عرفات لـ ميلودي: توافق بين الضامنين و2254 ركيزة الحل
أجرى الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية حواراً على قناة ميلودي FM بتاريخ 26/8/2018، وفيما يلي نسلط الضوء على بعض مما ورد فيه، على أن ينشر النص الكامل على موقع قاسيون الالكتروني.
حراكٌ متعدد الأشكال في أيلول
في الحديث عن أستانا وسوتشي، الأستانا قام بما هو مطلوب منه، وهو في طور، دعني أقول: المراحل الأخيرة من مهمته التي تتعلق بالموضوع العسكري تحديداً، ونحن انتبهنا أن الجانب العسكري أحرز تقدماً كبيراً، سواء بالمنطقة الجنوبية أو الوسطى أو ريف دمشق أو حلب وشرقي حلب سابقاً، والآن بقي موضوع إدلب الذي يحتاج لنوع من العمل العسكري، وهناك منطقة خفض تصعيد في إدلب، وهناك قوى مصنفة دولياً إرهابية هي جبهة النصرة وحتى موجودة قوى أخرى مثل داعش أو غيرها أيضاً مصنفة إرهابية، الآن العملية في طور إنهاء ملف إدلب بمعنى: الانتهاء من قوى الإرهاب الموجودة في إدلب، مما يفتح الباب أكثر فأكثر باتجاه السير سياسياً.
من الواضح أن الشهر القادم، الذي هو شهر أيلول، هناك سلسلة من النشاطات والأعمال التي تدفع الوضع السوري للسير بخطوات ملموسة إلى الأمام باتجاه الحل السياسي، وعندما تحدث لافروف عن أستانا وعن سوتشي، أنه في الوقت الحالي غير ممكن، لأنه هناك قرارات أخذتها أستانا وأخذها سوتشي يجري الآن تنفيذها، وعندما ينعقد اجتماع جديد سيكون من أجل اتخاذ قرارات جديدة.
القرارات في طور التنفيذ
أستانا وسوتشي كان لهما اجتماعات متتالية قريبة، إلى نحو أسابيع قليلة كان هناك انعقاد لسوتشي، وهنا أُخذت قرارات، وهذه القرارات إلى الآن في طور التنفيذ، أنت تُعقد سوتشي فقط من أجل سوتشي؟ أم من أجل أن يصبح هناك مباحثات؟ سوتشي وأستانا لديهما قرارات يجري تنفيذها الآن، وموضوع إدلب هو من مقررات سوتشي وأستانا عملياً، واجتماع جنيف الذي دعا له دي مستورا قبل عدة أيام للدول الضامنة سيجري أيضاً في شهر أيلول، أيضاً يجري تنفيذ القرار الذي اتُخذ في سوتشي والذي يتعلق باللجنة الدستورية، وبالتالي سوتشي جديد أو أستانا جديد لا يمكن أن ينعقد إلا بعد أن تُنفذ الخطوات التي قررها الاجتماع الذي قبلها، وهذا يفترض بالمنطق بتسلسل الأمور، لذلك الأمور تسير بهذا الاتجاه، والأرجح أن موضوع إدلب سيُفتح بالمعنى العسكري، ولا أتوقع أن تكون مدته طويلة، وأيضاً تشكيل اللجنة الدستورية على وشك أن يتم وعلى الأرجح بأواسط أيلول على ما أعتقد، هناك اجتماع بين الدول الضامنة وممثلي الدول الضامنة ودي مستورا في أواسط أيلول، والهدف من هذا الاجتماع كما تحدث دي مستورا هو: وضع اللمسات النهائية على موضوع اللجنة الدستورية.
تزامن العسكري والسياسي
بطبيعة الحال، هناك أعمال ضرورية لا بد منها من أجل فتح الباب للمسار السياسي بشكل واسع، لا بد من تذليل العقبات، وواحدة من هذه العقبات، هو: وجود ما تسمى قوى الإرهاب، التي هي جبهة النصرة بتسمياتها المختلفة، وإزالة حلفائها عن الطريق، هؤلاء عملياً معيقون جديون، وأساساً غير موافقين على أن يكون هناك حل سياسي، وبالتالي لا بد من إزالتهم هذا في الجانب العسكري، أما الجانب السياسي موضوع تنفيذ القرار 2254 الذي ينص عملياً على دستور جديد، شكل التنفيذ حدده بيان سوتشي، الذي تم التوافق فيه على تشكيل اللجنة الدستورية، والتي هي في نهاية المطاف نفسها سلة الدستور التي كانت موجودة في جنيف. وبالمناسبة سوتشي وأستانا لا يمكن تفسيرهما إلا بأنهما إحدى تفريعات جنيف، وبالتالي في النهاية كل هذا سيصبُّ في جنيف، ولا أقصد جنيف جغرافياً بل أقصد جنيف العملية السياسية التي جوهرها 2254.
توافق الدول الضامنة
إذا أخذنا التصريحات والمجريات، وأظن أن كل الناس رأوا البارحة أن بوتين استقبل وزير الخارجية التركية ووزير الدفاع التركي، هذا بعد أن التقوا لافروف ووزير الدفاع الروسي، مثل هذا الحدث عادةً لا يحصل إلا إذا كان هناك مستوى عالٍ من الاتفاق (المذيع: تقصد الاجتماعات مع الرئيس؟) بالضبط، معناها: أن هناك مستوى عالٍ من التوافق والاتفاق، وربما يكون هناك بعض القضايا العالقة لا أعرف، ولكن الاتجاه العام كما هو واضح أن هناك اتفاقاً، ولدينا حسب المعلومات حسب تصريح لافروف قبل البارحة: أن موعد القمة الثلاثية في طهران جرى تحديده، وإن كان لم يُعلن، وبالتالي القمة جاهزة، عادةً عندما تنعقد قمة يكون هناك أيضاً مستوى محدد من الاتفاق، ولا أحد يذهب إلى قمة ومتوقع لها أن تفشل، أي: إذا لم يكن هناك مستوى محدد من الاتفاق يتم تأخيرها وتأجيلها... إلخ، وبما أنه قد تحدد موعدها فإن مستوى التوافق بين الدول الثلاث هو مستوى عالٍ، والأرجح أن يصدر عنها قرارات هامة تتعلق بموضوع إدلب، وموضوع اللجنة الدستورية، إضافةً إلى العلاقات الثلاثية فيما بينهم، قمة تعني رؤساء (بوتين- روحاني- أردوغان) هذا ما سيحصل.
وبالتالي، نحن أمام لحظة فيها مستوى عالٍ من التوافق بين الدول الضامنة، وهذا التوافق الذي كان فيه سعي جدي أمريكي لتخريبه. الأمريكان طوال الوقت كانوا يعملون على تخريب هذا التوافق الذي بين الدول الضامنة، ومن الواضح أنهم لم ينجحوا، وواضح أنه أحد أسباب ردود الفعل الأمريكية على نشاط الدول الضامنة هو فشل الأمريكان بإعاقة هذا النشاط.
الموقف من مسألة الدستور
نحن موافقون، ونعمل على تنفيذ القرار 2254 وهذا ركيزة أساسية، ومع ما خرج من هذا القرار وتنفيذه السلال الثلاثة ثم أُضيف لها سلة الإرهاب هذه السلة الرابعة. سلة الدستور حالياَ هي السلة التي يجري تحريكها، وشكل تحريكها تم من خلال تشكيل ما يسمى بلجنة الإصلاح الدستوري التي نجمت عن اجتماع سوتشي، وواضح فيها بيان سوتشي، والتي حُدد فيها كيف ستُدار العملية، أي: أوكل للمبعوث الأممي مهمات تشكيل أو المساهمة بتشكيل هذه اللجنة، حالياً هذه اللجنة قيد التشكيل، أي: الأطراف المختلفة قدمت قوائمها الحكومة السورية قدمت قائمتها، والمعارضة قدمت قائمتها، سواء هيئة المفاوضات أو مجموعة سوتشي كل منها قدمت قائمتها، والآن يجري البحث بشكل ملموس في الأسماء، وحسب ما قيل: أعلن المبعوث الدولي أنه في اجتماع أيلول سيجري وضع اللمسات الأخيرة، وأن هناك مستوى عالياً من التوافق من كل الأطراف، على الأقل، الدول الضامنة والمبعوث الدولي، وأرجح أنه أيضاً الأطراف الأخرى، أي: الحكومة السورية والمعارضة.
تحضيرات اللجنة الدستورية
عرفات: مع الحكومة السورية لم يحصل شيء الحقيقة، أما بين أطراف المعارضة حصلت محاولات، مجرد أن تقدم قائمة، هذه القائمة تنتج عن نقاشات، (المذيع: أنا أتحدث عمّا بعد تقديم القائمة، بل بعد تشكيل القائمة) النقاشات حول تشكيل القائمة جرت وبالتالي جرى على أساسها تقديم القوائم، فيما بعد، الآن بين تقديم القوائم وإقرار اللجنة فعلياً لم يحصل شيء بين الأطراف (المذيع: معتمدين على التوافقات الروسية الأمريكية؟) هناك نقاشات جارية أعتقد أن المشكلة: أنه في اجتماع حزيران الذي جرى في جنيف 18 حزيران كان مستوى الخلافات عالياً بين الدول الضامنة، وبالتالي هذا منع أو أعاق وأخّر تشكيل اللجنة الدستورية، والظاهر أن هذه العقبات جرى تذليلها، ونحن الآن ذاهبون إلى أن اللجنة الدستورية ممكن أن ترى النور قريباً، هذا الكلام يستدعي نقاشات وأخذ ورد حول الأسماء، نحن ليس لدينا مشكلة أن يأخذوا الأطراف المختلفة- الحكومة السورية أخذت 50- وهي ليس لديها مشكلة إذا أُخذ أي عدد من الـ50، النسب على الأرجح أن تكون ثلث حكومة ثلث معارضة ثلث مجتمع مدني، هذا ما أرجحه وهذا التداول الجاري بغض النظر عن العدد الآن، يُحكى بأن العدد بين 45 إلى 50 قابلة للزيادة أو النقصان هذه ليست مشكلة، المشكلة في موضوع العدد نحن قلنا وما زلنا نقول: أنه لا يجب أن يصبح عقبة، من أكثر ومن أقل، المهم في هذه الموضوع أن تذهب اللجنة الدستورية إلى عمل جدّي، ويتم ضمان أن لا يتم استخدام سلاح الأكثرية والأقلية، لأنه يفترض بالدستور واللجنة الدستورية أن يكون عملاً توافقياً، أي: هناك أناس مختلفون بالآراء يريدون أن يوجدوا طريقة للتفاهم، فالأكثرية والأقلية لن تنفع في هذه الوضع، لأنه هنا توجد عملية دفع بالدستور وبالتالي يجب أن تكون هناك تفاهمات.
من سيشكل اللجنة الدستورية
دي مستورا ليس هو من سيشكل اللجنة بل سيساهم بتشكيل اللجنة، والذي يشكل اللجنة هم الدول الضامنة مع دي مستورا، والكلمة العليا للدول الضامنة وهذا شيء واضح، دي مستورا سيساهم (المذيع: بدون اشتراك أمريكي؟) من الواضح أنه ليس هناك اشتراك أمريكي وإذا أراد الأمريكان أن يمارسوا شيئاً سيمارسونه عن طريق دي مستورا، وهذا الموضوع محدود في النهاية، دور دي مستورا موجود، ولكنه محدود وفي النهاية دي مستورا هو ممثل الأمم المتحدة، أي: هناك حدود لا يستطيع أن يتجاوزها وحتى لو تجاوزها هناك طرف سيقول له لا، وهي الدول الضامنة الروس والإيرانيين والأتراك.
دور التوافق الروسي الأمريكي
التوافق الروسي الأمريكي فعلاً مهم، ولكن التوافق لا يعني السماح للأمريكيين بالتعطيل أو فرض آرائهم، في النهاية هناك شيء اسمه قانون دولي، والطرف الروسي يسعى لتنفيذه والأمريكي يحاول الالتفاف عليه طوال الوقت، كل المحاولات الأمريكية تبوء بالفشل، والسير الآن اتجاه تنفيذ القرار الدولي 2254، وهناك تعقيدات وصعوبات؟ نعم ولكنه سائر، وهذا عملياً يستند إلى مسألة كنا وما زلنا نتحدث عنها: أن ميزان القوى الدولي لم يعد كما السابق، والأمريكان لم يعد في إمكانهم أن يفرضوا آراءهم، وبالتالي إن تنفيذ هذا القرار يخضع عملياً بالدرجة الأولى إلى ميزان القوى الدولي، الذي هو ليس في مصلحة الأمريكان، وبالتالي لا يجب أن نقلق، الأمريكان لن يكونوا قادرين على إعاقة تنفيذ القرارات الدولية التي هي عملياً تصب في مصلحة السوريين.
تطورات هامة في أيلول
عرفات: أيلول سيكون شهراً مؤثراً للغاية، لن أقول حاسماً لأنه كلمات مثل هذه في ظل أزمة، مثل الأزمة السورية مديدة وطويلة، وفيها تدخلات كثيرة سيكون كلامي هذا غير رصين، والذي نستطيع أن نقوله: إن أيلول سيكون شهراً مؤثراً جداً بالأحداث اللاحقة، وليس بالضرورة أيلول فقط، ممكن أن تمتد الأمور إلى ما بعد أيلول.
حول القوات الأجنبية
عملياً، ستنضم إدلب إلى المناطق الأخرى، مثل: المنطقة الجنوبية والغوطة الشرقية والمنطقة الوسطى، وسيصبح وضعها بنفس الحالة، أي عملياً: الحرب في هذا المكان توقفت وهذه جبهة أساسية مثلما نعرف (المذيع: كم جبهة؟) ما زال هناك بالمنطقة الشرقية جبهة مع داعش بمنطقة دير الزور، ما يزال هناك جبهة ولكن لم تعد بهذه الحدة وبهذا الحجم الذي كانت موجودةً في إدلب أو المناطق الأخرى، فهذا التغير عملياً يضع الأمور بالاتجاه التالي. أولاً: سيسرع العملية السياسية. ثانياً: وهو الشيء المهم سيضع موضوع تواجد القوات الأجنبية في سورية على طاولة البحث مباشرةً، أي: التواجد الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي كلهم، أما الإيراني والروسي هو: بالأساس الروسي يقول: نحن نريد الخروج طوال الوقت (المذيع: سمعنا هذاالتصريح على لسان لافروف) بالضبط، والإيرانيين أيضاً يقولون: إنهم يريدون الخروج بمجرد ضمان أن الأمور ستهدأ ويستتب الأمن (المذيع: من كان يقصد لافروف في كلامه؟) بالدرجة الأولى الأمريكي، ولافروف تحدث أكثر من مرة أن تواجد الإيرانيون هو تواجد شرعي بناءً على طلب من الحكومة السورية (المذيع: لكنه قال: أنه يجب على كل القوات أن تخرج من سورية بدون موافقة الحكومة السورية) والتواجد الروسي أيضاً هو بطلب من الحكومة السورية وبالتالي عندما تحدث عن القوات الأجنبية كان يذكرها وقال: القوات التي أتت دون دعوة، والتي جاءت بشكل غير شرعي، هؤلاء يعقدون الأمور ويجب أن يخرجوا، وفي نفس الوقت هو يقول: بأنه نحن كقوات أتينا بطلب من الحكومة السورية أيضاً لا داعي لوجودنا عندما يزول هذا السبب (المذيع: هو يشمل نفسه أي الروس) لا هو يقصد الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين والأتراك الذين دخلوا بدون اتفاق وموافقة الحكومة الشرعية السورية، هذا ما يقصده، فيما يتعلق بالوجود الإيراني والروسي المطالبات التي يطالب بها الأمريكان وغير الأمريكان لخروج الإيرانيين يقول لهم الروس، هذه طلبات غير قابلة للتحقيق لأن الوجود الإيراني هو وجود شرعي بطلب من الحكومة السورية، وطبعاً من نافل القول أن يتكلم هكذا عن التواجد الروسي، لكن الذي نراه نحن: أنه كل معركة جدية ينجزها الروس يقومون بسحب جزء من قواتهم، سواء من الطيران أو غيره، وبالتالي هم ليسوا في وارد أن تبقى قواتهم طالما أنه ليس لها عمل فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بمجرد أن يستتب الوضع في سورية لن يكون هناك تواجد جدي روسي، ما عدا التواجد في حميميم وطرطوس باعتبار هناك اتفاق حولها، ولكن ليس هناك داعي لهذا التواجد على كامل الأراضي السورية أو بهذا الشكل، هذا التواجد موجود الآن لسبب واحد وبزوال هذا السبب يزول، والإيرانيون يقولون نفس الكلام، لكن الأمريكان لم يُدعِهم أحد، والآن لديهم مقالات وتصريحات.. وإلخ يقولون أننا سنبقى لكي تجري عملية التغيير بالنظام والضغط على الإيرانيين والضغط على الروس واستخدام تواجدهم في سورية كورقة تفاوض.. إلخ وبالجملة يقولون: أنهم ضد داعش مع أننا نعرف ما علاقتهم بداعش وبتعاملهم مع داعش (المذيع: ترامب كان يقول أنهم سيخرجون من سورية، وهناك من استمهل ترامب للخروج من سورية، لكن التصريحات الأمريكية الأخيرة قالت: أنه حتى لو تم القضاء على تنظيم داعش سنبقى حتى إزالة الوجود الإيراني كما قيل؟
هذه ليست تصريحات الحقيقة، هناك مقالات ودراسات تتحدث بهذا الاتجاه، ووزير الخارجية الأمريكي لمّح إلى شيء من هذا القبيل بالنقاط العشرة التي قالها، ولكن هنا يجب أن ننتبه أنه لدى الأمريكان تصريحات متناقضة، سببها الأساسي هو: الصراع الجاري في الولايات المتحدة الأمريكية، ترامب طرح موضوع الانسحاب، والبعض قال أنه يبتز حلفاءه، وفعلاً ابتز حلفاءه وأخذ منهم المال، وجعلهم يدفعون تكاليف إقامة القوات الأمريكية، ولكن الموضوع ليس موضوع تكاليف إقامة فقط، الموضوع موضوع خطأ وعبء تواجد عسكري أمريكي في منطقة الشرق الأوسط وفي سورية والعراق، يكلف الولايات المتحدة الكثير، ويضع هذه القوات تحت الخطر...