ندوة حمص المركزية الرابعة:  آليات العمل التنظيمي

أقامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الندوة المركزية الرابعة في مدينة حمص يوم 2/4/2004 «حول آليات العمل التنظيمي» حضر الندوة أكثر من مائتي رفيق من مختلف المحافظات السورية، وقدم مداخلات فيها 36 متحدثاً ننشر فيما يلي المداخلات الرئيسية وسننشر في العدد القادم ريبورتاجاً عن مجمل النقاش:

تطوير التنظيم وأدائه مهمة لايمكن تجاوزها

كلمة الرفيق منصور الأتاسي:

أيتها الرفيقات أيها الرفاق الأعزاء..

بمدينتنا حمص نرحب بكم، في ندوتنا الرابعة (آليات العمل التنظيمي) ونتمنى لكم إقامة جيدة ومفيدة ونتمنى لندوتنا النجاح في أعمالها.

لقد عالجت الندوة الأولى التي عقدت في دمشق القضايا الفكرية، ولاحظت أن الاجتهاد والبحث الفكري ضروريان للتطور، وأن الاجتهاد والحوار بتطلب أجواء ديمقراطية قادرة على تشجيعه واستمراره، ووصلت إلى استنتاج أساسي أن الماركسية اللينينية ترفض الجمود وترفض العدمية، وأكدت على استمرار الحوار في القضايا الفكرية المثارة.

وناقشت ندوة السويداء أسباب أزمة الحزب وطرق الخروج منها، وأيضاً وصلت إلى نتائج تؤكد أن أسباب الأزمة تعود في غالبيتها إلى عدم القدرة على رؤية التراجعات الحاصلة في الحركة الشيوعية، وأسباب هذه التراجعات، وأيضاً في تأثير الهزيمة والأزمة في قيادة حركة التحرر الوطني على حزبنا، وفي عدم قدرة الجبهة الوطنية على تنفيذ الأهداف التي أنشئت من أجلها. وبكلمة فإن الأزمة التي فتكت بالحزب ولا تزال لم يصنعها أشخاص بقدر ما صنعتها وصاغتها حالة الوعي السائدة آنذاك، وأكدت الندوة أن كل الفصائل المنقسمة مازالت تعيش الأزمة نفسها لأنها لاتزال غير قادرة على تحديد الأسباب الرئيسية للأزمة التي يعيشها حزبنا والتالي فإن فهمنا الجديد للأزمة يضعنا أمام مهمة التوحيد بعد زوال أسباب الانقسام.

وأكدت الندوة أيضاً أن غياب الديمقراطية الداخلية وشكل أداء الحزب وبنيته كل ذلك ساهم في تعميق الأزمة.

وناقشت ندوة القامشلي ودققت النتائج السياسية التي اعتمدتها الفصائل الشيوعية المتناثرة. ولاحظت: أن عدم فهم حركة المجتمع وتراجعه والانطلاق من أساسيات أن الاشتراكية تتطور في العالم وأنها النموذج الأكثر صحة، وعبر التأكيد بأن التحالفات بأشكالها الممارسة دون التدقيق في قدرتها على تنفيذ الأهداف المعلنة في وثائقها واعتبار هذه التحالفات هدفا وغاية بعد أن كانت وسيلة لتنفيذ أهداف متفق عليها بين الأطراف المتحالفة. كل ذلك أبعد الحزب عن جماهيره، وأبعد الجماهير عن الشارع، وعقّد الأزمة داخل الحزب بعد أن هجرته خيرة كادراته ولاحظت الندوة أيضاً أن شكل تركيب التنظيم وشكل عمله وعلاقات الهيئات فيما بينها لم تستطع أن توصل احتجاجات القاعدة للقيادة أو التأثير على قراراتها إذا وصلت، ولم تؤمن التفاعل بين القاعدة والقيادة. بل سهلت فرض اتجاهات وسياسات القيادة على القاعدة، وهكذا تراجعت المنظمات القاعدية واضمحلت إلى أن تناثرت بشكل شبه نهائي. هذا مايؤكده الواقع الحالي للتنظيمات، وما تؤكده المناقشات الجارية داخل الهيئات القيادية لدى الفصائل المختلفة.

إن الواقع الصعب ساعد أيضاً على انتقال فصائل بكاملها من التيار الشيوعي إلى آفاق أخرى وبدأ العديد من الشيوعيين المناضلين يغردون خارج سربهم، هذا مايؤشر له مشروع النظام الداخلي لفصيل الرفيق رياض الترك، وتيارات أخرى مشابهة داخل الفصائل الأخرى.

وعبر كل ذلك انطلقت من مفاهيم في التأسيس جوهرها تناول جدي للقضية الوطنية عبر ربطها بالقضية الاجتماعية الاقتصادية والديمقراطية.

●● أيتها الرفيقات أيها الرفاق الأعزاء

لقد دققت الندوات الثلاث وصاغت التوجهات الأولى لسياسات مقبولة من قبل غالبية الشيوعيين السوريين، ويبقى المحك الأساسي في قدرتنا على تنفيذ هذه السياسات بشكل عملي وواقعي فلم يعد يكفي الكلام في أيامنا وإنما القدرة على الانتقال للعمل الملموس.

وهذا يتطلب وعاءً حزبياً قادراً على حمل هذه السياسات والتوجهات ونقلها إلى حيز التنفيذ، قادراً على تأمين التفاعل الكلي بين هيئات الحزب المختلفة من الفرقة إلى اللجنة المركزية، التي يجب أن تكون الهيئة القائدة الفعلية (وهذا الذي لم تفعله طيلة تاريخها ماعدا الفترة مابين المؤتمر الثالث وبيان3 نيسان). 

ـ قادراً على تأمين رؤية اقتصادية …. للسياسات المقررة وتدقيقها عند اللزوم 

ـ قادراً على احترام رأي الأقلية ونشرها.

ـ وقادراً على إيجاد أشكال من التنظيم تتكيف مع التطور العام ومع المهام المتغيرة أو الملموسة وتستطيع بحث كل مايخص التطور دون الوقوع ثانية في العمومية المقرفة والتي رفضها لينين دائماً.

كل ذلك يضع مهمة تطوير التنظيم وتطوير أدائه وفعالياته كواحدة من المهام التي لايمكن تجاوزها مطلقاً في الفترة القادمة.

من كل ذلك تكمن خصوصية ندوتنا، لقد كنا موفقين كما نعتقد في تسلسل الندوات. لقد وضحنا عبر نقاشنا المشترك لمهامنا الفكرية والسياسية ومهمة توحيد الحزب. والآن وانطلاقاً من تحديدنا للمهام المختلفة نتناقش اليوم لنصل إلى تحديد بنية التنظيم القادر على تنفيذ هذه السياسات.

 

هنا ترتدي أشكال العمل التنظيمي أهمية كبرى. فالمركزية الديمقراطية هي مبدأ عام. ولكن المركزية الديمقراطية لا تعني مطلقاً سيادة شكل واحد من التنظيم والعمل في مؤسسات الحزب المختلفة وفي كل الظروف السياسية التي مر أو يمر بها بلدنا. عندما يسود فهم أن شكل بناء منظمات الحزب واحد في كل الظروف نقع في أزمة. أي أن شكل التنظيم نفسه يؤدي إلى أزمة إذا كان متخلفاً أو غير قادر على تنفيذ السياسات المقررة. وعلى تأمين ديمقراطية واسعة تحترم كل آراء الحزب. وغير قادرة على تأمين حدود لكل هيئة لا تسمح لأي هيئة أخرى تجاوزها وهذا كله مانعيشه الآن.