عرفات: ليس بعيداً أن يصبح الدولار عملة عادية

عرفات: ليس بعيداً أن يصبح الدولار عملة عادية

أجرت إذاعة «ميلودي FM»، الثلاثاء 12/9/2017، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، تناول فيه آخر المستجدات السياسية على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي. نعرض فيما يلي أبرز الأسئلة والأجوبة التي تخللها الحوار.

تتسارع الأحداث في الفترة الأخيرة خلال أسبوعين، وقد شهدنا تطورات كبيرة في الملفات السياسية والعسكرية، ما هو مسار الحل الذي يتسارع أكثر، العسكري أم السياسي؟
إذا نظرنا إلى الحالة الدولية، فإن ما يتسارع هو العسكري والسياسي والاقتصادي أيضاً، مثلاً: أصدرت الصين قراراً بأنها ستشتري النفط باليوان الصيني فيما يتعلق بالعقود الآجلة للنفط، هذا القرار تزامن مع قمة «بريكس»، لكنه قرار صيني في المقام الأول.
في قمة «بريكس» السابقة، اتفقت الأطراف على أن يجري التبادل بالعملات المحلية بين الدول، واتفقت أيضاً على موضوع إنشاء المصرف الخاص بـ«بريكس» وهو: بنك التنمية. لكن القرار الصيني قرار ملفت للنظر، فهو قرار استراتيجي قوي جداً، ولم يأخذ حقه إعلامياً، لأن الإعلام الاقتصادي ضعيف بعض الشيء في دراسة تأثيرات القرارات من هذا الحجم على القضايا السياسية، فصحيح أنه قرار اقتصادي، لكنه قرار سياسي من الطراز الرفيع.
ما هو مضمون هذه القرار؟ تستورد الصين 17.5% من النفط العالمي، وبالتالي فقد أصدرت قراراً يقول بأن 17.5% من النفط الذي يورَّد لن يدفع ثمنه بالدولار، أي: أصبح لدينا كتلة دولارية ليس لها عمل، وموضوع الدولار في العالم هو موضوع مهم جداً، حيث إن إخراج الدولار من العملية يعني إضعاف هيمنة الدولار ما يعني بدوره إضعاف هيمنة الأمريكان والاقتصاد الأمريكي والدولار الأمريكي. بالتالي، فإن لهذا الموضوع أثاراً سياسية عميقة، قد تحاول واشنطن أن تقوم بالتوتير، لكن الحروب بالمعنى التقليدي والحديث عن حرب عالمية ثالثة كما حدث سابقاً ليس ممكناً، لأن هذه الدول هي كلها دول نووية، والمعركة قد تؤدي إلى دمار الجميع.
هل ما يحصل في ميانمار ومسألة الروهينغا مرتبط بهذا الموضوع؟
بالتأكيد، لا نستطيع أن نستبعد هذه المسائل من هذا الإطار العام المذكور آنفاً. واشنطن الآن في مأزق، وتحاول أن تفجر كل الألغام الممكنة في وجه خصومها، بما في ذلك في ميانمار وكوريا الشمالية ومنطقة شرق المتوسط.
أفهم من كلامك أنها خسارة كتلة مالية بالنسبة للولايات المتحدة تتعلق بالدولار، وحجم التداول الذي سيخرج من هذه الدائرة اقتصادية، بكم تقدر هذه الكتلة؟
نحن نتحدث عن 17.5% من النفط، أي: أنها كمية الدولارات التي يتم تداولها أثناء شراء 17.5% من النفط، وهذا يحتاج إلى تقدير الكمية التي يستهلكها سوق النفط. إذا المبلغ يعادل ١١٦ مليار دولار وهذا رقم مؤثر في الحقيقة.
تكمن أهمية الإشارة في أن مثل هذا الإجراء أصبح ممكناً، وسيحفز أطرافاً عديدة على السير بالاتجاه نفسه، ولن يكون بعيداً ذلك الوقت الذي سيصبح فيه الدولار عملة عادية، لن أقول أن الدولار سيخرج خارج العملية الاقتصادية نهائياً، ولكنه سيتحول إلى عملة عادية مثل غيره، وسيفقد صفة الهيمنة التي فرضها خلال السنوات الخمسين الماضية في المجال الاقتصادي وفي مجال التبادل بصفته عملة عالمية.
موازين القوى العالمية تتغير اليوم بسرعة. وهنا يكمن السر في تسارع العمليات في سورية وما حولها، وفي بداية الحديث قلنا: أنه توجد أشياء عسكرية وسياسية تتسارع، عندما تريد أن تحلل أي: موقف سياسي - حتى ولو كان يمس وضعاً داخلياً لأي بلد- ينبغي أن تنظر إلى الإطار العالمي، لأن من يحدد الجو العام على الصعيد العالمي هي بضعة دول في العالم، ينبغي إدراك هذا الشيء، وعلى أساس هذا الإدراك ينبغي تحليل بقية القضايا.
إذاً هل هنالك قرار دولي بإيقاف الحرب في سورية؟ وهل هو قرار أمريكي روسي؟
هو قرار دولي بطبيعة الحال، وأمريكي روسي. لا شك أن الأمريكان موافقون على إيقاف الحرب، أو دعني استخدم التعبير الدقيق: هم «مضطرون» أن يوافقوا على وقف الحرب، إذ لم يعد أمامهم خيارات عدة، لأن عدم إيقاف الحرب يعني الهزيمة، وبالتالي، لا بد من الذهاب إلى هذا الاتفاق، وهو ما جرى.
هنالك من يتكلم منذ عام وحتى هذه اللحظة عما يسمى شرق الفرات وغرب الفرات، وما يجري من أحداث عسكرية على الأرض اليوم، سواء في دير الزور أو الرقة، يمكن أن يثبت فرضية وجود تقاسم نفوذ روسي أمريكي؟
أنا لا ألوم المحللين والسياسيين الذين يفكرون بهذه الطريقة، لأن هذه الطريقة هي التي كانت سائدة منذ قرنٍ على الأقل، وتوجد صعوبة في تغيير التحليل لديهم، لأن إدراك تغير الوضع هو عملية صعبة.
ميزان القوى الدولي يتغير، ومشكلة الذين يقولون بمناطق النفوذ أنهم لم ينتبهوا إلى هذه النقطة بالذات، إلى الآن يرون أن واشنطن هي شرطي العالم. لذلك، فإن مثل هذه الأفكار متطابقة مع فرضية أن الولايات المتحدة هي سيدة العالم.
لم يدرك هؤلاء حتى الآن أن واشنطن في طور التراجع، وهي غير قادرة لا على إيجاد مناطق نفوذ، ولا على الحفاظ عليها. هذه النقطة التي أريد أن أثبتها، فالأمريكان ليسوا بهذا الوارد، وقدراتهم لا تسمح لهم بذلك.
بالنسبة إلى موضوع شرق الفرات وغرب الفرات، فحسب معلوماتي أن هنالك اتفاقات روسية أمريكية تتعلق بالطيران، وبالتالي، توجد مناطق تطير فيها الطائرات الأمريكية دون الروسية، ومناطق تطير فيها الطائرات الروسية دون الأمريكية، وهذا ما يستند إليه من يتحدث عن موضوع المنطقة الشرقية والغربية، أما أن يكون هنالك اتفاق بأن الجيش السوري لن يتجاوز الفرات برياً، فلا وجود لمثل هذا الشيء.
إذا كان هنالك اتفاقات روسية- أمريكية، فالذي نعلمه نحن والموجود موضوعياً هو اتفاق روسي أمريكي يتعلق بموضوع الطيران، لا يوجد شيء آخر حسب معلوماتنا، ومن يقول غير هذا الكلام عليه أن يثبت صحة كلامه.
لكن ألا يمكن أن يكون هنالك تمايز بين السياسات السورية والروسية؟ فالروس أصدقاء لـ«إسرائيل» مثلاً...
من الذي قال أن الكيان الصهيوني صديق بالنسبة لروسيا؟ توجد أفكار مسبقة يجري الترويج لها، وليس لها أساس من الصحة. الروس ليسوا أصدقاءً للكيان الصهيوني وإلا ما هو الدليل؟ توجد علاقات روسية أمريكية، هل يوجد عداء أكبر من العداء بين الروس والأمريكان؟ هل تستطيع أن تقول أن الروس والأمريكان أصدقاء؟ العداء بين الكيان الصهيوني والروس أكبر من العداء بيننا وبين الكيان، الحركة الصهيونية لعبت دوراً كبيراً في انهيار الاتحاد السوفيتي، وهذا الأمر لن ينساه الروس، والحكيان الصهيوني حليف مخلص لأمريكا أما وجود علاقات فهذا يحدث دون افتراض صداقات، ولذلك، يوجد من يقوم بترويج هذه الموضوعات لغايات محددة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
828