عرض العناصر حسب علامة : فلسطين المحتلة

الشتاء... ومواجهة أخرى

«أطفال حفاة الأقدام يسبحون في برك موحلة، بينما تحاول مجموعة من الشبان والنساء إعادة تثبيت الخيام التي تناثرت في الشوارع وعلى الشواطئ جرّاء العاصفة، وحيث اجتاحت أمواج من مياه البحر عدداً منها». هكذا وصف أحد التقارير الإعلامية حال الغزاويين في مواجهة أول عاصفة في هذا الشتاء.

غزة على حافة الهاوية: وقف النار وهمٌ تُعيد «إسرائيل» تفجيره يومياً

رغم سريان «اتفاق وقف إطلاق النار» في 10 تشرين الأول 2025 بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، لا تزال غزة تشهد تصعيداً ميدانياً ممنهجاً. فالهدنة، التي قدّمتها الإدارة الأمريكية كــ «إنجاز دبلوماسي» للرئيس دونالد ترامب، باتت تُستخدم كغطاء لاستمرار الاعتداءات اليومية على المدنيين، ولتنفيذ مخطّط تهجيري طويل الأمد. فالهدف الاستراتيجي لـ«إسرائيل» لم يعد خافياً: تفريغ قطاع غزة من سكانه، وفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وإنهاء الملف الفلسطيني بشكل نهائي، وهو ما يُعلن عنه علناً كبار المسؤولين في «إسرائيل»، من وزراء وقادة أمنيين.

قانون إعدام الأسرى وأزمة الكيان البنيويَّة stars

أقرَّت لجنة الأمن القوميِّ في الكنيست مشروع "قانون عقوبة الإعدام للقتلة الوطنيِّين"، الذي يسعى إلى فرض عقوبة الإعدام إلزاميًّا على الفلسطينيِّين المدانين بقتل إسرائيليِّين بدافعٍ "قوميٍّ"، وصُوِّت عليه بقراءة أولى في 10/نوفمبر/2025، وما يزال بحاجةٍ إلى اجتياز القراءتين الثانية والثالثة ليصبح قانونًا نافذًا. نطاق تطبيق القانون يستهدف من يُدان بقتل إسرائيلي "بدافع عنصري أو كراهية وبهدف الإضرار بإسرائيل"، وهو ما تصفه منظَّمة العفو الدوليَّة بأنَّه موجَّهٌ حصرًا ضدَّ الفلسطينيِّين.

بي بي سي بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة: استقالات تاريخية وكشف تحيزات stars

  مقدمة: زلزال يستهدف أقوى مؤسسة إعلامية في بريطانيا

في مشهدٍ يندر أن تتكرر حوادثه في تاريخ الإعلام العالمي، أعلن كل من "تيم ديفي" المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، و"ديبورا تيرنِس" الرئيسة التنفيذية للأخبار، استقالتهما في التاسع من تشرين الثاني 2025، وسط عاصفة من الانتقادات تطال أحد أهم برامج الشبكة وأعرقها. لقد جاءت هذه الاستقالات المزدوجة بعد أيام من الكشف عن "تعديل مضلل" في خطاب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وثائقي أنتجه برنامج "بانوراما" قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

تسونامي الهجرة العكسية من «إسرائيل» كمؤشّر على أزمتها الوجودية stars

تشهد «إسرائيل» موجة غير مسبوقة من الهجرة العكسية ما تزال مستمرّة حتى اليوم بتسارع خاص منذ حرب السابع من أكتوبر 2023 على غزة. حيث يغادرها آلاف المستوطنين متجهين إلى الخارج. وهي ظاهرة لم تعد مجرد مؤشر على أزمة اجتماعية عابرة، بل تحولت إلى تهديد استراتيجي حقيقي للكيان الصهيوني، في ظل تراكم الإخفاقات الأمنية والسياسية والعواقب الاقتصادية، وتراجع المكانة الدولية للكيان الذي يعاني من انفضاح غير مسبوق لجرائمه وتضامنٍ تاريخي غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كيف يمكن لواشنطن أن تتعامل مع تل أبيب الآن؟!

لا يزال الاتفاق الأخير في غزّة يواجه عقبات يومية، وخصوصاً مع الخلافات التي تظهر على السطح مع كل خطوة جديدة، ويجري كل ذلك مع تكرار الخروقات "الإسرائيلية" لكن وعلى الرغم من أن الاتفاق لا يزال هشاً تظهر أمامنا جملة من المعطيات المهمة.

المواجهة الدولية ومستقبل اتفاق غزّة

تتجه الأنظار بكثافة إلى التطورات المتسارعة في القطاع؛ فرغم كل المسائل المتعلقة بسير الاتفاق الأخير والعقبات الحقيقة التي تواجهه، يظهر أن خيارات «إسرائيل» والولايات المتحدة تضيق، وهو ما يفسر أن ما جرى تنفيذه من الاتفاق كان خياراً إجبارياً ومؤشراً على حجم الأزمة، ويَفترض أن المرحلة القادمة ستكون أصعب؛ فالخيارات المطروحة على الطاولة بما فيها استئناف الحرب لن تكون سهلة، وتحديداً إذا ما نظرنا إلى المشهد الدولي والجبهات المشتعلة فيه.

حان وقت انهيار «إسرائيل» من الداخل

قال ريتشارد وولف في محاضرته الأخيرة: «حين تتقاطع التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في نظامٍ واحد، فإن التاريخ لا يُعيد الأمور إلى نصابها، بل يُعيد صياغتها». تنطبق هذه المقولة بعمق على الحالة «الإسرائيلية» الراهنة، إذ تقف «إسرائيل» عند نقطة تحوّل بنيوية لا يمكن التراجع عنها، بعدما بلغ التوتر بين أركان الدولة ــ الاقتصاد والسياسة والمجتمع ــ ذروةً لا تسمح بالعودة إلى ما قبلها.