العدالة الانتقالية

العدالة الانتقالية

ستناقشون في المؤتمر فكرة العدالة الانتقالية، وهي واحدة من أبرز المسائل التي ينبغي إنجازها، ولكن الأهم أن نتفق على أهدافها وآلية تنفيذها؛ فجرح سورية لم يلتئم بعد! ووظيفة العدالة الانتقالية هي ببساطة تنظيف هذا الجرح من أجل إغلاقه وعلاجه، ويجب أن تعمل على محاسبة المسؤولين عما جرى عبر القضاء أولاً وبشكلٍ واضحٍ وشفاف وأمام عيون الجميع، لا خلف الأبواب المغلقة! فالشعب يعرف أعداءه جيداً. ينبغي أيضاً أن يستحضر السوريون إرثهم العريق للاتفاق والتسامح فيما بينهم، ففي كلّ مرة انْجرَّ الإخوة للقتال كان لا بد أن يتدخل العقلاء لعقد الرايات، فالنظام فرض على السوريين قتال بعضهم بعضاً وأقنعهم أنّهم أعداء، وهم يرون اليوم بأم أعينهم أنّهم متشابهون وخسروا أكثر مما يتحملون ولا مجال لتحمّل دماءٍ جديدة.
هناك أيضاً ضرورة لمحاسبة اللصوص والفاسدين الكبار الذين يدَّعون زيفاً أنهم أبرياء من الدم السوري ولكنهم في الحقيقة تاجروا به، وحوّلوه إلى أموال في أرصدتهم في الخارج، هؤلاء هم من أطلق الرصاص على الصدور العارية لأنّهم يخافون مارد الشعب الذي استيقظ من سباته ولذا واجهوه بالحديد والنار. هؤلاء لم يرتدوا زياً عسكرياً بل ارتدوا بدلات رسمية وجلسوا في مكاتب فخمة، ومن هناك ضغطوا على الزناد ودفعوا أبناء البلد الواحد للاقتتال. ولذلك يجب أن يجلسوا اليوم في قفص الاتهام إلى جانب مجرمي الحرب، فهم شركاؤهم مهما أنكروا ذلك!

معلومات إضافية

العدد رقم:
-