«لا لصياغة الآراء كشروط مسبقة»

«لا لصياغة الآراء كشروط مسبقة»

على هامش مجريات اجتماع الرياض، أجرى أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة منصة موسكو، علاء عرفات، عدداً من اللقاءات الإعلامية التي تطرق فيها إلى موقف الحزب والمنصة من نتائج الاجتماع ومستجدات الحل السياسي للأزمة السورية. نعرض فيما يلي بعض أبرز الأسئلة التي وردت في هذه اللقاءات والإجابات عليها.

*كيف تصف محاولة إضفاء هذا الجو الإيجابي على فشل المحادثات؟
في البداية، من المعروف أننا طرف متفائل جداً في تناول الموضوع الخاص بالحل السياسي رغم كل التعقيدات التي نراها في هذا الحل. ونقول دائماً أن التفاؤل هو موقف سياسي. الجانب الذي لم يتحدث عنه أحد هو أن هذا الاجتماع أول اجتماع مباشر بين أطراف المعارضة وعلى هذا المستوى. آخر لقاء كان بين وفود التفاوض في جنيف، واليوم التقى عملياً ممثلو منصة موسكو مع المنصات الأخرى وهذا لأول مرة يحدث.
كان يقال سابقاً أن الهيئة العليا لا ترى في منصة موسكو طرفاً معارضاً. اليوم جلسنا نحن والهيئة العليا للمفاوضات ومنصة القاهرة. فمن حيث المبدأ، أولاً: هنالك اعتراف أساسي من الأطراف ببعضها البعض، ثانياً: هذه الأطراف تسعى لأن تحل بعض المشاكل ومنها: موضوع وفد الواحد، إضافة إلى صياغة تصورات حول القضايا المختلفة، وهذا جانب إيجابي، بل هو إيجابي جداً، أما النقاشات التي جرت في هذا الاجتماع هي في الحقيقة نقاشات صعبة جداً، لأن هنالك أطراف عملياً - أو بالأحرى طرف واحد أساسي هو الهيئة العليا للمفاوضات- متمرس خلف مواقف نعتقد أنها أصبحت قديمة ولا تتناسب مع الوضع الحالي ومع التغيرات السياسية الجارية. نعتقد أن التغيرات ستفرض نفسها وتأثيراتها على الجميع على الهيئة العليا للمفاوضات وعلينا وعلى الأخرين جميعاً.
ورداً على سؤال حول أي من الأطراف سيتقدم نحو الاخر قال عرفات: «بالتأكيد، الأطراف الأخرى ستكون مضطرة للتقدم نحونا، لماذا؟ لأن موضوع رحيل الرئيس هو بمثابة شرط مسبق في المفاوضات، وبالتالي، فإن طرح هذه المسألة يعني عدم دخول المفاوضات المباشرة، وأعتقد أن جميع الأطراف ستكون مضطرة لأن تتخلى عن موضوع الشروط المسبقة وتذهب إلى طاولة المفاوضات وتطرح ما تريد.
نحن لسنا ضد طرح أية قضية من القضايا، لكننا نطالب بألا تجري صياغة هذه القضايا كشروط مسبقة، بحيث يُعاق الطريق للدخول في المفاوضات المباشرة بذريعة هذا الطرح وهذه الشروط المسبقة. وهذا هو اعتراضنا الأساسي: ليقل من يريد ما يشاء أن يقوله على طاولة المفاوضات، أما الحديث بشكل مسبق عن رحيل الأسد كشرط ضروري قبل المرحلة الانتقالية أو في هذه الفترة، فهذا الكلام يعطي عملياً ذريعة للطرف الآخر بأن يقول أن هذا الكلام مخالف للقرار 2254 الذي يجري على أساسه التفاوض، وبالتالي، يعطيه الحجة كي لا يأتي إلى المفاوضات، هذا هو جوهر القضية.
*ألا يعتبر ذلك ذريعة للبقاء؟ يقول الكثيرون أن هذا النظام والمسؤولين فيه هم المسؤولين عما جرى...
المسؤولين عما جرى ليسوا موجودين في طرف واحد، بل لدى أطراف عدة داخلية وإقليمية وهذا معروف. ما المطلوب الآن؟ وقف هذه الحرب، والعمل من أجل الوصول إلى حل سياسي، والقضايا الأخرى تنبغي مناقشتها بطبيعة الحال، نحن لا نقول أنه لا يجوز مناقشة هذه القضايا، بالتأكيد تنبغي مناقشتها، لكن نقول يجب ألا تطرح كشرط مسبق... نحن اقترحنا عليهم اقتراح، بينما هم لم يطرحوا شيئاً، لقد قلنا أَبقوا هذه الفكرة لديكم، ولكن قوموا بصمتٍ إعلامي الآن حولها حتى نصل إلى مفاوضات. لم يقبلوا بذلك، يريدون أن تطرح هذه القضية كاتفاق بين أطراف المعارضة، وهذا سيؤدي برأينا عملياً إلى عدم دخول المفاوضات المباشرة، وبالتالي تأخير الحل السياسي وعدم تنفيذ ذلك...
أنا أحمل الهيئة العليا للمفاوضات مسؤولية ما جرى في الرياض، هم الذين عملياً كانوا غير قابلين للتفاوض، يريدون التمسك بمواقف نرى أنها لم تعد مناسبة، فالتغيرات الدولية تفرض على الجميع الذهاب بأسرع وقت إلى المفاوضات.
*ما الفرق بين هذه اللقاءات وبين لقاءات لوزان؟
الفرق هو التمثيل السياسي، ففي اجتماعات الرياض كانت القيادات الأساسية موجودة أو من يمثلها على الأقل، وهنالك وفد مفاوض، فالموضوع مختلف من حيث الوزن... لم نكن متوقعين أن ينجز اتفاق، وربما كان أقصى ما يمكن الوصول إليه هو بيان أو خبر صحفي يتكلم عن بعض نقاط التوافق.
*هل سيؤثر تأجيل اجتماع الوفود التقنية على موضوع اجتماعكم مع المنصات الأخرى؟
أجل دي ميستورا المباحثات التقنية لأجل غير مسمى، وقال أنه سيعطي المنصات فرصة للاتفاق، أتت الوقائع لتقول أنه يوجد مشكلة في موضوع الاتفاق، صحيح أن الخطوط مفتوحة ويمكن أن تكون هنالك محاولات أخرى، إلا أنه في الواقع لا يوجد اتفاق حتى الآن، لكن سنأخذ بقية العناصر بعين الاعتبار: لدينا آستانا الجديد، أظن أنه أعلن أنه سيجري في أواسط أيلول، وستتبعه جلسة لمؤتمر جنيف، وما بينهما يجري العمل على حلحلة القضايا المختلفة سواء بالمعنى العسكري أو بالمعنى السياسي.
*ما الذي يقصده السيد دي ميستورا عندما قال أن شهر تشرين الثاني سيشهد تغيراً كبيراً على مستوى الأزمة السورية؟
لا أعلم ما لديه من معطيات محددة، ولكن إذا أردنا أن نتكلم عن القراءات السياسية، فالقراءات السياسية تقول بأنه قد تحدد موعد آستانا، وبالتالي يوجد قضايا ستنجز وهي قضايا داعمة للحل السياسي في سورية، وجولة جنيف المقبلة أيضاً متوقع لها أن تشهد تطوراً. السيد دي ميستورا متوقع أن يجد في جنيف وفداً واحداً، وطبعاً إذا حدث ذلك فهذا تطور مهم في موضوع الأزمة السورية، ذلك فضلاً عن أن دي ميستورا قادر على قراءة التغيرات الجارية لدى الدول الإقليمية والصراع السعودي القطري المصري الإماراتي... إلخ.
كان لديكم عنوان لافت في صحيفة قاسيون هو أن «دي ميستورا لا ينطق على هوى»، كان معبراً...
بالضبط، دي ميستورا لا يعتمد على التحليل السياسي، إنه يعتمد على المعلومات، وهو حريص على ألا يطرح شيء هكذا. عندما يعطي هذه الشحنة من التفاؤل، فهو يمتلك معلومات جدّية تسمح له بذلك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
825