دليقان: على السوريين التفاهم لصد أي عدوان تركي محتمل

دليقان: على السوريين التفاهم لصد أي عدوان تركي محتمل

أجرت صحيفة روناهي يوم الإثنين 2/11 الماضي، لقاء مع أمين حزب الإرادة الشعبية وممثل منصة موسكو في اللجنة الدستورية المصغرة، مهند دليقان، حول احتمالات عدوان تركي جديد، ونشرت الصحيفة في عددها رقم 1024 جزءاً من اللقاء. فيما يلي تنشر قاسيون النص الكامل للإجابات التي تم إرسالها مكتوبة للصحيفة.

لم تتوقف تهديدات دولة الاحتلال التركي لشمال وشرق سورية يوماً، ولكن لماذا ازدادت في هذا التوقيت؟

أعتقد أن هنالك عدة عوامل متداخلة تدفع السلطة التركية لرفع لهجة التهديد والوعيد، وكذلك رفع مستوى التجهيز الفعلي لاحتمال عدوان جديد، وبين تلك العوامل بالتأكيد: الصراع السياسي الداخلي، الذي كلّما ازداد حدةً سعت السلطات إلى رفع صوت ما تقدمه لجمهورها على أنه تهديدات خارجية.

ما هي العوائق التي تعترض قيام تركيا بهجوم جديد في شمال وشرق سورية؟

بداية، لا ينبغي النوم على الأكاليل بعد مناورات الأمس، والافتراض بأنّ احتمالات العدوان قد أصبحت صفراً، مع أنها قد انخفضت. من جهة أخرى لا ينبغي الوثوق بالتطمينات الأمريكية، لأنه سبق للأمريكان أكثر من مرة أن خانوا من وثق بهم وتركوه لمصيره. العائق الأساسي الذي يمكن أن يعترض تركيا هو تفاهم السوريون فيما بينهم، بما في ذلك التحضر الفعلي لرد أي عدوان، وذلك بالتوازي مع تعميق التفاهم والتعاون مع الروس، بما لهم من تأثير على الأتراك، لتنفيذ اتفاقات سوتشي بما يصب في المصلحة الوطنية السورية.

كيف تقرؤون المناورات الأخيرة بين موسكو ودمشق في ريف تل تمر؟

المناورات الأخيرة هي مؤشر إيجابي ينبغي توسيعه والبناء عليه باتجاه استعادة السيادة السورية، سيادة الشعب السوري تحديداً على كامل أرضه. وهذا لن يتم بشكل فعلي بالوسائل العسكرية البحتة، بل يتطلب الذهاب نحو التطبيق الكامل للقرار 2254.

كيف يمكن حل هذه المسألة من وجهة نظركم؟

كما أسلفت، ما يمكن أن يعيق في هذه اللحظة عدواناً تركياً جديداً هو تعميق التفاهم بين السوريين فيما بينهم، وتعميق التعاون والتفاهم مع الروس في إطار استكمال تنفيذ اتفاقات سوتشي بما يصب في المصلحة الوطنية السورية. ولكن هذا كله يسمح فقط بإعاقة العدوان، أما الحل الشامل الذي يمنع العدوان نهائياً ويخرج الأتراك من الأراضي التي يحتلونها، فيمر حصراً عبر الحل السياسي الشامل.

كيف تنظرون إلى تواجد جبهة النصرة في إدلب، وبخاصة علاقاتها الوطيدة مع تركيا؟

النصرة تنظيم إرهابي لا مستقبل له في سورية، ورغم أنّ هنالك علاقة واضحة بينه وبين السلطات التركية إلّا أننا نعتقد أنّ المراهن الأساسي عليه والداعم الأساسي له هو الولايات المتحدة الأمريكية، التي تبذل كل ما تستطيعه من جهد وبشكل علني لمحاولة غسيل النصرة وتبييضها وسورنتها، بهدف إطالة أمد وجودها كي تبقى عامل تفجير داخلي من جهة، وكي تبقى مثيرةً للخلاف بين تركيا وروسيا، بحيث لا تتمكن أستانا من تجاوز هذه العقبة... ولكن هذا الأمر لن يطول، وسيتم إنهاء وجود النصرة بطريقة أو بأخرى، وعبر تفاهمات أستانا بالذات.

بحكم متابعتكم لواقع العلاقات التركية الروسية، هل هي علاقات مصالح آنية أم تتخطى ذلك؟

العلاقات التركية الروسية تجاوزت منذ سنوات مرحلة المصالح الآنية، وباتت علاقة استراتيجية تنتمي إلى منظومة علاقات التوازن الدولي الجديد، والسلوك الأمريكي والغربي في مجمل منطقتنا، وليس في سورية فقط، والذي يسعى نحو حرب الجميع ضد الجميع، هو عامل أساسي في تقريب الروس والأتراك بشكل أكبر، وهذا السعي الأمريكي- الغربي لن يتوقف أو يتراجع، بل سيزداد بشكل مستمر خلال السنوات القادمة، ولذا لا يمكن أن نتوقع سوى أنّ تطوراً مستمراً– وإنْ عبر صعوبات عديدة- هو ما سيجري للعلاقة الروسية التركية الإيرانية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1043
آخر تعديل على الجمعة, 12 تشرين2/نوفمبر 2021 23:16