الشتاء... ومواجهة أخرى
«أطفال حفاة الأقدام يسبحون في برك موحلة، بينما تحاول مجموعة من الشبان والنساء إعادة تثبيت الخيام التي تناثرت في الشوارع وعلى الشواطئ جرّاء العاصفة، وحيث اجتاحت أمواج من مياه البحر عدداً منها». هكذا وصف أحد التقارير الإعلامية حال الغزاويين في مواجهة أول عاصفة في هذا الشتاء.
لم يتمكن سكان الخيام المكتظة على شاطئ جنوب غزة من فعل الكثير أمام الرياح والأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة، في الأيام القليلة الماضية على غزة. ولم تصمد البيوت المؤقتة المصنوعة من القماش المشمّع والخشب المُستصلح فانهارت على ساكنيها في الليل تحت المطر الغزير وغرقت ممتلكات أصحابها القليلة، من مراتب ينامون عليها وبطانيات يتدثرون بها طلباً للدفء. «كان يوم هبوب الرياح يوماً أسود علينا»، حسب تعبير إحدى قاطنيها. حاول البعض الاحتماء في المباني المدمّرة، حتى تلك المهدّدة بالانهيار، التي غطت قطع من البلاستيك ثقوبها الواسعة.
يعلم الجميع ما ينتظره هذا الشتاء في غزة، لقد عاشوا التجربة مراراً وتكراراً. وحيث يستعدّ نحو نصف مليون فلسطيني يعيشون في منطقة المواصي الساحلية المكتظة جنوبي غزة، لشتاء قارس. وقد كشفت عاصفة الأسبوع الماضي أنّ أكثر من مليوني فلسطيني في غزة
ما زالوا يواجهون أزمة إنسانية، وواقعاً مأساوياً بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية، بسبب استمرار الحصار «الإسرائيلي»، منها مستلزمات الشتاء من أغطية وسجّاد وفرش، ونقص تقديم الخدمات الحيوية مما أدى إلى انتشار الأمراض من نزلات برد وسعال كل ذلك رغم أن فصل الشتاء ما زال في بدايته. وحسب وكالات الإغاثة، فإنّ المأوى هو الحاجة الأكثر إلحاحاً خاصة أن معظم منازل غزة دُمّرت بالكامل أو أصبحت غير صالحة للسكن جرّاء الهجمات الإسرائيلية المتتالية، إضافة إلى الغذاء، حيث يؤكد الناس ومسؤولو الإغاثة أنّ الكميات غير كافية على الإطلاق. رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه دونالد ترامب، نص على إرسال «مساعدات كاملة» إلى غزة، فثمة مخزون كبير من الأغذية والخيام والأغطية البلاستيكية، لم يتم إدخالها بسبب العقبات الكثيرة والإجراءات البيروقراطية المُعقّدة والغامضة التي يضعها «الإسرائيليون» أمام تنفيذ الاتفاق، مما يُبطئ وتيرة وصول المساعدات أو يوقفها حسب ما تشير إليه التقارير الإعلامية نقلاً عن مسؤولين من الأمم المتحدة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1253