ميثاق شرف للمناضلين الشرفاء للخروج من المأزق

الرفاق الأعزاء… إن مشروعكم ميثاق شرف لعمل الشيوعيين السوريين هو مشروع هام وطموح حقيقي لكل المناضلين الشرفاء للخروج من المأزق الذي يعيشه الحزب الشيوعي السوري منذ منتصف الستينات، المأزق الذي حولته قيادته إلى غاية وليس وسيلة ينظم نضالات الطبقة العاملة وحلفائها ويقود المجتمع لتغييره وبناء المجتمع الاشتراكي.

مع التحفظ على الفقرة التي وردت في الصفحة الثانية القائلة: «ولكننا نؤكد أن كل الانقسامات والمشاكل والاضطهادات التي تمت في الحزب عبر تاريخه كان يمكن تجاوزها». وهنا الغرابة في مضمون الفقرة، كيف يمكن تجاوزها مادامت صراعات شخصية نفعية وتمت في وسط تعاني منه قيادة الحزب من ضعف فكري وسياسي وتنظيمي نتج عنه تفرد في القرار وقمع الأصوات المعارضة وحب الذات.. والاستكانة (مكتفين بالعمل المريح والسهل من فوق).. والانبطاح لتحقيق مكاسب شخصية.

إنني أتفق معكم كل الاتفاق حول تحليل طبيعة الصراعات التي جرت في الحزب خلال العقود الأربعة الأخيرة وما الانقسامات والممارسات التي تمت في الحزب إلا نتاج طبيعي لهذه الصراعات، صحيح قد تؤجل إلى حين ولكن لا يمكن تجاوزها.

صحيح إن المئات من الشيوعيين الذين تركوا التنظيم سئموا العلاقات الحزبية السائدة لأنها لم تكن على أسس لينينية صحيحة، وأن المئات من الشيوعيين المنضوين تحت لواء التنظيم، (هنا وهناك) يدركون أن وضعاً غير سليم يسود العلاقات الحزبية السائدة وينتظرون المعجزة لتصحيح الوضع والوحدة، ولكن الثوري الحقيقي لا يؤمن بالمعجزات، وعليه أن يصنعها.

لذلك أرى  أهمية طرح هذا المشروع وجديته والتحرك الدؤوب في مجال الحوار الخلاق والمبدع القائم على الفهم الماركسي اللينيني لدور التنظيم الثوري في قيادة الطبقة العاملة وحلفائها وبناء هذا التنظيم وليكن (بناء حزب شيوعي سوري من طراز جديد) ويشمل ساحة الوطن.

وأؤكد هنا في هذا المجال دعوة الرفاق الذين يتميزون بالفكر السياسي الناضج المبني على الفهم المادي التاريخي والانتماء الطبقي الصحيح لإيديولوجية الطبقة العاملة، والتاريخ النضالي الناصع والاستعداد الدائم إلى التضحية النضالية ونكران الذات.

إن المهمة المركزية لكل المناضلين الشرفاء بناء هذا الحزب «حزب شيوعي من طراز جديد» وسيكون له حضوره الفاعل في طبيعة الصراع الطبقي والاجتماعي المحتدم على الساحة.. وسيبرز وجهه المستقل بلا خوف ولا وجل، بدون تهاون. لأنه يملك النظرية العلمية في تحليل الواقع وتغييره.

ايها الرفاق: إن القوى السياسية الوطنية القائمة على ساحتنا هي أشد وأكثر سواداً بعشرات المرات مما عاناه الحزب الشيوعي السوري، وتعاني من أزمات حادة في تنظيماتها، ومالم تنجز مهماتها وتضع برامجها الوطنية وتجسدها في الممارسة.. فهي ستبقى على هامش الصراع الثوري المحتدم. وهنا أؤكد على أهمية الحوار مع قواعدها لإنجاز هذه المهام ولتقديم كل جهد في مواجهة الحملة الإمبريالية الصهيونية على شعوبنا العربية وفضح نظام العولمة القائم على سحق شعوب العالم ونهب خيراتها، وفضح الدور التخريبي الذي تقوم به البرجوازيتان الطفيلية والبيروقراطية في مجتمعنا في نهب وسلب أموال الدولة.. وسرقة قوت شعبنا.

 عروة

 

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
181
آخر تعديل على الأحد, 18 كانون1/ديسمبر 2016 16:31