افتتاحية قاسيون 1097: حان «وقت الحل»!

افتتاحية قاسيون 1097: حان «وقت الحل»!

أرفقت وزارة الدفاع التركية إعلانها عن الغارات التي نفّذتها ليل السبت على مناطق في شمال سورية وشمال العراق بعبارة «وقت الحساب»، في إشارة ضمنية أنّ هذه الغارات هي انتقامٌ للتفجير الإرهابي في إسطنبول يوم الأحد الماضي. وأوقعت الغارات ضحايا في كلٍّ من العراق وسورية، بينهم مدنيون ومقاتلون في قسد وجنود في الجيش السوري.

بين الاستنتاجات الواضحة حول هذا العدوان الجديد، بما يخص سورية وبما يخص المنطقة عموماً، ما يلي:

أولاً: لن يتم وقف نزيف الدم في سورية وفي المنطقة، دون الوصول إلى حل سياسي شامل على أساس القرار 2254.

ثانياً: وقف إطلاق النار السائد في سورية منذ ثلاث سنوات تقريباً، هو وقف إطلاق نارٍ هشٍّ وقابل للتفجر إلى هذا الحد أو ذاك، وفي أية لحظة، ما دام الحل السياسي لم يتم إنجازه بشكل كامل. وكلما تأخر الحل، كلما زادت هشاشة وقف إطلاق النار، وزادت احتمالات خرقه.

ثالثاً: السيادة السورية ستبقى مستباحة، وعرضة لتلقي الضربات من كلّ من يرى أن له مصلحة في ضربها، ما دامت الأزمة مستمرة، وما دام المتشددون الذين لا مصلحة لهم بالحل يستثمرون سياسياً في كل عدوان جديد، لا للرد على العدوان، بل لاستخدامه للعمل ضد الحل السياسي.

رابعاً: العدوان التركي الجديد، وقبله تفجير إسطنبول، يصبان في الهدف السياسي نفسه الذي يكشفه التوقيت، وهو العمل ضد أستانا واجتماعها القادم، والذي من المفترض أن يدفع بخطوة إضافية باتجاه تسوية العلاقات السورية التركية. وهذا يعني أنّ المتشددين على جانبي الحدود، والذين يعملون في نهاية المطاف ضد مسار أستانا، وبالانسجام مع الغايات الأمريكية، ما يزالون مصرين على تمديد سياسة المستنقع في سورية، وبالضد من مصلحة كل من الشعبين السوري والتركي.

خامساً: في السياق نفسه، فإنّ تعطيل المتشددين للتفاهم الداخلي بين السوريين، سيبقى أداة في تعزيز التخريب، وفي تعميق الأزمة، وفي خلق الذرائع للتدخلات الخارجية. الأمر الذي يتطلب الدفاع عن سيادة السوريين عبر التفاهم فيما بينهم بالدرجة الأولى، وعبر الحل السياسي الذي يحفظ حقوق الجميع، ويأخذ سورية نحو نموذج جديد قائم على صيغة متطورة للعلاقة بين المركزية واللامركزية، وبعيد عن الصيغ الاستفزازية والخطرة على وحدة سورية (سواء تلك التي تحمل اسم الفيدرالية أو التي تصر على المركزية المطلقة الشديدة.)

إنّ كلاً من تفجير إسطنبول والغارات التركية الأخيرة، لا يختلفان بالجوهر عن إسقاط سوخوي 24 عام 2015 أو اغتيال السفير الروسي في تركيا عام 2016، وهذه كلها أعمال تستهدف في نهاية المطاف إطالة أمد الوجود الأمريكي في سورية، وإطالة عُمر المستنقع، وقطع الطريق على تغيير جذري شامل عبر 2254 يصب في مصلحة السوريين، وفي مصلحة شعوب المنطقة على العموم، وأهم رد على عمليات التخريب هذه هو: الإصرار على أن ما حان وقته فعلاً هو الحل، وإن ما انتهى وقته هو: التخريب والتصعيد.

(English version)

معلومات إضافية

العدد رقم:
1097
آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2022 21:37