الجمع «أن يبيّن معالم الطريق إلى القرن الحادي والعشرين، هذه الطريق التي ستفضي إلى حضارة جديدة».
في هذا المؤتمر الذي لم يكن للتسامح مع ضياع الوقت فيه أي مكان (5 دقائق للمتحدث، ودقيقتان للمداخل)، كانت النتيجة التي اختزل بها هؤلاء البراغماتيون المستقبل كالتالي: العددان 20 و80، ومصطلح Tittytainment.
بالنسبة إلى العددين، فهما يمثّلان حالة «العمل والبطالة» في المجتمع المستقبلي، حيث يعتقد المجتمعون أن نسبة «20% من السكان العاملين ستكفي في القرن القادم للحفاظ على نشاط الاقتصاد الدولي»، أما باقي الـ80% فهم سيواجهون «مشاكل عظيمة». ستكون المسألة بحسب أحد مدراء شركة «صن» (Sun) هي «إمّا أن تأكل أو أن تؤكل» (To Have Lunch Or To be Lunch).
أما بالنسبة للـ Tittytainment، فهو مصطلح طرحه زبغنيو بريجنسكي الأشهر من أن يعرف، وهو منحوت من كلمتي Entertainment أي تسلية، وtits، أي أثداء (إشارة إلى حليب المرضع). والـ Tittytainment هذه هي الخليط من «التسلية المخدرة والتغذية الكافية» التي بإمكانها «تهدئة خواطر سكان المعمورة المحبطين». وبإمكان المهتم مراجعة تفاصيل هذا المؤتمر الرهيب وأبعاده في الكتاب الهام «فخ العولمة: الاعتداء على الديموقراطية والرفاهية» (تأليف هانس بيتر ـــــ مارتن وهارالد شومان، ترجمة د. عدنان عباس علي، سلسلة عالم المعرفة، العدد 238).
ولكن ما علاقة كل ذلك بموضوعنا؟

كلف الحرب... السبب الخفي لأزمة التمويل العقاري الأميركي

ينشغل الأميركيون هذه الأيام سواء حيتان المضاربات أو أصحاب الدخل المحدود في أزمة القطاع العقاري في أمريكا، وهي أزمة جرَّت معظم بلدان العالم وراءها لاسيما تلك التي تتعامل مع الاقتصاد الأميركي بشكل واسع وسريع وحساس، أما البلدان التي تأثرت قليلاً فهي بلدان البورصات الأقل انفتاحاً على الأسواق المالية الغربية.

فقاعة العقارات تنفجر في لندن، فهل من مُعتبر؟

تشكل أزمة بنك «نورثرن روك» البريطاني مثالاً فاقعاً لمن أراد أن يعتبر من الاعتماد على فورة الأسواق العقارية ضمن نظام رأسمالي عولمي متضخم تحت تأثير العامل الأمريكي الضاغط والمأزوم في دولاره وأسواقه المالية والاستهلاكية والعقارية على حد سواء، مثلما هو الحال مع سياساته الحربية.

«نورثرن روك»، وهو خامس مؤسسة مصرفية بريطانية في قطاع الإقراض العقاري البريطاني، بات يعاني من أسوأ أزمة مالية يشهدها الاقتصاد البريطاني خلال العقد الحالي، وقد هوت أسهمه فجأة في التعاملات الصباحية الاثنين الماضي بنسبة بلغت حوالي 34 في المائة، مما زاد من الضغوط على إدارة البنك الذي سبق له أن أصدر تحذيراً من أنه يتوقع أن تتأثر الأرباح بالمشاكل الائتمانية التي تواجهها الصناعة المصرفية.

هل من متوهمين بعد؟

أسقط ديمقراطيو الكونغرس الأمريكي آخر أقنعة اختلافهم المفترض، والذي طالما روجوا له، مع جمهوريي إدارتهم، وكشفوا أن أنيابهم لا تقل طولاً وفتكاً عن خصومهم السياسيين في الداخل الأمريكي، وصوتوا معاً لصالح خطة «تعوض عن فشلهم في فرض سحب القوات، وتعد البديل الوحيد عن الفوضى في العراق في ضوء صعوبة تطبيق هذا السحب حالياً»، حسبما جاء في ترويجهم للخطة التي تتمثل ببساطة، وبكل ديمقراطية بـ: تقسيم العراق!

الافتتاحية المعركة بين التهوين والتهويل..

4تزداد أزمة الاقتصاد الأمريكي عمقاً واتساعاً، فالدولار يتراجع بشكل مستمر أمام العملات الأخرى وخاصة اليورو، كما أن أسعار النفط قد تجاوزت الثمانين دولاراً للبرميل، أما أسعار الذهب، التي تعتبر أحد مؤشرات الهروب من الدولار، فقد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، ويذكر المتابعون أن أجواء كهذه سادت قبل 11 أيلول 2001، وقبل غزو العراق في نيسان 2003. وفي كل الأحوال إذا كانت الضربات العسكرية هي مخرج لأزمة الرأسمالية الأمريكية فقد أثبتت التجربة أن هذا المخرج مؤقت، فهو إن حسَّن الوضع، ومنعه من الانهيار في حينه، إلا أنه لم ينعشه إلى تلك الدرجة التي تجعله يبتعد عن الخيارات العسكرية كحل لمشاكله لاحقاً.
واليوم يتكرر المشهد، والسؤال هو ليس: هل ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية للتصعيد العسكري، وإشعال نيران حرب جديدة؟؟ وإنما من أين ستبدأ هذه الحرب ومتى؟؟ وأصبح يتفق على ذلك الكثير من المختصين، والمتابعين، والمهتمين.

من سيملأ الفراغ الذي سينشأ عن الانحسار التدريجي للهيمنة الأمريكية؟ حميدي العبد الله لـ«قاسيون»: يجب الرِّهان على الشارع العربي لأنه هو من صنع المقاومة!

مع تفاقم الأزمة الكبرى للرأسمالية العالمية، الأمريكية منها على وجه الخصوص، بدأت تظهر على أطرافها، في الدول ذات الإمكانات الكبيرة في الشرق المرتبطة بها تاريخياً، مؤشرات أولية لمحاولة ملء الفراغ الذي راح ينشأ بشكل تدريجي بسبب انشغال المأزومين بأزمتهم وتراجع قدرتهم على التحكم بالشكل السابق.. ولعل هذا أبرز ما يطبع السياسات الجديدة لكل من السعودية وتركيا في الوقت الحاضر.. هل توافقون على هذا التحليل، وما هي سقوفه استراتيجياً؟

الافتتاحية: ما بني على خطأ فهو خطأ..

الأعمال تقاس بنتائجها، وليس بشعاراتها التي تعلنها عن نفسها.. وينطبق هذا المنطق على الخطة الخمسية العاشرة التي وعدت بأنهار الحليب والعسل، فأتت النتائج عكس التمنيات.. فأرقام الفقر والبطالة التي وُعدنا بتخفيضها ارتفعت، وأرقام النمو المأمول لم تتحقق، وهذه الأرقام نفسها لو احتسبت على أساس قطاعات الإنتاج السلعي حصراً لكانت النتائج أسوأ وسلبية بالمطلق.

هل من مخرج.. ما هو؟

تتالت في الأسابيع القليلة الماضية تصريحات مسؤولين هامِّين في المراكز الرأسمالية العالمية تحذّر من مخاطر تطور الأزمة العالمية الحالية، وصولاً إلى خطر اندلاع نزاعات مسلحة.. وهذه التصريحات لا يمكن الأخذ بها على أنها تهويل، على الأقل لأن الاتجاه العام لهذا النوع من التصريحات كان حتى الآن هو التقليل والتخفيف والتهوين من واقع الحال الحقيقي، فهم لم يعترفوا بالأزمة إلا بعد زمن من اندلاعها، وحين اعترفوا بها عَدُّوها عابرة، في وقت كانت فيه قد أصبحت عميقة ولا عودة عنها، وحين اعترفوا بعد ذلك بجديتها وطولها الزمني عدّوها مالية بحتة، في حين أنها كانت قد انتقلت إلى العصب الحقيقي، ألا وهو فروع الإنتاج المادي-السلعي، وأخيراً، حين اعترفوا بإصابة الاقتصاد الحقيقي بها، كانت هذه الإصابة قد وصلت كل العالم ولفّته، مع بروز تقديرات جديدة تقول بانكماش الاقتصاد العالمي وتراجعه خلال هذا العام بالمقارنة مع العام السابق، وذلك لأول مرة منذ نهاية الحرب في 1945.

«انتظروا.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستفعل المستحيل..!»

تكاد لا تخلو مقالة صحفية أو تصريح سياسي صادر عن أحد الكتاب أو السياسيين الدائرين في فلك واشنطن، من الغمز، بهذا الشكل أو ذاك، إلى أننا أمام «انقلاب مفاجئ» في اللوحة الدولية، أو في التوازنات التي تحكم المشهد العالمي، تحت تأثير العنوان العريض: «الانتخابات الرئاسية الأمريكية».