بيان من الشيوعيين السوريين الولايات المتحدة رأس الارهاب

أيتها الجماهير، أيها العرب:
ألا ترون كيف تحررت إرادة الشعب الفلسطيني من حساب الربح والخسارة؟، وان الإنتفاضة حررته من التشاؤم والتخاذل والاستسلام؟ فالمقاومة تتصاعد عمقاً وامتداداً.. فلا نزوح، ولا رايات بيضاء، ويتحول مخيم جنين إلى قلعة صمود بوجه العولمة الأمريكية ـ الصهيونية وإلى اسطورة مقاومة تحاكي أساطير ستالينغراد وفييتنام.

إن الإنتفاضة الفلسطينية محاصرة الآن بخيانة العاجزين عن خيار المقاومة الشاملة، والموالين للامبريالية الأمريكية، رأس الإرهاب في العالم، والمسؤولة قبل شارون عن حرب الإبادة في فلسطين.

إن العاجزين في القمم العربية عن خيار الردع أفقدوا النظام السياسي العربي شرف الانتماء للنخوة والعزة العربيتين، وتحولوا إلى جلادين لشعوبهم المنتفضة في شوارع العواصم العربية. ففي البحرين سقط أول شهيد للمتظاهرين العرب، وفي عمان سقط طفل متظاهر على أيدي بوليس النظام العميل، وفي مصر مئات الجرحى من المتظاهرين على أيدي وريث نظام السادات العميل حسني مبارك.

لقد تحولت المقاومة إلى فكرة تتغلغل في عمق الشعب الفلسطيني، ويمارسها بكل فئاته، وتتبناها الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، التي حاصرت دعاة الاستسلام وأصحاب المبادرات، بنزولها وعودتها إلى الشارع تطالب بخيار المقاومة الشاملة كما يفعل الآن أبطال فلسطين الأماجد، وكما فعلت خنساء العرب المعاصرة أم نضال والدة الشهيد محمد علي فرحات، يوم ودعته وحثته على الاستشهاد في سبيل الوطن... إن كل ذلك يؤكد عودة حركة التحرر الوطني العربية إلى النهوض من جديد ضد التحالف الصهيوني ـ الأمريكي.

بعد أن لجمت أمريكا الحكام العرب، وبعد أن منعتهم من استخدام أي سلاح (قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، سلاح النفط، الجيوش...)، وبعد أن اندمج صمت الحكام العرب مع أصوات القذائف والمذابح، وبعد مهزلة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وبعد خطاب الإرهابي بوش وتهديداته لسورية ولبنان والعراق وإيران، من العار أن يتقاعس أحد عن ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة العربية... (المقاطعة الشاملة، سحب الأرصدة، قطع النفط).

«سورية لن تركع»!، شعارنا كان ولا يزال وسيبقى قائماً على الوحدة الوطنية الشاملة، والاعتماد على تعزيز الصمود السوري ـ اللبناني، والدفاع عن العراق الشقيق وتحويل شعار التضامن العربي من التضامن بين الحكام إلى إطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية الواسعة وتفعيل طاقاتها الجبارة ضد التحالف الصهيوني ـ الأمريكي.

من العار أن تتحول الجيوش العربية إلى حارس أمين لحدود الكيان الصهيوني. ومن العار أن يعترف النظام الأردني بأنه منع 67 عملية تهريب سلاح إلى الانتفاضة الفلسطينية، ومن العار أن يكتفي النظام المصري بقطع العلاقات غير الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي تغطي فيه أجساد الشهداء والجرحى شوارع رام الله ونابلس وجنين وطوباس، وفي الوقت الذي يحاصر فيه جيش الاحتلال كنيسة المهد ويقصفها ويحرق جامع عمر بن الخطاب.

أيها الحكام العرب، في حرب الخليج الثانية سارعتم إلى قطع العلاقات مع العراق، والآن ترفضون قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، فهذه جريمة ستحاسبكم عليها شعوبكم التي ستطيح بعروشكم مع القواعد العسكرية الأمريكية من على الأرض العربية.

حذار من المناورات الأمريكية التي تسعى إلى إنقاذ حكام إسرائيل الصهيونية من ورطتهم. فجولة كولن باول لاتهدف إلاّ إلى انتزاع ماعجزت عنه المذابح الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وستبقى المقاومة هي القمة!..
دمشق في 8/4/2002
لجنة متابعة تنفيذ ميثاق شرف الشيوعيين السوريين

معلومات إضافية

العدد رقم:
173