عرّف ما يلي: الاستقلال
جسد «يوم الاستقلال» حالة فريدة بعد نضال طويل ضد الاستعمار قدّمت فيه شعوب الشرق تضحيات كبيرة لنيل استقلالها. ومع أن هذا العيد الوطني له خصوصية في كل بلد، إلا أن بلدان الشرق نالت استقلالها بفترات متقاربة نسبياً كنتيجة لوضع دولي جديد بعد الحرب العالمية الثانية.
ما الذي دفع الشعوب لتخوض نضالها ضد الاستعمار؟
دفعت الشعوب ثمناً باهظاً نتيجة استعمارها؛ إذ عمل المستعمرون على تفتيت الدول بغية السيطرة عليها ونقل ثرواتها إلى خزائنهم. خلصت دراسة أجريت في جامعة «جواهر لال نهرو» حاولت تقدير حجم النهب الذي تعرضت له الهند في الفترة بين 1757 و 1947 إلى تقدير الرقم بـ 45 ترليون دولار بأرقام اليوم، ما يشير إلى حجم الاستغلال الحاصل، هذا فضلاً عن ممارسات الاستعمار في تأجيج النزاعات القومية والدينية والطائفية، وإن كانت الأرقام تختلف من مكان إلى آخر إلا أن السمة العامة كانت دائماً واحدة، وهي استنزاف هائل لقدرات البلدان المستعمرة الاقتصادية والبشرية.
ما هي آثار الاتفاقيات الاستعمارية مثل سايكس-بيكو؟
عملت اتفاقيات كهذه على تقسيم مناطق تملك مقومات كثيرة توحدها، واضطرت القوى الاستعمارية لفرض هذا التقسيم بالقوة وتثبيته عبر دعم كل الصراعات القومية والطائفية، وسعت لتقسيم الدول المقسمة إلى دويلات أصغر بغية فرض السيطرة عليها، بل حتى زرع ألغام يمكن استثمارها لاحقاً مثل القضية الكردية التي بقيت عالقة كمشكلة وطنية في سورية وتركيا والعراق وإيران ما أدى لوضع غير مستقر لعقود من الزمن.
هل نالت سورية استقلالها حقاً؟
لم يعد بإمكان دول الاستعمار التقليدية الحفاظ على هيمنتها العسكرية المباشرة وخصوصاً بعد خروجها مهزومة من الحرب العالمية الثانية، وكانت مضطرة للرضوخ لمطالب القوى الوطنية في بلدان المنطقة وسورية ضمناً، لكن ذلك لم يكن سوى مرحلة من مراحل الاستقلال، فحتى عندما حصلت سورية على استقلالها ظلّت منقوصة السيادة وذلك كونها لم تبن علاقات اقتصادية مستقلة مع قوى الاستعمار القديم والجديد، بل ظل هناك وزن كبير لقوى مرتبطة بالاستعمار ضمن جهاز الدولة السوري أدت دور الوسيط في نقل الثروات إلى الغرب.
ماذا عن النظام البائد والاستقلال؟
النظام السوري البائد ورغم إعلانه عداءه للاستعمار إلا أنّه لم يعمل على تحقيق استقلال اقتصادي ناجز وظلّت سورية لعقود ترتبط بعلاقات استعمارية من حيث الجوهر مع الغرب! حتى أن النظام حاول التعتيم على أبطال الاستقلال وصورهم على أنّهم أفراد يمثلون مناطق وطوائف محددة وحاول دائماً تفريغ المناسبات الوطنية من مضمونها بالإضافة لاعتبار نفسه الطرف الوحيد الوصي على استقلال البلد ومنع القوى الأخرى من طرح برامج سياسية مخالفة تضمن تحقيق الاستقلال الناجز، السياسي والاقتصادي... فدون استقلال اقتصادي حقيقي عبر اقتصاد منتج، لا يمكن الحديث عن استقلال سياسي ناجز...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 000