الدفاع عن الوطن قمة القمم!!

مثلما كانت الانتفاضة الفلسطينية الباسلة محاصرة، ومازالت، بخيانة العاجزين عن خيار المقاومة الشاملة والموالين للامبريالية الامريكية في العالم العربي، الذين تخلوا عن خيار الردع، وتحولوا إلى جلادين لشعوبهم المنتفضة في شوارع العواصم العربية ضد الإرهاب الامريكي ـ الصهيوني، يزداد الآن خطر التنازلات التي يقدمها النظام الرسمي العربي وخضوعه للمطالب الامريكية ـ الصهيونية وأخطرها ضرب المقاومة في أي مكان من دنيا العروبة.

ولعل أخطر ما تواجهه بلداننا الآن، وخصوصاً سورية ولبنان، هو نتائج لقاءات الإدارة الامريكية مع زوارها من الملوك والرؤساء والوزراء العرب وما تمخض عنها لحد الآن من «تنازلات عربية وفلسطينية ضمناً» جعلت الارهابي شارون وقادة الكيان الصهيوني يتمسكون بأقصى درجات التطرف والارهاب، وسهلت تلك التنازلات على واشنطن متابعة وصف شارون بـ «رجل السلام» وأن «الارهاب العربي يضرب ولا يفاوض».

وهكذا نلاحظ، أنه بعد كل زيارة لمسؤول عربي لواشنطن وبعد كل مبادرة سلام عربية خالية من خيار الردع ينخفض سقف المطالب العربية، ويزداد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتزداد تبعية النظام العربي الرسمي لواشنطن، وتتزايد الضغوط على سورية ولبنان. وتعلن الحرب النفسية بكل مقوماتها، من ترغيب وترهيب على العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الصهيوني ووصم كل من يؤيدها بـ«الإرهاب» تلك «التهمة» الجاهزة التي تعبر عن قرار إرهابي أمريكي بإعلان الحرب وبأشكال مختلفة على حركات التحرر الوطني في العالم وفصائلها المقاومة التي تحاول حفظ حقها في الاستقلال وتقرير المصير بدمها وروحها الاستشهادية.

ولأن سورية جاهرت بالقول والفعل، بدعم المقاومة وعدم الرضوخ لإرادة  التحالف الأمريكي ـ الصهيوني تزداد عليها اليوم، وأكثر من أي وقت مضى الضغوط وتمارس عليها أشكال الترغيب والترهيب لجعلها تلتحق بركب التنازلات العربية ووقف الدعم للمقاومة في جنوب لبنان وفلسطين. ولعل أخطر ما تواجهه اليوم حركة التحرر الوطني العربية هو «ثقافة الهزيمة» التي يروجها بعض الحكام العرب والنخب المهزومة، التي تشارك بالحرب، الصهيونية ـ الأمريكية، ضد ثقافة الاستشهاد من أجل الوطن وتحريره من رجس الاحتلال. وتشتد الحرب على ثقافة الاستشهاد لأنها أصبحت ثقافة شعبية عامة ليس الهدف منها الموت انتحاراً، بل تقصير طريق الانتصار وانهاء الاحتلال وفرض توازن الرعب على العدو في ظل غياب توازن القوى. ولا يغير من هذه الحقائق «الفتوى التي يصدرها فقهاء السلاطين» أو بعض النخب «المهزومة التي تنظِّر لخيار التفاوض» بمعزل عن خيار المقاومة والردع.

إن شعار حزبنا الشيوعي السوري «سورية لن تركع» لا يمكن تحقيقه بدون تعميق ثقافة الاستشهاد دفاعاً عن الوطن، التي هي قمة القمم وذمة الذمم. وسيبقى هذا الشعار قائماً على الوحدة الوطنية الشاملة داخلياً والاعتماد على تعزيز الصمود السوري ـ اللبناني ـ الفلسطيني والدفاع عن العراق الشقيق وتحويل شعار التضامن العربي، من التضامن بين الحكام، إلى إطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية العربية الواسعة وتفعيل طاقاتها الجبارة ضد التحالف الصهيوني ـ الامريكي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
177